عمال المصانع «عطشى للفن» يسمعون صيحاتهم للجميع: مسرحية «اسمعني» في مدينة الثقافة

تتواصل هذه الأيام تمارين مسرحية «اسمعني» في انتظار عرض أول بمدينة الثقافة في مسرح الجهات قبل

عرضها أمام عمال المناجم بدار الثقافة بالرديف بمناسبة عيد الشغل العالمي يوم غرة ماي. في هذا الريبورتاج جولة في كواليس هذا العمل النموذجي ضمن مسرح العمال أو «العامل المبدع» وتنفيذه تم بفضل مؤسسة فنون المتوسط وبعد عقد شراكة بين وزارة الشؤون الثقافية والبرنامج الثقافي الأوروبي «تونس المبدعة.»
قطع المخرج الطاهر علوان أشواطا متقدمة في مشروع نموذجي اشتغل عليه مع أكثر من عشرة عمال من شركات ومصانع المنطقة الصناعية بن عروس واختارهم بعد كاستينغ ومشورة الأعراف ليصعد بهم على الركح لاول مرة ويروون له قصص الآمال والآلام داخل المصنع وخارجه،على أن يكون عرض هذا العمل الإبداعي الأول من نوعه يوم 13 أفريل 2019،بمسرح مدينة الثقافة وليحمل عنوان «اسمعني».

الإصغاء والانفتاح
هذا المشروع النموذجي «اسمعني «وإبطاله عمال من المنطقة الصناعية بن عروس والذي تابعت «الوسط نيوز» مراحل تقدمه هو ثمرة أولى للاتفاق الحاصل بين وزارة الشؤون الثقافية وبرنامج «تونس المبدعة»، التابع للاتحاد الأوروبي وتشرف على تنفيذه هياكل المركز الثقافي البريطاني ويحظى هذا البرنامج بمتابعة من هذه الجهة الداعمة، وذلك ككل البرامج الثقافية والإبداعية الأخرى. 

الآن وبعد الإصغاء إلى المخزون الكامن عند العمال من خلال ورشات استماع ونقاش وتعود على التخاطب والحوار مع أساتذة المسرح الذين اطروا العمال في الأشهر الأولى ولمشروع فني يمتد على 12 شهرا تمكن المخرج الطاهر علوان من تحويل المادة الخام إلى نص مسرحي ومنه تمت صياغة السيناريو والحوار الذي شهد إسهام العمال أنفسهم ومن حماسهم ووعيهم «كما توقف عند ذلك المخرج الطاهر علوان والذي اشتغل من قبل على «مسرح العمال «ضمن تصور متجدد لقدرة الفن الرابع على التطهير،والمساعدة على التنفيس وتجاوز حالات اليأس والارباك داخل المؤسسة الاقتصادية وخارجها...

الفن تأسيس وتنفيس
هذه الحالة النفسية المتجددة لدى العمال والذين تحولوا إلى ممثلين هواة في بداية الأمر توقفت عندها العاملة بإحدى الشركات الصناعية بجهة بن عروس منى النصري لتؤكد على أهمية هذا المشروع في مقاومة الإرهاق والقلق والتعبير عن الصعوبات اليومية في العمل وهو المدخل عندها للتجاوز وهي تنتظر بفارغ الصبر يوم 13 أفريل المقبل للوقوف لأول مرة على ركح الاحتراف في مدينة الثقافة والتي دخلتها كزائرة، لأول مرة وهو ما يدفعها إلى ولوج عالم الفنون وأهمها الفن الرابع بسحره. 
أما الممثل الشاب منذر صدوقة فقد رأى أن الفن الرابع وهذا المشروع المتمثل في مسرحية«اسمعني»،فقد مكنه من تجاوز حاجز الخجل والمسرح فضاء لنسيان الألم والبحث عن المشترك مع زملائه في العمل ولكن الاحتكاك بهم خارج المصنع ولد لديه علاقات أكثر حميمية معهم ومن الجنسين. وهذا ما يؤثر على العلاقات الشغلية ايجابا 

مسرح شحذ الهمم
أما الفنان العامل منير العياشي فهو يلعب دور رئيس فريق في الشركة التي يشتغل فيها بالمنطقة الصناعية في بن عروس وهو الدور نفسه الذي يلعبه في المسرحية وهو يرى أن الضغوطات التي يعيشها في المؤسسة يعيش مثلها على الركح ولكن بطريقة مغايرة وهو ما يجعل احساسه أكثر صدقا وآليات التبليغ أكثر صراحة وهو الذي تعلم على حد قوله التقنيات من المخرج الطاهر علوان وهذا ما يساعده أكثر عند العودة إلى المعمل ليربط علاقات اخرى مع أصدقاء المسيرة والتي لن تتوقف بل ان المسرح متنفس ويشحذ الهمم،وهذا ما تعلمه في الأشهر الأخيرة مع مشروع «اسمعني».

المصانع مادة مسرحية
ومن جهتها أكدت الفنانة الشابة سوار الشيخاوي انها وعلى عكس بقية زملائها ممن يدخلون غمار التمثيل لأول مرة لها تجارب بسيطة ولكنها فتحت لها أبواب التواصل مع أهل الفن الرابع مما سهل تواصلها الفني مع الممثلين وخاصة الطاقم التقني والانتاجي والمخرج الطاهر علوان هذا إلى جانب حضورها المتواتر للدورات المختلفة لأيام قرطاج المسرحية والحياة العمالية عندها ثرية ويمكن أن تكون موضوع اعمال مسرحية متنوعة ومجدية للعمال أنفسهم. 
هذا العمل «اسمعني» سيعرض بمدينة الثقافة يوم 13 أفريل والمناطق الصناعية داخل الجمهورية خلال شهر ماي، ومن الجهات الصناعية التي سيتحول اليها فريق الانتاج صفاقس وقفصة وبنزرت والقصرين. 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115