النفس والتحلي بالقيم والأخلاق الفاضلة التي بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم ليتممها. ومن القيم التي يغرسها الصيام في نفس المسلم قيمة المراقبة وتقوى الله عز وجل، يقول تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. (سورة البقرة: 183).
والورع والتقوى من الغايات التي فرض الصوم من أجل تحقيقها، ومن لم يتحل بهما فلا فائدة ولا أجر من وراء صيامه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لمْ يَدَعْ قولَ الزورِ والعملَ بِهِ، فليسَ للهِ حاجَةٌ في أنِ يَدَعَ طعَامَهُ وشرَابَهُ». صحيح البخاري: 1903.
والطفل الصغير الذي يدرب على الصوم لا بد أن يُعلم قيمة المراقبة وأنها من أهداف وغايات الصيام العظيمة، ونشأة الطفل على مراقبة الله عز وجل لها أثارها وثمارها الطيبة فيما بعد، ومن تلك الثمرات البعد عن مواطن الشبهات، والبعد عن المحرمات، وحفظ الحرمات وعدم انتهاك الأعراض، وخشية الله عز وجل في الخلوات، واتقان العمل.
ومن القيم التي يغرسها الصيام في نفس المسلم قيمة الإحسان بكل معانيه، ومنها الإحسان بمعنى الخشية والخوف من الله عز وجل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الإحسانُ أنْ تعبدَ اللهَ كأنكَ تراهُ، فإنْ لم تكنْ تراهُ فإنَّهُ يراكَ». صحيح البخاري: 4777.
ومن صور الإحسان في شهر رمضان، الإحسان في التعامل مع الآخرين بكف الأذى وبذل المعروف، ومنها الإحسان في التعامل مع جميع المخلوقات، فعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: «إثنتانِ حفظتُهما عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ. قال: «إنَّ اللهَ كتب الإحسانَ على كلِّ شيٍء. فإذا قتلتم فأحسِنُوا القِتْلَةَ. وإذا ذبحتم فأحسِنُوا الذبحَ. وليُحِدَّ أحدُكم شفرتَه. فليُرِحْ ذبيحتَه». صحيح مسلم: 1955.
ومن القيم التي يغرسها الصيام في نفس المسلم قيمة الصبر بأنواعه وهي الصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية، والصبر على البلاء، والصبر على إيذاء الآخرين، والمسلم يصبر ابتغاء الأجر من الله عز وجل، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المؤمنُ الَّذي يخالطُ النَّاسَ ويصبرُ على أذاهم أعظمُ أجرًا منَ المؤمنِ الَّذي لاَ يخالطُ النَّاسَ ولاَ يصبرُ على أذاهم». صحيح ابن ماجه: 3273.