من أسماء الرسول: متوكّل عليه الصلاة و السلام

مِن أسْمائِه، صلى الله عليه وسلم، «مُتَوَكِّل» أيْ الذي يَتَوَكَّلُ على اللهِ في كلِّ أعماله وأحوالهِ، في حَرَكاتِه وسَكناتِه.

وقد وَرَدَ عن ابن دَحيَةَ قال: «المُتَوَكِّل هو الذي يَكِلُ (أي: يترُك) أمْرَهُ إلى اللهِ تعالى. وقال بَعضُهُم: التَّوَكُّلُ هو الاعتصام بالله، جلَّ عُلاه. وقال آخرونَ : حَقيقة التوَكُّل هو التعلق بالله على كلِّ حالٍ.

وقد سَمَّى الله تعالى رَسولَه الكريم، صلَّى الله عليه وسلم، في التوراة مُتَوَكِّلاً في قَوله :“أنتَ عَبدي ورسولي، سَمَّيتكَ المُتَوَكِّلَ، لَستَ بِفَظٍّ ولا غليظ، ولا صخَّاب في الأسواق، ولا تَجزي بالسيئة، ولكنْ تَعفو وتَصفَح .وإلى هذا المعنى، يَنظر قولُه تعالى:يا أيها النَّبي إنَّا أرسلناكَ شاهداً ومُبشرًا ونذيرا، ولا تكون الشهادَة ولا البِشارة والنَّذارة إلا بالتوَكُّل التام على الله تعالى.
ولقد أمر الله نَبِيَّه، عليه الصلاة والسلام، بالتوكل عليه في العديد من الآيات مثل قوله: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (الفرقان: 58).
يقولُ العلماء: «التوكل تَركُ تَدبير النفس، والانْخلاع عَن الحَولِ (أيْ: القُوَّة)، وهو ناتجٌ عن التوحيد الخالص والمعرفة اليقينية بالله. ولقد كانَ، صلَّى الله عليه وسلم، سيِّدَ المُتَوَكِّلينَ، لأنه سيدُ العارفين بالله على الاطلاق، وأعظمُ المُوحدين لَه، تَباركَ وتعالى لذلكَ اعتمدَ في كلِّ أعْمالِه وأحواله وأقواله على الله، ولَمْ يُتْرَكْ لِنفسهِ طَرْفَةَ عَينٍ، فكانَ ناطقًا عن الله، متكلما بهِ، فانيًا فيه، مُتَوَكِّلاً عَلَيه. فَصلى الله وسلم عليه إلى يوم الدين

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115