السينما في شارع الحبيب بورقيبة: «L’avenue» ذاك الساحر الابدي ملهم عشاق الفن والحياة

بهيّ انت ايها الشارع، لك روح الشاعر وصوت الفنان وسحر الكاميرا، لبهائك سرّ لا يعرف كنهه غير زوارك، ساحر انت يا

من سرقت قلوب زوارك في حضنك تتلون الحياة وتكتب اجمل الأحلام تختلف المواضيع و الحكايا ولكن جميعها تتغنى بك بجمالك، جميل انت مثل بلهواني يبعث في كل المشاهدين ضحكة صادقة، الوانك جميعها تبعث في الروح البهجة، عظيم انت كخطبة فنّان صادق في جمهور متعطّش للفن، ليّن انت كطفل صغير.

L’avenue شارع الحب والحياة، شارع السينما و الموسيقى شارع التلقائية، ملتقى التونسيين، دليلهم، ملهم الضيوف و الحالمين باكتشاف بقية ازقته وشوارعه، شارع الحبيب بورقيبة يصبح اجمل في ايام قرطاج السينمائية، يلبس اجمل حلّة كعروس تنتظر حبيبها بعد سنوات الفراق، يصبح كلهفة طفلة لملاقاة امها بعد غياب.

L’avenue تزّين في الدورة الحالية، من تمثال ابن خلدون الى تمثال الحبيب بورقيبة كل ركن بات موطنا للفن للحب للجمال، اينما وليت وجهك وجدت الشباب يلتقط صورا تذكارية مع شارة المهرجان او الوانه الكثيرة، كلما تقدمت خطوة وجدت فنا مختلفا، فهذا عازف الساكسفون يمتعك بأجمل النغمات وتلك عازفة الزكرة تلهب مشاعر الجمهور وهناك عرض هندي يحملك لتتجول وتكتشف سحر الشرق غير بعيد عرض للازياء العراقية لاكتشاف تاريخ بابل و سحرها، ثم عرض للسطمبالي و الموسيقى الافريقية هنا كلّ تلوينات الحياة وجدت فقط عليك التريّث للاستمتاع اكثر.

L’avenue بكل ازقته وشوارعه الفرعية يصبح اجمل، يصبح فضاء للنقاشات الحادة بخصوص فيلم ما، صفوف طويلة امام القاعات، تلقائية في مشاهدة العروض الفنية التي يحتضنها الشارع، المقاهي تصبح مقرات اجتماع الـ ciné-fils، مطاعمه الشعبية تبيت محل اكتشاف من قبل الضيوف العرب والاجانب لاكتشاف «العجة» و «اللبلابي» و«الكسكسي» والأكلات الشعبية و التقليدية.

L’avenue شارع السينما في مهرجان السينما، لاسبوع والجمهور يشاهد الافلام على شاشة العرض الموجودة في شارع الحبيب بورقيبة، افتتاح بفيلم «التلفزة جاية» ثم اسبوع من لقاء اعمال يوسف شاهين الخالدة، مطر وريح وشمس عوامل طبيعية جميعها زادت من حب الجمهور للسينما وبقائه للفرجة ومتابعة الافلام، اسبوع من السينما، اسبوع استبقل فيه جمهور الشارع أفلام تمس الجميع أفلام عربية وتونسية جميعها تمس المشاهد، جمهور الشارع يختلف حسب الوقت، لكن تجمعهم الرغبة في الاكتشاف و التمتع بسحر الشارع في المهرجان.

L’avenue في ايام قرطاج السينمائية يكون رافدا اساسيا لنجاح المهرجان فيه يلتقي محبو السينما ومنه يتوزعون على القاعات في كراسيه يجلسون للنقاش و مشاهدة الافلام ومع زقزقة عصافيره يستمتعون بنوتات الموسيقى في حضنه تكتب احلام محبي السينما و في بهائه وغموضه تولد سيناريوهات بعضها ينفّذ وبعضها يؤجّل الى دورات لاحقة، في هذا الشارع الكبير تجلو السينما و الموسيقى لانها تكون جزءا من الواقع وتقترب اكثر الى المواطن لمتعته و تخرج السينما من القاعات المغلقة الى الشارع الى قلوب الناس الرحبة.

L’avenueيودع اليوم ضيوقه، عصافيره ستودع عشاق الموسيقى والحالمين، شاشاته العملاقة ستعود الى امكنتها الطبيعية، الكراسي ستعود الى فضاءاتها، الخيمات ايضا لكن سيبقى الشارع جميلا بهيا ينتظر ايام قرطاج المسرحية ليعود الى ضجيجه الفني ويبتسم من جديد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115