الباقيات الصالحات: الفرح بشهر رمضان

أمر الله تعالى بالفرح بدينه قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (يونس: 58 )

والفرح بفضل الله تعالى ورحمته يشمل الفرح بكتابه وسنة نبيه وشعائر دينه، وأهل هذا الفرح في الدنيا يفرحون يوم القيامة بالجزاء كما أخبر الله تعالى عن الشهداء بقوله سبحانه فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه (آل عمران: 170).

والمؤمن يفرح بطاعة الله تعالى وأداء الفرائض والنوافل؛ لعلمه أنها سبب نجاته في الآخرة، وفوزه بالدرجات العلى في الجنة. ويفرح بمواسم الطاعة لما فيها من تنوع الطاعات، ومضاعفة الأجور، وإقبال القلوب على الله تعالى؛ ولهذا فرح النبي صلى الله عليه وسلم برمضان، وبشر أصحابه رضي الله عنهم به؛ فإنه حين ذكره ذكر ما فيه من ميزات كلها تتعلق بالنجاة من الإثم، والفوز بالطاعة، كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ: «قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ» رواه أحمد.

 فبشَّر صلى الله عليه وسلم ببركة رمضان، والبركة هي النماء والزيادة، مما يدل على أن الطاعات تزداد في رمضان، كما يزداد فيه اكتساب الحسنات، ومضاعفتها إلى أضعاف لا يعلمها إلا الله تعالى؛ بمقتضى قوله سبحانه في الحديث القدسي «الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي» رواه الشيخان. فمن لا يفرح بفريضة اختصها الكريم سبحانه بالجزاء، فلا يتناهى جزاؤه سبحانه؛ لسعة خزائنه، وعظيم ملكه، وجزيل كرمه وعطائه عز وجل. فهو جزاء لا يحصيه عد، ولا يحده حد، ولا يخطر على قلب بشر؛ لأن الصوم صبر، وقد قال سبحانه  إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (الزمر: 10).

 وذكر صلى الله عليه وسلم وهو يبشر برمضان: فريضة الصيام؛ وهذا يقتضي الفرح بها؛ لأن الله تعالى يحب فرائضه، كما قال سبحانه في الحديث القدسي «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ» رواه البخاري. والمؤمن يحب الله تعالى فيحب ما يحبه سبحانه.
 وذكر صلى الله عليه وسلم وهو يبشر برمضان: فَتْحَ أبواب الجنة فيه، وَغَلْقَ أبواب النار، وهذا يدل على رضا الرحمن سبحانه على عباده، ومن لا يفرح برضا الرحمن سبحانه وتعالى عن عباده؟!

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115