اختتام أيام قرطاج المسرحية: جمعتهم الفكرة والرغبة في الابداع والتجديد

انثروا ياسمين حبكم للمسرح أينما حللتم، قاوموا واكتبوا بأجسادكم الياذة الرفض لكلّ القيود،

اكتبوا بالكلمة و اللون و الضوء حكاياكم ومعها البعض من احلامنا فوجودكم على الخشبة يعطيكم كلّ القداسة لتبدعوا وتبعثوا الضوء في سراديب الجهل والظلامية وتلك هي ميزة اغلب العروض في تظاهرة أيام قرطاج المسرحية التي أسدل ستار دورتها العشرين مساء الاحد16ديسمبر 2018، وبعد اسبوع من العروض و الندوات الفكرية وعروض الشارع و العروض الموسيقية التي اثثت شارع الحبيب بورقيبة والقاعات الموجودة في العاصمة وخارجها.

احتفل المسرحيون، شاركوا الجمهور بإبداعاتهم وأعمالهم، مسرحيات ترشح بألم الحروب ووجيعة الفقدان وأخرى تحدثنا عن الحق في التعبير والحياة وثالثة تدعوك إلى الغوص في تفاصيل القارة السمراء ومعاندة حكاياتها، لكلّ عمل حكاية تختلف عن العمل الآخر كل روح مختلفة لكنهم جميعا اشتركوا في الابداع والتشبث بقدرة المسرح على التغيير.
أمام مدينة الثقافة كان الموعد مع عرض لنقر الطبول، عرض ايقاعي بامتياز ترك الفرصة للآلات الايقاعية لتصرخ ان المسرح حيّ وحرّ فأبدعوا وقاوموا واحملونا.
اطفال حملوا شعارات تنادي بالحق في المسرح وأخرى بالموسيقى، شعارات رددها الكبار المهتمون بالفنون ايضا.

داخل القاعة كان الاحتفال ممتعا وجميلا من خلال السيرك و بعض المشهديات المسرحية، جمالية في الاخراج أنقذت المتفرج من تخمة الكلام الذي شهده في حفل الافتتاح. اخراج الحفل اشرف عليه الممثل حسام الساحلي.
اختتمت الدورة ولكن...

تعدّ تظاهرة ايام قرطاج المسرحية من اهم التظاهرات المسرحية افريقيا وعربيا، خمسة وثلاثون عاما من الابداع والعروض، الدورة كما انف الذكر شهدت نجاحات من حيث العروض وجودتها لكن في المقابل هناك العديد من الهنات التي وجب الاشارة اليها.
اوّلها «كذبة، احنا الاوائل» التي يرددها بعض المسرحيين التونسيين، هي كذبة «بيضاء» او «عملية تضخيم للانا المسرحية التونسية» لا نزال نعيش بها و نعايشها ولكن مشاهدة العروض التونسية ومقارنتها بالأعمال العربية يطرح سؤال «اين نحن من تقدّمهم، اين المسرح التونسي من قوّة السينوغرافيا و الاداء الذي يميّز المسرح العربي و الافريقي؟» وربما

احتل المسرح التونسي الصدارة لأعوام لكنّه في السنوات الاخيرة يحتل مراتب متأخرة مقارنة بالأعمال الاخرى وما احوج المسرح التونسي الى مختبرات تطبيقية وفكرية لتساعده على التطوّر والتجديد في النص و الفكرة والإخراج.
أيام قرطاج المسرحية، ذات اشعاع افريقي وعربي ولكن الحضور العربي اكثر اشعاعا من الافريقي، اعلاميا وجماهيريا وإداريا فالضيوف العرب هم الاكثر حظوة في تونس من نظرائهم الافارقة فهل «اللغة هي العائق؟».

من هنات أيام قرطاج المسرحية يمكن الاشارة الى العدد الكبير من الضيوف خاصة «الكبار في السنّ» اغلبهم يحضر ويلتقط صور «سيلفي» دون المشاركة في الندوات الفكرية او دخول قاعات العروض فما الجدوي من استضافتهم والتكفل بإقامتهم ومصاريفهم وهم لا يقدّمون الاضافة للمشهد المسرحي او للمهرجان؟.
ومع الضيوف يطرح سؤال الصحفيين العرب الذين نشاهدهم عادة في حفلي الافتتاح والاختتام اما بقية أيام المهرجان فلا وجود لأثرهم، الصحفيون العرب نادرا ما يخلّفون وراءهم مقالا نقديا او تحليليا أو حصة اذاعية او روبورتاجا للتلفزات، هم فقط يحضرون باسم «الصداقات».
من هنات المهرجان «اللوجيستيك» فهناك الكثير من الاخطاء منها تغيير مواعيد الندوات وعروض دون اعلام مسبق المسؤولون عن اللوجيستيك أيضا نادرا ما يجيبون السائل عن سؤاله والإجابة دوما «مانعرش شوفا لبيرو الآخر
هنات ادارية وأخرى لوجيستية ربّما تؤثر سلبا على التظاهرة العريقة، هنات وجب طرحها ولنقاش حولها لمحاولة معالجتها أو طرح البدائل.

جوائز أيام قرطاج المسرحية

• الجوائز الموازية
 1 - جائزة التنوع الثقافي المنظمة الدولية للفرانكفونية
Prix de la diversité culturelle de l’organisation international de la francophonie 
Rescap’art- Sénégal 
2 - .جائزة أحمد معاوية لأحسن هيكل منتج «فن الضفتين» بقبلي لحافظ خليفة.
3 - جائزة الإتحاد العام التونسي للشغل لأفضل تقنية «القادمون» لسامي نصري مركز الفنون الدرامية الكاف
4 - جائزة النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين نجيبة الحمروني لحرية التعبير «الهربة لغازي الزغباني».
5 - جائزة أفضل عمل مسرحي للمودعين داخل المؤسسات السجنية والإصلاحية «الرجة» نادي المسرح بالسجن المدني بقفصة.
6 - جائزة الجمعية التونسية للنقاد المسرحيين
مسرحية «في العاصفة» لحسن المؤذن
7 - جائزة صلاح القصب للابداع لفضاء السنديانة لزهيرة بن عمار ورؤوف بن عمر

• الجوائز الرسمية 
1 - جائزة أفضل عمل متكامل  «ذاكرة قصيرة» لوحيد العجمي تونس
2 - جائزة افضل اخراج: حمادي الوهايبي مسرحية «جويف»
3 - جائزة أفضل نص سامر محمد اسماعيل، مسرحية «تصحيح ألوان» من سوريا
4 - جائزة أفضل سينوغرافيا  جواد الاسدي، مسرحية «تقاسيم على الحياة» من العراق
5 - جائزة أفضل أداء نسائي  لسيسيل كنكوندا، «جدران جدران» من رواندا
6 - جائزة أفضل أداء رجالي  يوسف المقبل من سوريا عن دوره في مسرحية «تصحيح ألوان». 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115