إصدارات: تقديم كتاب «تونس، ثورة في بلاد الإسلام» في نسخته العربية لعياض بن عاشور قراءة تاريخية تناقش فيها فكرة التاريخ كشخصية محورية مع خلفية نقدية

«هذا الكتاب يتضمن كنزا من المعلومات التي يجهلها أغلبنا لأنه يتحرك بين المعلوم من جهة،

وما يجري في الكواليس من جهة ثانية» بهذه الكلمات قدمت الباحثة الجامعية آمال القرامي كتاب «تونس، ثورة في بلاد الإسلام» لعياض بن عاشور الذي احتفى معهد تونس للترجمة بترجمته ونشره بالتعاون مع دار سيريس للنشر، في لقاء أقيم يوم الجمعة 21 ديسمبر بمقر المعهد بمدينة الثقافة.
وأعرب توفيق العلوي مدير معهد تونس للترجمة في بداية اللقاء عن شكره للكاتب عياض بن عاشور الذي وجد منه كل التسهيلات لترجمة ونشر هذا المؤلف الصادر العام الماضي باللغة الفرنسية، كما نوه بالترجمة الدقيقة التي قام بها الكاتب والمترجم فتحي بالحاج يحيى، منوها بسعة معرفته للغة العربية.
وفي تقديمها لهذا الكتاب «تونس، ثورة في بلاد الإسلام» قالت آمال القرامي إنه كتاب موجع لأنه يعري حقائق ويضعنا أمام المرآة لنرى ذواتنا والواقع الذي عشناه ولانزال.

وتحدثت القرامي عن عنوان الكتاب مشيرة إلى أن كلمة «تونس» تأتي في الصدارة، في قلب الحدث وهي الاستثناء في بلاد الإسلام وقالت «تونس هي البوصلة التي يهتدي بها القارئ إلى الحقيقة. واللاعبون في السياسة عابرون وتونس هي الخالدة»
وأضافت قائلة «تونس هي مركز الأحداث والوقائع والتجاذبات السياسية، وهي أيضا مركز البعد التحديثي. ونحن نفتخر بهذا الوطن الذي جعلنا استثناء في بلاد الإسلام»

أما كلمة «ثورة» فيعكس وجودها في العنوان وتواترها داخل الكتاب موقفا قد لا يتبناه الكثيرون وهو أن ما حدث في تونس كان ثورة. وبيّنت القرامي أن الكتاب يتضمن مجموعة من التحاليل التاريخية التي تبرهن على أن ما حدث هو ثورة، ويرد على المشككين فيها ولذلك تتردد في الكتاب هذه الكلمات «ثورة بأتم معنى الكلمة» أي أنها ثورة كاملة الشروط بالبرهان وبالحجج.

وعن «بلاد الإسلام» تقول آمال القرامي إن «عياض بن عاشور» يتحدث عن «ثورة بأتم معنى الكلمة حدثت في بلاد الإسلام» واعتبرت أن هذا التحديد «واع ومقصود فيه رد على الفكر الغربي الذي يضنّ على بلاد الإسلام بثورة مكتملة الشروط ويعتقد أننا عاجزون، نحاول اللحاق به في ما ينتجه. هو ردّ على الأصوات التي تمنع عنا الفرادة والابتكار».
وترى القرامي أن الإسلام الذي يقصده عياض بن عاشور في كتابه هو «الإسلام كتاريخ وكحضارة وممارسة وليس كدين»

وقالت القرامي إن بنية كتاب «تونس، ثورة في بلاد الإسلام» تقوم على طرح الأسئلة: ما الثورة في محيطنا؟ كيف نفهم الثورة ونقيمها؟ هل هي ظاهرة أوروبية؟ ولكنها أسئلة لا تترك حيرة في ذهن القارئ بل تقدم أجوبة خاصة بعياض بن عاشور تعكس فهمه الخاص ورؤيته الخاصة للوقائع.
واعتبرت آمال القرامي أن الكتاب مفتوح على أكثر من مقاربة : قراءة تاريخية يناقش فيها عياض بن عاشور فكرة التاريخ ويخاطبه كشخصية محورية مع خلفية نقدية. واعتبرت أن «نقد الأفكار هو نقطة مضيئة في الكتاب لأن الكاتب يصف الأحداث ويحللها ويردفها بتحليل آخر يكشف فيها المستور وينقد بحدة، وفي هذا النقد تمتزج السخرية بالتهكم مع شجاعة فكرية وخروج عن الدبلوماسية المعهودة».

وتعتبر القرامي أن «تصنيف الكتاب محير، فهو يعتمد على أسلوب السارد للحدث، يتخذ مسافة، يحلل عن بعد، ويراجع ما حدث برصانة وتمعّن». كما يأتي قسم من الكتاب في شكل شهادة على العصر، وفق القرامي التي رأت أن كتاب «تونس، ثورة في بلاد الإسلام» هو في الوقت نفسه سيرة ذاتية وكتاب فكري جامع يحاول تقديم رؤية للثورة التونسية في بعدها الاجتماعي والديني. وهو كتاب تاريخي توثيقي يقدم مادة ثرية تخص تعريف الثورة التونسية بما لها من ملامح خاصة، خرجت فيها عن المعايير الكلاسيكية التي نحكم بها، وهي أيضا مسار متواصل يقرنها الكاتب عياض بن عاشور بالحاضر، «مسار اليوم في ملف المساواة في الإرث. بما يعني أنها لم تكتمل بعد» وفق قراءتها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115