اختتام الملتقى الوطني للعصاميات: الجداريات.. الفنانات يبعثن الحياة في الجدران الصامتة ...

ازدانت الحيطان بأجمل الألوان تزّينت وخرجت عن صمتها، بعثوا فيها الحياة من خلال الريشة واللون،

اصبحت الجدران اجمل باناملهنّ الحالمة و الساحرة، حوّلن البياض المقلق الى لوحات مميزة وجميلة عبّرت عنهنّ وعن ابداعهنّ في ورشة «الفن والسلام» التي زينت فيها العصاميات جدار المعهد النموذجي بالمنستير ضمن فعاليات الملتقى الوطني للعصاميات الذي تحتضنه مدينة روسبينا لثمانية عشرة عاما.
في اطار ملتقى العصاميات كان الموعد مع ورشة للجداريات لرسم اجمل اللوحات وإضفاء لمسة فنية خاصة على الجدران بيضاء اللون، زينها لتصبح اجمل وتكون للعصاميات لمساتهنّ وآثارهنّ على حيطان مدينة المنستير.

المرأة عنوان للجمال
العصاميات يصنعن تفاصيل الجمال يضعن بصماتهنّ على جدران المنستير، في البرنامج اضيفت فقرة جديدة هي ورشة الجداريات، ورشة تزين معها حيطان المدينة وتبعث فيها الحياة، صبيحة الاحد وفي يوم ربيعي شمسه حارقة تحدت الفنانات أشعة الشمس وكتبت أناملهنّ أجمل اللوحات.
قسموا انفسهنّ الى مجموعات حسب رغبتهنّ حسب فكرة العمل وطريقة إنجازه أربعة محاور اساسية حضرت في الجداريات تقريبا هي المرأة والتراث والطبيعة و الحروفيات، اربعة محاور ابدعت اناملهنّ في رسمها وكتابتها على جدران المعهد النموذجي.

ممتعة هي الرسومات ساحرة حينما ترسمها انامل عاشقات الحياة ليكتبن الياذة للخلود وللجمال، اناملهنّ كتبت اجمل الاعمال ليحلقن بالزائر في عالم انيق ومبهر، المرأة مبدعة ومتى رسمت المرأة تصبح اكثر إبداعا سهى بنور وفاتن الزرافي تميزتا في ورشة الجداريات في رسم تفاصيل المرأة سهى رسمت امرأة تونسية بالسفساري تماهت الالوان مع الموضوع فكانت الصورة تعبيرة عن جزءا من الذاكرة، جزء من تراثنا فالرسم مطية للدفاع عن الموروث التونسي وحفظ له في ذاكرة محبي الفن التشكيلي.

اما فاتن الزرافي فرسمت امرأة تونسية بالوشم الامازيغي على الجبين مع انفتاح على الجانب الافريقي من خلال الوان اللحاف الموضوع فوق الرأس والأقراط الموشاة بأجمل الالوان كأنها تعلن ان المرأة التونسية والإفريقية هنّ امازيغيات عنّ سيدات هذه الارض ومالكاتها وان اختلف لون البشرة فالنساء الافريقيات مميزات وحضورهنّ كما الوشم لا تمحوه تعاليم الزمان.

الابواب ذاكرة المدن
تلاعب الألوان كطفلة صغيرة، لساعات وهي تمزج الازرق مع الابيض وقليل من البني لتصنع تلك التحفة الفنية على الجدار، ابتهال مزالي ابدعت في رسم باب كبير هو احد ابواب المدينة العتيقة لتونس او سوسة او المنستير فالأبواب ذاكرة المدن و الابواب مفتاح اسرار وحكايا كل مدينة رسمتها العصامية المبدعة بكل دقة وأضفت عليها الكثير من اللون الازرق عنوان الانفتاح فهو لون يعطي صفاء للروح وللذهن اختارته العصامية لتدفع الزائر إلى مزيد من الهدوء وإعادة قراءة حكايات الابواب والتمتع بجمالها وأناقتها.

للأبواب سحرها وللتفاصيل رونقها، تفاصيل تتميز في نحتها الفنانة مريم الماجري التي ابدعت في رسم «حلقة لأحد الأبواب باللون البني الداكن مع خلفية تميل الى الاصفر لتبرز الحلقة حتى تبدو كأنها حقيقية، مريم الماجري تبدع في نقل التفاصيل كانها تلتحم مع فكر ابتهال مزالي لتدعو الزائر إلى اكتشاف سحر الابواب وسحر تفاصيلها ومعها الغوص في ذاكرة هذا الوطن.

للأبواب سحرها وخلفها آلاف القصص والحكايا اللون يشاكسها ويعاندها علّه يسمع هسيسها وبعضا من تفاصيلها والفنانات يسمعن نشيد الابواب وبالالوان يحولنها إلى رسومات أنيقة تسرّ العين وتمتع الروح، فهن الحالمات والمميزات المتمسكات بحبّ الفن والرغبة في صناعة اجمل اللوحات لتكون شاهدة على ابداعهنّ وفي خانة التراث ابدع الرباعي نجاة العابد ولبنى الحمروني وهندة عبد الكافي وراضية شوشان في تجميع الافكار وتوزيعها في لوحات زينت الجدار واخرجته من صمته وان اختلفت الافكار لكنّهن اشتركن في هدف تجميعها وتبوبها لتقديم تحفة عن الابواب والذاكرة والتراث.
اربع وستون عصامية اثثن الملتقى الوطني لفن العصاميات، أربع وستون حالمة اربع وستون فنانة أربع وستون لوحة وجدارية، اشتركن في الحلم وتشاركن في الابداع ليكون في ثلاثة أيام الملتقى عنوانا للجمالية والحرفية، هنّ العصاميات عاشقات الرسم بكل تجلياته هنّ اللواتي حولن بياض اللوحة إلى حلم لذيذ يعانقنه ليخرجن من قساوة اليومي هنّ اللواتي صنعن

نجاحهنّ في ميادينهنّ وأبدعن في الفن وحافظن على تلك اللمسة العصامية المميزة.

الادارة الشابة تصنع الاختلاف
افكار مختلفة وبرامج متنوعة هي سمة المركب الثقافي بالمنستير، افكار متجدّدة لإدارة شابة تؤمن بالتجديد والتغيير، اختلاف في الفكرة والاداء ايضا ميزت ادارة المركب الثقافي بالمنستير الذي اصبح يشرف على ادارته الشاب فهد بن حمودة الذي جاء محمّلا بافكار اخرى تثبت ان للشباب قدرته على النجاح وصناعة افكار ابداعية ومواكبة للتطور التكنولوجي والعصري.

الصورة الفوتوغرافية فنّ

الصورة الفوتغرافية فنّ له مقوماته وله جماليته ايضا وفي ملتقى العصاميات كان للصورة الفوتغرافية دورها وتميزها اذ صنعت الفارق وابدع كريم الزين في تقديم اجمل الصور واثبت ان عين الفوتوغرافي هي من تصنع جمالية الصورة لا الة التصوير.

الوفاء من طباع العصاميات
فنانة مختلفة، تؤمن بالتطور في تجربتها الفنية للعام الثاني عشر تشارك نجوى الفقيه الغنوشي في ملتقى العصاميات، فنانة محترفة تقدمت تجربتها وتطوّر ادائها وتطور تعاملها مع ضيوف المهرجان أيضا من خلال توزيع brochure صغيرة تعرّف فيها بتجربتها الفنية و معارضها الشخصية وتلخص تجربتها مع فكرة عن وسائط التواصل الاجتماعي التي تستعملها، تقديم موجز يتلاءم مع التطور التقني والتكنولوجي وتعطي فكرة عن تميزها في التعامل مع الوسائط الحديثة.

جوائز الملتقى
ثلاثة ايام من الابداع و اللقاء والمنافسة ايضا اذ للملتقى مسابقتان اولى تهمّ المعرض وقد قررت لجنة التحكيم اسناد جوائز المعرض كالتالي:
• الجائزة الاولى جائزة اللمسة العصامية الى شريفة الذوادي
• الجائزة الثانية لوسيلة العلاني
• الجائزة الثالثة لمريم الماجري.
وفي اليوم الافتتاحي كان اللقاء مع مسابقة في الرسم خاضتها العصاميات بكل حرفية وتنافس كانت نتائج جوائزها كالتالي:
• الجائزة الاولى لراضية شوشان
• الجائزة الثانية لنجاة العابد
• الجائزة الثالثة لابتهال مزالي
وقد ارتأت لجنة التحكيم اضافة جائزة اخرى «جائزة لجنة التحكيم» للعصامية المبدعة نجاة بامري لارادتها ورغبتها في انجاز عمل مميز.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115