القيراوني المالكي، المشهور بـ «ابن سحنون» (ت 256 هـ) »، في مضمونه عبارة عن موسوعة تشتمل على أهم وأشهر وأندر المسائل الخلافية والنوازل الفقهية التي ذاعت وذاع الخلاف فيها بين رجال المذهب المالكي، هذه الموسوعة انتظمها أحد طلبة العلم زمن ابن سحنون – اسمه محمد بن سالم – وتشتمل على أسئلة سألها ابن سالم هذا محمد بن سحنون، فأجاب عنها ابن سحنون بما انقدح لديه عن علم بمسائل الخلاف وأقواله أئمة المذهب المالكي، وغالباً ما كان ابن سحنون يسرد في كل مسألة أقوال علماء المالكية من أصحاب مالك وأصحاب أصحابه.
وكان ابن سحنون رحمه الله شديد الحرص على اتباع مذهب أهل المدينة في الفقه، وتراه في هذا الكتاب يقول بخصوص مذهبهم، ولم يذكر قولاً لأحد غير المالكية، اللهم إلا قولاً واحداً ذكره للإمام الشافعي، وقولاً لمحمد بن الحسن.
وكتاب « فتاوى ابن سحنون »، قد حوى باقة من المسائل والأقضية الفرعية التي نلمس كثيراً منها يحدث في زماننا المعاصر، ولا نجد لها جواباً وافياً شافياً، وبعضها شديد الفروعية بما ينبئ عن شدة ملامسة مسائل هذا المذهب الفقهي للوقائع العلمية الواقعية التطبيقية.
وعموماً فإن مسائل هذا الكتاب كثيرة وفيرة فاقت الخمسمائة مسألة، وكلها هامة قيمة مدعومة بأقوال الأئمة غالباً وبالأحاديث والآثار أحياناً، بل يعد هذا الكتاب من أصول المذهب المالكي، لإشتماله على كثير من المسائل المنقولة عن مالك وأصحابه، والتي لا تكاد توجد في غير هذا الكاتب.