فنون وثقافات أول فضاء ثقافي خاص في قفصة: نزار السعيدي والحلم بترسيخ الحلم في مدينة قفصة

استعدادات حثيثة لافتتاح الفضاء الثقافي الخاص الاول في قفصة لصاحبه الفنان المسرحي نزار السعيدي» «فنون وثقافات» هو اسم الوليد الثقافي الجديد في مدينة قفصة وهو فضاء خاص سيكون حاضنة للإبداع و العروض خاصة وان دار الثقافة ابن منظور قفصة مغلقة منذ مدة بسبب الاشغال.

قفصة موقع جغرافي إستراتيجي يتوسط خمس ولايات وتمثل عقدة ممرّات بين ثلاثة أقاليم إقتصادية بالبلاد وتربط الشمال بالجنوب وشرق البلاد بغربها فاتحة على الحدود الجزائرية كما تفصل بين سهول البلاد وصحرائها ، تعـدّد الموارد والثروات الطبيعية (فسفاط، مياه جوفيّـة...) ولكن تنقصها الثقافة و ربما يكون هذا الفضاء الوليد الذي سيفتح ابوابه لاستقبال المبدعين يوم 12 مارس الجاري فرصة لتاثيث مشهد ثقافي مغاير.

فضاء بموارد خاصة موجه لاطفال الجهة
«الفضاء الثقافي» (فنون وثقافات) هو نتاج لدراسة المشهد الثقافي بجهة قفصة ومحاولة طرح اليات عمل بديلة لاستقطاب العموم للمشاركة بالانشطة الفنية والثقافية ومعاضدة مجهود القطاع العام في محاربة التصحر والتهميش الثقافي الذي تعاني منه الجهة التي لها تراث ومرتكزات يمكن الانطلاق منها لجعل قفصة منارة ثقافية» بهذه الكلمات قدم نزار السعيدي الفضاء الجديد.

وأكد صاحب الفكرة والمشروع ان فكرة الفضاء هي دعوة في حد ذاتها للمبدعين والمثقفين للاستفادة من المدن الداخليه والنشاط فيها والقطع مع التواكل على وزارة الثقافة فالفضاء «فنون وثقافات» قد احدث بتمويل ذاتي وحاولنا توفير بنية تحتية متميزة تكون هي الحاضنة الاولى للجمهور، ويحتوي فضاء فنون وثقافات على قاعة عرض مسرح جيب مجهزة تقنيا وتتسع لـ100 متفرج مخصصة لعروض المسرح والموسيقى والسينما كذلك خصصنا رواقا للفنون الجميلة به ركن كمقهى ثقافي ستنظم به المعارض التشكيلية والأمسيات الأدبية.

الافتتاح لن يمر باهتا بل سيكون احتفاليا يشارك فيه عدد من مثقفي قفصة، افتتاح تحضر فيه الموسيقى والمسرح والصورة الفوتوغرافية مع معرض بعنوان «نظرات» لايمن الزوالي وعرض موسيقي لمجموعة شابة من قفصة
وأشار نزار السعيدي انهم سعوا للتركيز في الافتتاح على الشباب المبدع في قفصة والانطلاق معه في رسم معالم هذا الفضاء الثقافي «فنون وثقافات» فصاحبه ابن الجهة وموجه لأبناء مدينة قفصة علهم يؤثثون تدريجيا لمشهد ثقافي مغاير، مشهد يكون فيه للثقافة

الحضور البارز ولا يقتصر على تظاهرات مشتتة
وقال ان االفضاء يشتغل على محورين التكوين والعروض في محور التكوين فتح ورشات في المسرح والرسم للأطفال والكهول ونوادي للصورة والسينما وفي محور العرض تنظيم محطات فنية اهمها مهرجان دولي للمونودراما وايام الفرديات في موسيقى وعرض دوري للأفلام السينمائية الحديثة.

لو توفرت الارادة سيجمع الشتات
لكل ولاية خصوصياتها الثقافية والحضارية، وكل شبر من الجمهورية له هويته وطابعه المميز فلم لا يتم استغلال هذا التنوع والثراء ثقافيا؟ وهل الحلم في المناطق الداخلية قابل للانجاز والتحقيق، سؤال اجاب عنه نزار السعيدي بنعم يمكن ان نحلم بفضاءات خاصة في مدننا الداخلية قد نواجه العديد من الصعوبات المالية والهيكلية ولكن من حقنا الدفاع حلمنا وكفانا ميلا للعمل في العاصمة.

وأشار المخرج نزار السعيدي ان الهدف من انشاء الفضاء هو جمع شتات المبدعين في الجهة وخلق اطر عرض جديدة خاصة ان الموقع الجغرافي الذي ينتصف فيه الفضاء وسط المدينة و هو عامل مساعد لاستقطاب الجمهور.
وقفصة المدينة تضم 420 ألف ساكن ومن حقها أن تشهد حراكا ثقافيا يتناسب وكثافتها السكانية وطاقتها الإبداعية كذلك قائلا: «إحساس سلبي ينتابني عندما أعرف أنّ قفصة تتمتع بتراث ثقافي هام لكن البنية التي من المفروض أن تحتضن هذا التراث وانتاجات أبناء المدينة منعدمة» لذا سنعمل على التعريف بمدينتنا ومورثنا.

وأكد محدثنا أن لكلّ منطقة الحق على ابنائها ليؤثثوها ثقافيا فلو عاد ابن مدنين الى جهته وحاول تأسيس فضاء وكذا فعل ابن بن قردان والكاف والقصرين وقفصة وتطاوين حينها لن نتحدث عن مركزية وستزرع نواتاة للفعل الثقافي والإبداع في كامل الجمهورية ويمكن الحديث وقتها عن لا مركزية ثقافية حقيقية يقودها ابناء المناطق الداخلية.

صاحب الفضاء مسرحي مخرج وممثل ولكنه يؤمن بأهمية كل الفنون ودورها في بناء شخصية متوازنة لذلك سيكون في الفضاء جزء خاص بالسينما و سيحاول «الفضاء» إعادة ربط الصلة مع الجمهور السينمائى حتى يُقدم من جديد على ارتياد القاعات وذلك من خلال تخصيص قاعة لعرض الأفلام طيلة 4 أيّام في الأسبوع وقد يساهم في اعادة الحركة السينمائية في قفصة خاصة بعد ان عاد نادي سينما قفصة للنشاط وأنجز تظاهرتين سينمائيتين ربما تعيد بريق النادي كما كان في السبعينات.
وللإشارة فإن قفصة وخاصة مدينة الرديف كانت من اول المدن التي بنيت فيها قاعة سينما اثناء فترة الاستعمار وتحديدا بعيد اكتشاف الفوسفاط، و لكن لم يبقى من القاعة غير اسم وذكرى لانها تحولت الى مستودع.
كذلك قاعة الماجستيك التي كانت تتوسط مدينة قفصة هي الاخرى همشت وتحولت الي فضاء تجاري واندثرت قاعة سينما المتلوي وبقيت فقط بعض صور في موقع «قفصة البية».
وتعليقا على غياب السينما قال نزار السعيدي «قفصة تحتاج السينما وتحتاج كل الفنون» وسيكون «الفضاء» فرصة لتقابل المثقفين ونقاشهم بخصوص الفن والثقافة في قفصة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115