عرض الزيارة لسامي اللجمي: لوحة فنية راقية تسمو بالحاضر إلى عالـم الروحانيات الساحر

في قلب المشاكل و الازمات التي تمر بها البلاد, نقطة مضيئة و بصيص من امل يعود بنا الى الاصالة

و التراث الصوفي. عندما تبدع روح الشباب على مسارح تونس من الشمال الى الجنوب عندما يتكلم الحاضر بحلاوة الماضي نحيي التراث و نتقدم به خطوات الى الامام. عندما تمتزج الالات الغربية بالطبول والبنادر, وتعلوا الحناجر الذهبية بالادعية و الاذكار وترفرف الاعلام وتضحك الوجوه وتفوح رائحة البخور وتصبح للاغاني القديمة معنى جديدا, في التجديد ايضا ابتكار حكمة و ذكاء. عندما تنبع الموسيقى من الروح يكون عرض الزيارة لسامي اللجمي. ذلك الفنان الذي خلق من العثرات طريقا للنجاح وأصر بالرغم من الصعوبات على تجسيد حلمه في لوحة فنية راقية تجمع بين الاناشيد و الرقص و العزف و المشاهد التعبيرية الصامتة تزينها عاداتنا.

عندما يحضر هذا الكم الهائل من الابداع لا تستطيع الا ان تنحني اجلالا واحتراما لفريق يعطي من قلبه ليمتع جمهوره في كامل الوطن و حتى خارجه. عرض ضخم بقيادة شابة، أحياء عصري لتراثنا يدخل البهجة الى قلوب الجماهير و يضيء عتمة الواقع المرير يأخذنا لمدة ساعتين الى عالم الصدق والاحتراف الفني.. الزيارة عرض فرجوي موسيقي تثقيفي يعود بنا الى زمن الاولياء و الصالحين هو حقيقة تشبه الحلم في التفاصيل. وراء هذا النجاح الكبير شاب لم يرض لمشروعه الدراسي ان يبقى على ورق بل حوله الى عرض عالمي, لم تغره الشهرة و لم يغرم بالظهور الاعلامي فانت لا تجده الا في مكانه الطبيعي لم تغره الا المسارح حتى العالمية منها, و اكثر من تسعين فنانا يجمعهم الانضباط والانسجام والمسؤولية وصدق

الآداء والتفنن في العطاء رحابة الصدر والمحبة والقبول جعلوا منهم اصدقاء لجمهورهم أينما حلوا, وراء الكواليس جنود لا تعتلي المسرح و لا يعرفها الجمهور تسهر لتامن اضاءة مميزة تضفي على العرض رونقا خاصا و تقنيات صوتية عالية ليكتمل العمل صوتا وصورة. الى جانب قوة إنتاجية آمنت بموهبة كاد ان ينزل عليها كغيرها ستار الاهمال و التهميش و تهدر في بلد فيه الفن مظلوم وحزين فالمواهب في وطننا صدق صامت على أرصفة الطريق. كلما يزداد العرض نجاحا تزداد المجموعة حماسا فيحظى كل موسم بالتجديد و تغييرات ذكية تدل على عمق في الدراسة و مجهودات كبيرة تزيد من توافد الزائرين و المحبين, فلم تبق الزيارة في نفس المستوى ولكنها تكبر كل يوم كلما يكبر الحلم في داخل مبدعيها. النجاح صعب والأصعب الاستمرار فيه اما الزيادة في النجاح ويبدو عند البعض مستحيلة, لكن مع هذا الفريق لا شيء مستحيل. تحية من الاعماق لفناني الزيارة على هذا الانجاز العظيم نحن في حاجة إلى أن نسمع اصوات العمل في كل الميادين, لتكن اصداء التضحيات الصامتة لهذا الفريق درسا لكل الفارغين من الانجازات الممتلئين بالحديث.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115