أي مَال عنه وعَدَلَ، أي: إنَّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، يعدل بأمته عن نار جَهنم ويميلهم عنها ويبعدهم من عذابها ولظاها. وقد جَاء عن ابن عباسٍ، رَضيَ الله عنهما، أنه قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسْمي في القرآن مُحمد، وفي الإنجيل أحمد، وفي التوراة أحِيد، لأنِّي أحيّد أمتي عن نَار جهنّم»، أخرَجَه ابن عساكر.
وكما نَعرف، فإنَّ المصطفى العظيم، صلى الله عليه وسلم، جاء بالأوامر الربانية حتى نقوم بها، ونهانا عن المعاصي التي يمقتها الله سبحانه وتعالى حتى نتجنبها، وهكذا يَرضى عَنَّا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويُبْعِدُنا عن نَار جَهَنَّمَ، ويزيحنا عن عذاباتها.
وهو، صلى الله عليه وسلم، يُحيدُ عَن الطائعين ظلماتِ الغفلة مُبَدِّدٌ لِدَياجير كثافاتها، مزيلٌ للأغيار من القلوب مُبْعدٌ لسماجاتها، مقيلٌ للعثرات مُريحٌ من عذاباتها، أزاح عن المهج كلَّ حُجَب الضلال، وسقاها من خُمور التَّوحيد أصْفَى زلالٍ.