فهل حمل برنامج الدورة جديدا و تجديدا في التصور والبرمجة والانجاز مما يجسد طبيعة التظاهرة باعتبارها سياحية ثقافية وتنموية ؟
البداية من شعار الدورة «قبلي عاصمة التمور» الذي لم يكن وظيفيا وحمل خلطا بين الدال والمدلول فقبلي او نفزاوة كانت ومنذ عقود عاصمة تمور دون منافسة من أية ولاية اخرى وستبقى لقرون اخرى كذلك حديث مديرة هذه الدورة، «أنّ المهرجان توجه اكثر فاكثر الى مزيد التعريف بربوع قبلي، التي تمثل القطب الرئيسي لانتاج التمور، وذلك عبر اطلاع الزائرين على عمليّة جني الصابة بكافة مراحلها في مسلك يقودهم بين أبرز الواحات بمناطق طرة وتلمين والدبابشة...».
فهذا المسلك لن يكون في متناول الزائرين العاديين للجهة بل لـ«المسؤولين» والمحظوظين ؟!... من النقاط المضيئة وعبر تاريخه حافظ المهرجان على المعرض التجاري ومعرض الصناعات التقليدية اضافة الى سوق التمور من المنتج الى المستهلك هذا بالاضافة إلى بعض المسابقات في تسلّق النّخيل وأنظف مقسم فلاحي و مسابقة في اجمل عرجون تمور.. الندوات والتي تسمى بالعلمية عادة ما تطرح مواضيع كبرى بعيدة عن مشاغل الفلاح النفزاوي الذي عاش اصعب سنة مع تفشي عديد امراض النخيل خاصة، لتعقد وتختتم بالشهائد والزغاريد والكسكسي لتوضع لاحقا مقرراتها في رفوف مهملة..ندوة تنظم كالعادة بمنتزه رأس العين حول «رسم رؤية مستقبلية لتنمية مندمجة ومستدامة للواحات التونسية»؟! بالنسبة لّبرنامج هذه
الدورة وتتميز خاصة باعادة عروض فرجوية سبق وان تم عرضها سواء في اطار هذه التظاهرة او خارجها منها وبقبلي القديمة، العمل الملحمي «خضراء» لحافظ خليفة مساء اليوم الافتتاحي وعرض فني «صهيل « لبسام بن حمادي خلال اليوم الختامي في دار الثقافة بقبلي. بالاضافة لعرــض «الحصــون المنيعة» لعبد المجيد المرموري خلال فعاليات اليوم الثاني .. أما عن العروض الفنية نذكر سهرة المطربة يسرى محنوش في أحد الفضاءات الترفيهية بالجهة ... ختاما ما يمكن التأكيد عليه خاصة في مستوى الاعداد والاستعداد هو البطء وغياب التصور خاصة في مستوى التسيير ولم لا الاتفاق على تاسيس جمعية خاصة بالمهرجان بعيدا عن التعيين وتبعية لسلطة جهوية قد تكون غير مؤهلة للخوض في المجال الثقافي... تجدر الاشارة
الى ان تكوين متاخر لهيئة المهرجان لهذه الدورة خلال شهر ماي المنقضي، فهل توفقت في انجاز برنامج يستجيب لرغبات وتطلعات أهالي الجهة؟