أربعينيّة الفقيد مصطفى الفيلالي، وأصدر بهذه المناسبة كتابا يوثّق مكانة الراحل فكريّا وسياسيا ونقابيا . جمع الفقيد «بين الاهتمامات العلميّة والمشاغل الفكريّة النظريّة... ساهم مساهمة فعالة في بناء دولة الاستقلال» كما ورد في كلمة رئيس المجمع الدكتور عبد المجيد الشرفي، الذي شدّد على نضاليّة مصطفى الفيلالي «في نطاق الاتحاد العام التونسي للشغل»، لذلك نزّل تنظيم المجمع للأربعينيّة في إطار الاعتراف بمسيرة الفقيد الثريّة. قد غاب إلى الأبد لكنّه سيظل حاضرا في الذاكرة على الدوام على حد عبارة الأستاذ الشاذلي العياري، الذي ركّز في شهادته على قيّمه، وسمات شخصيّته ومواقفه السياسيّة الجامعة بين المسؤوليات السياسيّة والإداريّة من جهة، والحس النقابي من جهة ثانيّة، منسجما في ذلك مع شهادة الأستاذ محمد الكيلاني، منسّق فعاليات الأربعينيّة، فالفقيد برأي الكيلاني رجل الجمع بين الصرامة والتسامح، بين الهزل والجد، بين الممارسة السياسيّة والتنظير الخ . . وذكّر بمسيرته الإعلاميّة في الإذاعة الوطنيّة منذ سنة 1943، فضلا عن مساهماته في عديد المجلات والصحف . ومثّلت إسهاماته في المجال الإعلامي قاسما مشتركا بين أغلب الشهادات، حيث تناولت شهادات
زملائه ومعاصريه عدم مساومته في مجالات حريّة التفكير والإصداع بآرائه، وذلك ما أهّله «ليكون أحد الأعضاء الخمسة الشرفيين بالمجمع» مثلما ورد في كلمة الأستاذ عبد المجيد الشرفي . وتخطى إشعاعه الحدود الوطنيّة والإقليميّة نحو العالميّة، ممّا مكّنه من تحمّل مسؤوليات دوليّة على غرار تجربته العماليّة العالميّة «فانتدبته منظّمة العمل الدوليّة وكلّفته بالقيام بدراسات في العديد من المشاكل الاجتماعيّة والنقابيّة الدوليّة « حسب قول أستاذ القانون الصادق بلعيد . وبإمكان القارئ الاطلاع على عديد التفاصيل الأخرى المميّزة لمسيرة الغائب - الحاضر مصطفى الفيلالي في شهادات أخرى تضمّنها جديد منشورات المجمع التونسي «بيت الحكمة « تخليدا لتجربة جمعت بين حقول دلاليّة تداخل فيها التنظير والإبداع والنضال السياسي والنقابي.