الذي استهل أول نشاطاته بمحاضرة بعنوان « الفلسفة وأزمة الثقافة» قدمها الفيلسوف والأستاذ «عبد الوهّاب بوحديبة» وذلك يوم الجمعة 26 افريل 2019 بالقصر السعيد بباردو
وعبّر الأستاذ «فتحي التريكي» عن فخره بهذا المولود الجديد وهو معهد تونس للفلسفة واعتبره تكريما للفكر التونسي. وقال إن بعث المعهد جاء بعد سنة من التفكير والنقاشات الطويلة بين أعضاء هيئة المجلس العلمي لكرسي اليونسكو بدعم من وزارة الشؤون الثقافية موضحا أن إنشاء المعهد أشرف عليه ثلة من الأساتذة والفلاسفة وهم: محمد محجوب وزينب الشارني وحميد بن عزيزة ومحمد علي الحلواني ورشيدة التريكي.
أما الأستاذ عبد الوهاب بوحديبة فقد افتتح محاضرته «الفلسفة وأزمة الثقافة» قائلا: «أعتبر أن الفلسفة في تونس وصلت إلى مرتبة المسؤولية وهي اليوم بين أياد أمينة، فهي النقد والنقاش مع العقل لفهم الأخطاء وتلافيها وأعتز بوجودكم حولي وبوجودي معكم لمناقشة أم الأزمات وهي أزمة الثقافة».
واعتبر الأستاذ «بوحديبة» أن التقليل من شأن الأزمة التي تمر بها الثقافة خطأ فادح لأن الأزمة الكبرى هي الثقافة و نجاحها أو فشلها ينعكس على بقية القطاعات. كما انتقد الأستاذ «بوحديبة» الوضع الثقافي في البلاد وفي العالم ووصفه بالمرضي موجها اتهامه إلى وسائل الإعلام التي تعتمد على الارتجال والفوضى ولا تفسح المجال للمثقف لإبراز انتاجاته كما اعتبر أن المال هو عدو الثقافة وعدو المثقف والفنان وان الدعم الذي تقدمه الوزارة للفنان أو المبدع من اكبر الأخطاء لأنها تشجع على الخمول وعدم الإبداع وأضاف «لاشيء يزهر الثقافة وينميها غير العمل لأنه هو الذي ينتج الدعم وينتج المال للتقدم، مشددا على الدور الكبير الذي يجب على الفيلسوف أن يلعبه وهو تسليط لغة العقل وترسيخ المبادئ والقيم الجديدة والمحافظة على الذوق السليم.
وفي نهاية اللقاء تولى الدكتور»محمد زين العابدين» تكريم الفيلسوف «عبد الوهاب بوحديبة» تقديرا لإنجازاته الكبرى المحلية والعالمية طيلة مسيرته المهنية في عالم الآداب و الفلسفة والفنون.
وفي برنامج المعهد إحداث ثلاثة جوائز: جائزة سنوية كتكريم لباحث في الفلسفة أو لأثر فلسفي وجائزة المقال الفلسفي المنشور خلال العام وجائزة أفضل رسالة دكتوراه.
ويهدف هذا المعهد إلى التشجيع على الاهتمام بالفلسفة في تونس وبالفكر وعبر التأليف والنشر والتوزيع في هذا الميدان.