في بادرة هي الاولى من نوعها وفي عرض ممسرح للنص الشعري مع ذوي الاحتياجات الخصوصية: «رومانسيات3» للشاعرة سلوى بن رحومة تحلّق عاليا في سماء الابداع

في بادرة هي الاولى من نوعها وحرصا منها على أن تسجّل حضورها في المشهد الشعري الوطني في شكل مختلف

وجديد قدّمت مؤخرا ومن فضاء المركب الثقافي «محمد الجموسي» بصفاقس وبحضور عدد من المبدعين والاعلاميين وباشراف من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالجهة الشاعرة سلوى بن رحومة عرضها الجديد»رومانسيات سلوى3» .
وهو عرض مقتطف من مشروع فني من انتاج هذه الشاعرة وعبر مراحل متواترة تنقل الشعر في صورة حديثة تحاكي من خلالها الشاعرة سلوى بن رحومة تجربتها الاولى» شعر «وهي عبارة عن كليبات شعرية في انتاج خاص بها تقدّم للجمهور في عرض مباشر وفي تصور ركحي وديكور واخراج فني ليوسف بوغريو مما يجعل من القصيدة الشعرية مشهدا فنيا ممسرحا إذ باطلالتها الذهبية قدّمت الشاعرة عرضها الشعري الذي جمع بين الكلمات والصورة عبر اختيار صيغة HD للمشاهدة بنوعيّة أفضل في تناغم وتماه كبيرين.

كل الفنون في رحاب الشعر
و هذا العمل هو من الانتاجات الفنية المتحركة ذلك ان الركح الذي سيحتضن العرض يمكن ان يضمّ بين دفتيه مشاهد للرقص أو العزف الحيّ كما يمكن اضافة مشاهد رسم فالعرض يتّسع لأكثر من مساحة تضيف إليه جمالية تليق بالمناسبة التي سيعرض خلالها وفي هذا العرض نلمس أيضا خروجا عن المألوف من خلال رؤية جديدة لتقديم الشعر باستغلال أشكال فنية يمكن أن تعتمل مع الشعر وديكور خاص به تحدد من خلاله ملامح العرض ومراميه والتي من أهمها تحقيق المتعة للمشاهد وشدّ جمهور جديد غير متعوّد على الاستماع للشعر والاستمتاع به من الفئة التي تعتبر الشعر فن النخبة في حرص من منتجة هذا العرض على تحقيق معادلة الجمال مع المتعة .

لتبقى الكلمة أساس هذا العمل فإلى جانب هذه العناصر يوفّر العرض ترابطا فنيا بين أشكال متعددة من الفنون والتقنيات والتي تشد متابعها لرحلة نحو الرومانسية تخاطب لغة القلب من منطلق اعتبار الحبّ هو الرسالة الاولى والاهم في الحياة وفي هذا الاطار تقوم الشاعرة سلوى بن رحومة بإلقاء القصائد مباشرة على الركح مستغلّة في ذلك آماكن من الديكور المخصّص لكل قصيدة مع اضاءة خاصة كما يتمّ عرض “كليبات”على الركح خاصة بمجموعات وقصائد هذه الشاعرة الى جانب عرض حائطي جمالي يتبع كل القصائد الملقاة وتتناغم مع النص الموسيقى دون ان تكون في مصاحبة للقراءات الشعرية النصية وإنما في فقرة خاصة بها ويصحب الشاعرة على الركح من يزيّنه بالعزف على الكمنجة في تنقلات مدروسة الى جانب مشاهد كوريغرافية مصاحبة لقراءة الشاعرة مع مشاهد منفردة للراقصين

«رومانسيات» أيضا تأخذ على عاتقها خطا جديدا آخر وهو التوجّه الى الصمّ والبكم الذين تخصص لهم الشاعرة بعض القصائد المترجمة على الركح بلغة الإشارة وقد وقعت تجربة هذه الفكرة ونالت استحسان هذه الفئة من أجل امتاعها بهذا الفن الذي لم تتذوقه من قبل وهكذا يمكن اعتبار هذه الرومانسيات وكما قالت عنها صاحبة العرض الشاعرة سلوى بن رحومة التي لطالما تمنت أن تعود طفلة “تذكير للقلوب ومتعة للعيون وإشارة صارخة أن تكون للمشاعر مكانتها التي تليق بها في حياتنا حتى تكون أجمل وأمتع”.

يذكر أن هذا العرض يدوم ساعة وعشرين دقيقة حيث يجمع الركح الشاعرة و4 تقنيين ومخرج وللعرض ملابس وديكور خاص وفي برنامجه تقديم موسيقى خاصة بالشاعرة قبل العرض مع عرض فيديو صور فقراءة قصيد «النبي الجديد» ثم موسيقى فقراءة قصيد«حنين» ففيديو اشهاري يحمل عنوان العرض فقراءة قصيد«حبيبي أتيت عليك السلام» فبثّ كليب بعنوان«لقاء» فقراءة قصيد«شهريار» ثم قراءة قصيد «حديث الروح» وبثّ النص المكتوب للقصيد في نفس الوقت على شاشة عملاقة ثم بثّ قصيد «على طريقة الشغر» مع رقص كوريغرافي فبثّ كليب «عيناك» ثم قراءة قصيد «برقع الحشمة» فموسيقى ثم قراءة قصيد «سترتك والسروال» فقصائد من سكر فبثّ كليب«في المقهى» فقراءة قصيد «رجل من سكر» فبثّ موسيقى خاصة بالشاعرة عبر الفيديو فقراءة قصيد «قررنا أن نطيل عمر الحب» فجنريك نهاية العرض مع موسيقى «شغر» عبر الشاشة العملاقة.

سلوى بن رحومة تجربة شعرية طويلة
ويشار الى ان الشاعرة سلوى بن رحومة سبق لها أن قدمت عرض «رومنسيات» في نسخته الاولى في مهرجان المدينة 2010 وفي نسخته الثانية سنة 2018 وفي هذه النسخة الثالثة من العرض لمسنا خروجا بالشعر من التقديم والعرض الكلاسيكي والسطحي الى صورة جديدة تقوم على الحركية والحضور الركحي في خروج عن المألوف في تقديم الشعر وفي تقديم  للعموم لا للمثقفين فقط على خلاف ما هو سائد وهي تجربة تعد الأولى من نوعها في تونس سعت من خلالها الشاعرة الى البحث عن متلق جديد من العامة لاستقطابه دون التخلي عن المتلقي العادي وهذا المتلقي الجديد هو من ذوي الاحتياجات الخاصة ولذلك فقد حرصت على أن يصاحبها على الركح مختص في لغة الاشارات يترجم ما قدّمته من زبدة أشعارها مع المحافظة على المتعة بتنويع المشاهد والوسائط وهو عرض أعدته الشاعرة في إطار الاعداد لموسم المهرجانات الصيفية والمناسبات الثقافية الكبرى

يذكر ان الشاعرة سلوى بن رحومة كانت قد أطلقت في أوت 2017 تجربة أولى بعنوان»شغر»رسمت خلالها صورة جديدة لتقديم الشعر المسجّل في علاقة مستجدّة مع الموسيقى وهي تجربة جمعت بين الإلقاء والغناء ثم صوّرتها على طريقة الفيديو كليب وفي رصيدها الآن 4 كليبات من انتاجها الخاص على «طريقة الشغر» والتي وقع تقديمها والاحتفاء بها في الاذاعات والتلفزة الوطنية قصد التعريف بهذه التجربة وتكريم صاحبة هذه المبادرة التي تجتهد لتطوّر من خلالها المشهد الشعري خصوصا وأنه في رصيد  الشاعرة سلوى بن رحومة مجموعة من الدواوين منها مجموعة «أمنيات» الصادرة سنة 2005 عن دار العبر ومجموعة «ذكرى الآتي» الصادرة سنة 2009 الى جانب مجموعة «قررنا أن نطيل عمر الحب» الصادرة في 2018 عن العربية للطباعة والنشر وفي رصيدها أيضا قرص شعري صادر في 2012 عن دار فوني ولها في انتظار الطبع 3 مجموعات جديدة وهي «قصائد من سكر» والتي ستصدر قريبا عن دار النشر الخاصة باتحاد الكتّاب التونسيين وقصائد وطنية ضمن مجموعتها «من الأعماق» ومجموعة من القصائد الوجدانية ضمن مخطوطها «ثرثرة مذكّر» الى جانب مجموعة قصصية تنتظر الافراج عنها على مستوى النشر وهي بعنوان «سجّان النساء».

ومن بين هذه الأشعار نصّ جاء فيه:
«فأي كرامة صرت أصون
بأي العيون صرت أجول
وأي المشاعر صارت تهون
وأي الإناث صرت أنا؟
ومن أنت،حتى أكون لك...
خاتم أصابعك للأغبياء...»

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115