تكريم الراحلة عطيات الابنودي في دار الثقافة ابن رشيق: نصيرة الإنسان في كل أفلامها

سفيرة الأفلام التسجيلية كما تسمى في مصر، الكاميرا عندها صوت للمستضعفين، نصيرة للحياة مدافعة

شرسة عن الحقوق، السينما عندها التزام بهموم الشعب، وفي در الثقافة ابن رشيق وضمن ايام قرطاج السينمائية كان الموعد مع فيلمي «أحلام بنات» والسندويتش للراحلة عطيات الابنودي عاشقة الافلام الوثائقية والملتصقة بمشاغل الشعب وحكاياه، مخرجة ولدت في 26 أكتوبر من سنة 1939 وغادرت يوم 5 أكتوبر 2018 تاركة في رصيدها مجموعة من الافلام المدافعة عن مجموعة من الحقوق.

في رصيدها اول فلامها «حصان الطين»، في عام 1971، وحصد الفيلم العديد من الجوائز الدولية، منها الميدالية الذهبية في مهرجان قليبية بتونس،

وأغنية توحة الحزينة وسوق الانتو والاحلام الممكنة ونساء مسؤولات والساندويتش ومناظر من لندن وبحار العطش ونساء البترون وايقاع الحياة وعام الوزير مايا وحديث الغرفة رقم 8 ومفكرة الفجر وأحلام البنات والقتلة يحاكمون الشهيد وأيام الديمقراطية وبطلات مصريات.
حين تحرم الفتاة من حقّ التعليم فقط لأنها أنثى.

اشتركن في حرمانهنّ من حقهنّ في التعليم، حقّ يضمنه الدستور وترفضه العائلة لعدّة اسباب اوّلها الرغبة في تزويج الفتاة قبل سن الثانية عشرة، كاميرا عطيات الابنودي تتجول في مجموعة من القرى في ارياف مصر من «شندورة في السويس» الى «الاقالته غرب الاقصر» الى قنا» وسوهاج جميعها تشترك في حرمان البنات من حقهنّ في التعليم، فهذه سناء تتحدث بوجيعة عن حلمها وتقول «حلمي اعرف اقرى واكتب، كلما نظرت الى المتعلمين شعرت بالنقص» وتلك تقول «أبوي قرر يزوجني قلي بلاش العلام» وثاثة تتحدث بالمك «أمنيتي اكمل علامي لكن ابن عمي عبد الله قرر نتزوج» جميعهنّ حرمن من الحقّ في التعليم للزواج او لان الزوج يرفض ان تكون ابنته متعلمة او لرفض الام ذهاب البنت الى المدرسة فقط لتساعدها في شؤون المنزل «شغلنا كثير واعر من خبيز وعجين ما تقدر عليه وحدة» كما تقول ام سناء.

في فيلم «أحلام البنات» الذي صوّر عام 1995 تنقل كاميرا المخرجة جزءا صغيرا من أحلام هي في الواقع حقوق يضمنها القانون لكن المشكل ليس في القانون او الدين انّما في العقلية المجتمعية والعادات التي ترفض تعليم الفتاة عكس الفتى وحسب الاحصائيات فنسب الامية عند الاناث في قرى مصر تصل إلى حدّ 42 ٪ أحيانا في الـ2018.

ساندويتش صوت المهمشين
هي سند المنسيين، صوتهم وحقيقتهم، اختارت القرب من الهامش لتصوره وتنقل حكاياهم الى العالم الى كلّ محبي السينما، فيلم اخر كان من ابرز افلام عطيات الابنودي «ساندويتش» فيلم يغيب عنه الكلام وحدها الكاميرا ترافق سكان «محافظة» قنا التي لا يتوقف فيها القطار الذي يحمل السياح الى القاهرة او الجنوب، ترافق الكاميرا النسوة في صنع الفطير و الحياة اليومية، وتتابع الاطفال تحديدا، صور لصغار بملابس رثة يعلوها الزيت وبقع عديدة كانها وصمة اليومي و الحياة القاسية، ترافق الاطفال يرعون الماعز ولعلّ اكثر المشاهد الصادمة مشهد السندويتش فالطفل يقتسم قطعة الخبز نصفين يزيل ما بداخلها يقترب من العنزة يقوم بحلبها داخل قطعة الخبز ليحصل على سندويتش بالحليب، وصوت صفارات القطار يجمع الاطفال على الجانبين ليشاهدوا القطار الذي يمرّ بسرعة وعوض صور الصغار تجدك أمام لافتة كبيرة كتب عليها «ابنود» وتغييب صورة الاطفال هي صورة عن تغييب الدولة لاولئك الناس تغييب للمهمشين حدّ عدم ملاحظة وجودهم احيانا كما في فيلم سندويتش.

أفلام تسجيلية انسانية لسفيرة الفيلم التشجيلي عطيات الابنودي تلك المخرجة التي درست الحقوق ثم السينما لتنال عضوية لجنة السينما بالمجلس الاعلى للثقافة عام 1992، فنانة التزمت بالهامش لصقت حكايا المنسيين وكانت صوتهم، هي أيضا كاتبة صدر لها كتابان «ايام الديمقراطة» و «ايام لم تكن معه» الذي ضمّ رسائلها الى زوجها السابق عبد الرحمان الابنودي وقبل اعتقاله عام1967، الابنودي منه النساء المقاومات في الحركة السينمائية ساهمت في ازاحة ستار الظلمة عن مهمّشي مصر وقراها وكانت صوتهم ونادت بحقوقهم في جلّ افلامها، غادرت تاركة خلفها افلما تنصر الانسان وتناصر قضاياه العادلة
مخرجة تقول عن نفسها كافحت من أول الطريق مثل أي امرأة غيري، أنا لست متفردة، كل فرد عليه أن يتطور في حدود مهنته، أنا عندي كمبيوتر منذ 16 سنة، كما استطعت أن أتقن الانجليزية والفرنسية بالرغم انى تعلمت في مدارس حكومية، ولكن حبي للمعرفة يجعلني دائما ابحث في كل اتجاه لتطوير نفسي..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115