إفتتاح أول قاعة سينما في عقارب: إلى من يخيطون كفن الثقافة.. روديكم فمن الخالق أخذنا القدرة على الخلق

يحيكون تفاصيل الحلم بإرادة تعجز اقسى القوى عن تفتيتها، يصنعون خيوط الامل ينزعونها

من قلوبهم ليحيكوا بها مستقبلا افضل لابنائهم، للحالمين هناك بعيدا عن العاصمة بـ 271 كلم، يكتبون تاريخ شباب عشقوا مدينتهم اليائسة عشق شوارعها الفقيرة وانهجها التائهة عشق ابتسامة الوجوه الشاحبة ونظرات هائمة فاراد تغييرها وتوزيع ابتسامة صادقة عليهم جميعا علّ الغد يصبح اجمل وعلّ ذئاب الليل التي سرقت الحلم تتراجع، هناك بعيدا عن الهنا يصنعون الحلم ويحيكون الامل بالفن.

هناك في منطقة بولذياب من معتمدية عڤارب حوّلوا معصرة قديمة متروكة الى قاعة للسينما، هناك لاول مرة يكون لابناء المنطقة المنسية قاعة للسينما وسجاد احمر صنعته نسوة المدينة و افلام واحلام تتراقص امام ارادة الحياة الصلبة.

الاسم: أبناء الريف و المهنة بعث الحياة من العدم
يخلقون من العدم حياة، من الحجارة يبعثون الامل من جديد يقولون للحلم كن فيكون يقولون للأمل كن فيتجسد في ضحكة الاطفال و انبهارهم وهم يشاهدون فيلما سينمائيا لاول مرة في القاعة، من الخالق اخذوا قدرته على الخلق و الابداع فأبدعوا وتميزوا، من هدوء يوسف ورثوا الصبر على محن اليومي والتهميش الحكومي و والهواء الملوّث وقاوموا كلّ ذلك فقط ليحلموا ، كما المسيح تحمّلوا اشدّ عذابات الواقع وصنعوا البديل بابتسامة لا يافل نجمها وحلم يابى الفناء، عشقوا عڤارب تلك المدينة المنسية المهددة بالتلوث وحاولوا تاثيثها بمشهد سينمائي يبعث في الروح بهجة واملا.

في بولذياب حوّلوا معصرة قديمة منسية الى قاعة للسينما، نساء القرية اجتمعن لتنظيف المكان ليصبح اجمل ويستقبل محبي الحياة، حيطان نفض عنها غبار الزمن و النسيان، شبابيك فتحت وشرّعت ابوابها للامل، القاعة التي بعثت من الموت اختاروا لها من الاسماء «الطيب التريكي» تكريما لمبدع قدّم الكثير لمدينته وللمشهد الثقافي عموما.
فبشموخ زياتينها و انفة فرسانها وطموح شبابها،تحول البنيان القديم منها إلى قاعة سنمائية، لتفرح الكبير والصغير وتهمس لمن يخيطون اكفان الثقافة أن الفن هنا ومن المستحيل يولد الممكن و من القليل تصنع المستحيلات.

لأربعة ايام عاشت عڤارب على وقع السينما، افتتاح كان مميزا حضر فيه «المرقوم، الكليم» الاحمر عوض السجاد الأحمر افتتاح ميزته تلقائية متساكني الجهة وبساطة وضحكة مرسومة على الوجوه، باللباس التقليدي تزين الاطفال فبدوا كأمراء صغار يحكمون المكان ببهائهم وذكائهم، هناك حوّلوا المعصرة الى قاعة سينما، حوّلوا الحجارة إلى مكان للحياة اعطوا من روحهم القليل لتصبح المعصرة المنسية قاعة للسينما تعجّ بضجيج موسيقى الافلام ونقاشات عن الفن السابع.

السينما في الريف وشعلة أمل مقدسة
عڤارب جسر حياة لاهلها، فضاء للمقاومة، مقاومة الفقر و التهميش والتصحّر الثقافي، مقاومة الفكر المتطرف و التلوث مقاومة لمرض «الفيروس الكبدي» الذي انتشر في المدينة بسبب مشكل التلوّث، عڤارب يحاول أبناؤها كتابة أبجدية الحلم وحياكته واكسائه لكامل المدينة، عڤارب فضاء للفرجة البديلة، فالمدارس الابتدائية أصبحت موطنا لمشاهدة السينما، سوق التبن بات فضاء ليشاهد الناس السينما، السوق الأسبوعية غزاها الفن السابع لمدة اربعة ايام فكان المشهد مختلفا وجميلا، عڤارب تلك المدينة التي تعاني من التلوث اصبحت فضاء للفنون للثقافات، ثقافة حقيقية قريبة من المواطن نابعة من صدق ابنائها لا من رخامة المسؤولبين.
في المدرسة الابتدائية بالجهة التقى الفنانون مع تلاميذ لا يعرفون السينما، لم يسبق لهم مشاهدة فيلم في قاعة سينما، صور موجعة ولكنها الحقيقة التي يعيشها اغلب اطفال هذا الوطن، اطفال وجدوا انفسهم امام افلام سينمائية، استمتعوا بالمشاهدة وعبّروا عن سعادتهم بلمعات في العين اختطفتها كاميرا المصورين، اولئك التلاميذ، اطفال تلك المدينة البعيدة افتكوا حقهم في السينما لأيام معدودات لكنهم افتكوا حقهم واستمتعوا.

هناك اسسوا للفرجة البديلة، اقتربوا من المواطن ليكون لزوار لسوق الاسبوعي مكان اجتماع متساكني الارياف المتناثرة حقهم في السينما وأصبح السوق فضاء لمشاهدة السينما واسّسوا لأيام عقارب السينمائية، ايام غاب عنها البهرج و الزينة فقط بساطة السكان وتلقائيتهم مع الحدث والافلام كانت الفيصل .
في عڤارب اسسوا للبديل، من العدم صنعوا مهرجانهم، اثثوا لمشهد سينمائي يمسّ قلب الطفل وعقل الشيخ، كتبوا تعويذة للحياة واكدوا انّ احلامهم لا تعرف الحدود، صنعوا شكلا من اشكال المقاومة عملا بمقولة محمد الماغوط الأرض قبل العرض والطول. قبل بيارات البرتقال وبساتين الليمون، قبل زرقة البحر وغناء الصيادين ومواويل الفلاحين، قبل الزراعة والصناعة والفن والعلم والمعرفة واليمين واليسار، والماضي والحاضر والمستقبل».

سامي البحري: مسرحي ثائر وعاشق لمدينته
فنان مختلف، يعشق موطنه عڤارب ويحاول ان يرتقي بالمشهد الثقافي في مدينته وقراها المجاورة، فنان عشق المسرح فبعث في مدينته صحبة شقيقه التوام شكري البحري مهرجان مسرح الطفل في عڤارب، ثمّ اتسع الحلم لتغيير المدينة ثقافيا فبعث الحياة في منتزه متروك ليصبح فضاء ثقافيا هو «الورشة 271» الذي يقدم كلّ الفنون لابناء تلك المدينة، لازال يحلم ولازال قلبه ينبض بحب المدينة فكان صاحب فكرة إعادة معصرة منسية الى الحياة لتصبح قاعة للسينما.

سامي البحري لا يتعب لا يعرف معنى الياس و المستحيل يؤمن بحق ابناء الريف في الثقافة والحلم والتغير، يحمل احلامه كصخرة سيزيف يتحمّل ثقلها وكلما سقط الحلم اعاد الكرة، لو سالته عن اسمه سيقول « عڤارب ابن الريف» و لقبه «قرية منسية في وطن اسمه تونس» و مهنته « تحويل الفضاءات المتروكة والشوارع الى ساحات للثقافة والحياة» ، هو الغاضب و الثائر و المحب لمدينته، المتألم للانسان وباعثا لبسمة والامل على شفاه الاطفال وعيونهم.

صديق الحيطان يرسم ليخرج المدينة من سكونها
عاشق للالوان وصديق الحيطان، يبعث في صفرتها الحياة بألوانه يكتب أجمل الاحلام والصور، الفنان محمد مامون العجمي ابن عقارب يحاول هو الاخر الدفاع عن حق ابناء مدينته في الثقافة و الفنون ويصنع صحبة المسرحي سامي البحري ثنائيا شرسا يصعب هزيمته، مامون العجمي زيّن حيطان المدينة كتب فوقها اجمل نبضات الروح الخافقة بالحب، استعمل الالوان الزاهية ليبعث الزهو في المدينة الساكنة و يبعث في اطفالها مسحة امل رسمها في شكل خطوط وصور تنطق بالحلم و الجمال ليكون محمد مامون العجمي صديقا للحيطان وعاشقا ازليا للون للحركة والحياة.

محمد مامون العجمي
صديق الحيطان يرسم ليخرج المدينة من سكونها
عاشق للالوان وصديق الحيطان، يبعث في صفرتها الحياة بألوانه يكتب أجمل الاحلام والصور، الفنان محمد مامون العجمي ابن عقارب يحاول هو الاخر الدفاع عن حق ابناء مدينته في الثقافة و الفنون ويصنع صحبة المسرحي سامي البحري ثنائيا شرسا يصعب هزيمته، مامون العجمي زيّن حيطان المدينة كتب فوقها اجمل نبضات الروح الخافقة بالحب، استعمل الالوان الزاهية ليبعث الزهو في المدينة الساكنة و يبعث في اطفالها مسحة امل رسمها في شكل خطوط وصور تنطق بالحلم و الجمال ليكون محمد مامون العجمي صديقا للحيطان وعاشقا ازليا للون للحركة والحياة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115