لقاء الشاعرات العربيات في بيت الشعر التونسي: لانّك أنثى أكتبي وأحلمي وتمردي فأنت الوطن

الشعر دينهن و الكلمة ديدنهن، يكتبن هواجس الروح ونبضات القلب يصورنها ويصنعنها بأبهى

الاحرف لتكون حلة من الحب مطرّزة كفستان عروس صنع من خلجات الروح ونبضات العروق، يكتبن ليقاومن ليصرخن باسم الحرية وتكون كلماتهن كرصاص يوجه الى قلب كلّ مغتصب و ظالم، عشقن الشعر وتماهين مع سحر الصور الشعرية و بهاء اللغة العربية فانخرطن في جيش الكتابة وراهنن على النجاح ونجحن.
هنّ شاعرات عربيات جميلة عبد الرضا من لبنان وريما محفوظ من سوريا وايمان زيّاد من فلسطين وعقيلة زلاني من الجزائر حالمات بجودة الكلمة وسحر القافية وابداع الصورة الشعرية وجمالية الجناس والطباق وسحر الكلمة المعبرة عن الحب والهيبة وقداسة الحروف التي تصور الوطن هنّ يكتبن للحب للحرب للوطن وللانسانية وفي بيت الشعر التونسي اجتمعن وقرأن القليل مما كتبن في لقاء شعري ثري ومميز قدمته الاعلامية المتميزة سماح قصد الله.

سوريا الموطن والملاذ
هادئة كنسمة ربيعية، جميلة الابتسامة وكانها تحمل تراث وطنها لتقدمه الى الاخر، لكلماتها سحر دمشق وجرأة زنوبيا، سورية الهوية و المنشإ ، «سلمية» الانتماء في تلك المدينة ولدت مدينة الماغوط مدينة انجبت محبي الشعر وعشّاقه، هي الشاعرة ريما محفوظ سليلة الشعراء فهي التي ترعرعت في كنف أسرة مثقفة تهوى الشعر و الادب ومنهم تعلمت حبّ الكتابة وصنعت لنفسها مسيرة شعرية مختلفة ومميزة تجمع بين قصائد الحب والوطن والانسانية، قصائدها وابتساماتها تحتاج إلى رسام لينقلها اليك ايها القارئ لتزيد المتعة تحتاج رساما لتقول:
أحتاج رساما»

يرسمني...
ويعطيك وحدك

انعكاس موجك على شواطئي
لتعرف كيف يمتد البحر

بلا هوية
ليمحو هويتي

ويتركني جزيرة»
تحتاج إلى رسام

هي ريما محفوظ السورية العاشقة والحالمة، الهادئة والمتمردة، الشعر حكاياها، احساسها ، نصّها تعبيرة الحلم عنها فالشعر هو إحساسها الذي يرافقها في كل وقت، «فأسكبه كلمات ربما تجد مكاناً عند من يحبها وتؤثر فيه؛ فهو غذاء الروح، والنثر قصيدة يتحرك فيها نبضي بحرية، كما شغلتني هموم الإنسان والوطن بوجه خاص، وكنت أخاطب وجدان القارئ الذي يشاطرني همّ الوطن والإنسان بصدق».

لسوريا كتبت وقرأت لوطنها صرخت قصيدتها وقالت في حضرة ضيوف بيت الشعر:

سورية تصلي لحلب
من رفع صليبك يا شهباء

ودق مسامير الظلم
في معصميك

أراق دماءك على المدارج
لتتمزق القلوب عجزا وبكاءً

رباه اسمعني
أنا سورية أناجيك وهذا قلبي

لا تدعه يتوقف ..
من رفع الحجاب عن حلب

لتستباح فيها الأرواح
من أشعل النيران لتأكل التاريخ

أنا الحضارة وهذه قلعتي
لا تترك الجدران للركام

لا تترك الأدعية للهباء
انهضوا أيها الشهداء

وصلوا معي
يا سكان جنة الله

لا تصمتوا
شهيد كل من فارق الحياة

وشهيد في حلب
كل من بقي
هي الصيدلانية التي خبرت تراكيب الادوية و العقاقير و كما خبرت ادوية الجسد انهمكت لدراسة عقاقير الروح فاختارت القصيدة النثرية بلسما لشفاء ادران الروح واختارت الكلمة ترياقا لمداواة جروح النفس..

فلسطين البوصلة بين الحب والحرب
عشقت الكتابة منذ الصغر، قارئة نهمة احبت الشعر و كتبته، انطلقت تجربتها بالشعر العمودي ثم غاصت في تفاصيل قصيدة النثر، بوصلتها فلسين، شامخة كقدسها، محبة للادب حبها ليافا، فاتنة حين تقرأ فتنة فلسطين فلسطيني التطريز، حالمة حلم اطفال غزة بالنصر، فلسطينية الانتماء وانسانية الكتابة، في بيت الشعر قرأت من ديوانها «ماذا لو اطعمتك قلبي» وجمعت بين الحب والحرب، الشاعرة ايمان زيّاد تقول انها احبّت الكتابة النثرية لأنها تسمح لها بمساحة حرية أكبر في التعبير وفي انزياحات الصور.
للحب قرأت وتساءلت «ماذا لو اطعمتك قلبي» سؤال طرحته ومعها افكار الحضور هو عنوان الديوان الاخير عنوان مغر وله اكثر من دلالى يمكن ان تطرحه على القاتل، فذاك المحتل وذاك الظالم هل سيكتفي لو قدمت له قلبك قربانا؟ حتما لا سيطمع في بقية القلوب، كذلك الحب هل سيكتفي لو قدمت اطعمته قلبك وكلّ مشاعر الصدق؟ ربما سيبحث عن حب بديل متى ارتوى من قلبك ولمحبي الشعر قرأت ايمان زيّاد نصوصها التي تقول عنها « راهنت بروحي تحت قبتي الحب و الحرب وخرجت سالمة» ولانها تسأم لحرب قرأت قصيد «غدا تموت الحرب»:

الصيف يزحف على بطنه كعادته
وانا انكفئ على طوى المناجل

من سطر الحديد
سيفله صراخ القمح

حين يحزّ الرّأس عن جسد باسق
تجالد قليلا ايها الحاني

غدا تموت الحرب بقذيفة عاقلة
ويطفو الجمع، كلّ الجمع

من أقبي الخيبة
وأنا استغيث بتلة القش تلك

ان تحرق قهر المفجوعات
ومناجل قتلى وطقطقة اصابع مستقلّة».
المرأة بين الشعر والسياسة

شاعرة عصامية من مواليد مدينة سوق الاهراس شرق الجزائر، قوية قوة النساء الامزيغيات، صارخة كجبال صامدة بوجه العدو، ناضلت في حزب جبهة التحرير الوطني من السياسة الى الشعر ومن الخطابات النارية الى الكلمات الرصاصية تقول الشعر الوطني وتدافع عن حقوق المرأة في بلدها، هي عقيلة زلاقي التي تكتب للوطن والمرأة ايضا وفي بيت الشعر قرأت قصيد «اهجرة الى الورق:

علمتني وقعاتي
ان احيانا

اصدق التعبير الصمت
نبهتني سكناتي ان في زماننا

ابهى الحريات الكبت
نصحتني لوامتي ان اصاحب الحزن

كيلا يجرحني اكثر
وأحفظ رماد الجب كي يظل يدفئ

مستحيلاتي
القصيدة انثى و التعبيرة كذلك

هادئة ككلمات الغزل، رقيقة كسحر لبنان وجبالها من بلاد الارز جاءت محملة بقصائد الهوى الى جمهور يعشق الكلمة الجميلة، لها طريقتها المميزة في قراءة قصائدها تشعرك انّ ما تقوله جزء من الروح ونبض القلب، الشاعرة اللبنانية جميلة عبد الرضا قرأت لجمهورها وامتعتهم بانفعالها مع قصائدها، تكتب للحب والحلم وتقول:
نادِني...

وارفع عني سور الأسماء
آتيك بكل جِهاتي
فإلتقطني كعنقودٍ هطل
من جديلةِ المطر

تطارد الكلمات، تحلم وتريد الكل ان يشاركها حلم الكلمة، تؤمن ان القصيدة انثى والكلمة الجميلة انثى و السعادة انثى لذلك جلّ كلماتها مفعمة بروح الانثى، هي الخبيرة في الامراض و الادوية، طبيبة وفي الحين ذاتها خبيرة في ادوية الروح ايضا، نجحت في الطب والشعر و الحب :
كنت أطاردُ الحقائب

في سكاكين الأسفار
كنتُ أخبّىءُ الرفاق في ابتسامتي

وأصفّ الملوك في غرف الدوار
كنتُ وأنا أبني قصائد الصهيل

أرهقُ الأحجار في الرواية
جميلة عبد الرضا اللبنانية الانيقة تكتب بقلب طفلة عاشقة وروح امرأة متمردة فهي انثى والقصيد أنثى.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115