وقد طَهَّرَ الله سيدنَا مُحَمَّدًا من جميع الأوْصاب إظهارًا لنعمة العناية، وإشعارًا بكمال الرِّعايَة. يقول الله تعالى : إنَّما يُريدُ الله ليذهبَ عنكم الرجسَ أهل البَيت ويطهركم تطهيرًا (الأحزاب: 33).
ووَقع في بَعض الكتب اسْمُ مُطَهِّر، بِكَسْر الهَاء، أيْ: اسمُ فاعلٍ، ومَعناه المُطَهِّرُ لِغَيْره من الكَدَرَ والجَهالات، وسائرِ المَعاصِي والضَّلالات. فَكلُّ مَن آمَنَ برَسول الله، صَلى الله عليه وسلم، وأحَبَّه وَعَمل بأوامره، واجتَنَبَ نواهيه، فهو طاهِرٌ، ببركة رسول الله عليه الصلاة والسلام .
فَهو، عليه الصلاةُ والسلام، مُطَهِّرُ القلوبِ ومُرَبِّيها، ومُنَوِّرُ النفوسِ ومُرقِّيها، المُنَزِّهِ لها من أدْرَانِ الآثام، والمُطَيِّبِ لها بِطيب المُدامِ. بل هو عَين الطهارة وماؤُها الأصْفَى وسِرُّ النقاوة وطِيبُها الأوفى.