باقة من اجمل العروض الموسيقية والمسرحية ويحرصون ان تكون فاعلا لا مجرد متقبل للفعل الثقافي من خلال الورشات في المسرح و السيرك والرقص والفيديو وغيرها من الفنون.
في دقاش انطلقت التجربة وكانت جدّ ناجحة اقبل عليها متساكنو دقاش تشبعوا بالمسرح و الفنون و الغرافيتي ومن دقاش الى الكريب هذه المرة مع تظاهرة «مشى وجى» وهو مشروع يهدف الى تكريس اللامركزية الثقافية وذلك عبر عرض باقة من العروض الفنية مع تطوير التكوين المستمر للمبدعين الشبان في جهاتهم وذلك في كل جهات الجمهورية في صيغة تشاركية بين المبدعين من جهة ووزارة الشؤون الثقافية والمشرفين على حظوظ الثقافة بالجهة من جهة أخرى بمساهمة المجتمع المدني والشباب لترسيخ هذه العادة واثرائها ودعم استمراريتها واثراء تجربة اللامركزية الثقافية حتى تعم وتتعمق وتغوص في حياة جهاتنا.
الكريب قبلة مشروع «مشى وجى» منذ اول امس 30اكتوبر الى حدود الغد2 نوفمبر، ولقاء في دار الثقافة الكريب من ولاية سليانة مع باقة من اجمل العروض ولقاء تساهم في تقديمه مجموعة من المؤسسات والجمعيات في الكريب على غرار «جمعية الشباب الناشط» و«صوت شباب الكريب» و «تصحيح المسار» و «الجيش المدني» و«مجتمع التنمية بوكحيل الكريب».
الافتتاح كان مع عرض «المغروم يجدّد» عرض مسرحي غنائي راقص تتخلله وثائق سمعية بصرية حول: كيف كانت المرحلة الانتقالية بعد الاستقلال؟ من خلال هذا العمل الهزلي سنتعرف على بعض أطوار انتقال السلطة من الاستعمار إلى قيادات الشعب التونسي. أخبار من سنوات الاستقلال لتنسيب الأسطورة. الصادق مناضل دستوري قاعدي ينشط كافي شانطة في ربض باب سويقة ويمر بأزمة مالية لحقته بسبب هجرة عائلة زوجته اليهودية بعد حرب 1967 وينجح في جمع أعضاء الفرقة لإعداد البرنامج الجديد لرمضان 68. لكن الزمني عازف كمنجة وبو عائلة وصاحب طبع صعب يرفض البداية في التمرين ان لم يتحصل على أجرته السابقة.
و من جهة أخرى يصر فرحات عازف عود على مواصلة التمرين حتى يفسح المجال لعشيقته الراقصة المبتدئة «عيشة» لكي تنضم إلى المجموعة مجابها تردد الصادق ورفض جوادو وغيرة مامية الراقصة المؤسسة مع الصادق للكافي شانطة. تمرين فوضوي على أنغام تونسية وأغاني صالح الخميسي فيديو وغناء و رقص وصخب وحب وكره وغيرة وبؤس وفقر وطمع وانتهازية وخوف ورعب وتهديد ووعيد.
اما الاختتام فيسكون مع «حيّ على الحياة» لنوال سكندراني حيّ على الحياة عمل كوريغرافي جديد لنوال اسكندراني وهو عبارة على عرض متعدد الأشكال الفنية حيث يبقى الرقص التعبير الأبرز في لقاء مع الموسيقى والكتابة والفيديو.
عبر العديد من تعبيرات الفنية تلتقي نوال اسكندراني مع رفاق دربها الملحن والمغني جوهر الباسطي الذي ألف الموسيقى الأصلية للعرض وتواصل المشوار مع فدياست المبدع سارجيو قازو.
الفكرة المركزية لهذا المشروع هي مسألة مقاومة الفنان للسياق السياسي والاجتماعي والثقافي القمعي ورفضه انتزاع حقه المشروع في الحرية.
هذه المقاومة تشهد عليها نوال اسكندراني طوال مسيرتها الفنية في فلسطين وفي سوريا حيث اختارت تمريرها عبر ترسيخها في محيطها الوطني كبصمة لإلتزامها المتجدد كفنان في عصره.
الان وهنا سبع راقصين وراقصات وممثلة كلهم تونسيون يشهرون مقاومتهم وارادتهم للتأثير على واقعهم لتغييره وباعترافهم بعزيمتهم وبالجمال عبر فنهّم لتغير السائد التعيس إلى عالم أفضل.
في «مشى ودجى» يكون لقاء الاطفال مع الورشات التكوينية التي يعرضون نتاجها آخر يوم للتظاهرة، لقاء فريد ومتميز يمتع ابناء الكريب المتعطشين للابداع، مشى وجى تظاهرة موجهة للطفل الانسان تظاهرة تعل على ثقافة القرب وغرس قيم الانسانية و الدفاع عن حق الثقافة لكل تونسي، تظاهرة يكون موعدها القادم يوم14نوفمبر في بوسالم من ولاية جندوبة.