لقاء علمي ببيت الحكمة: الفيضانات هل هي من قضاء الطبيعة أم من فعل الإنسان؟

أين هم علماء البيئة والجغرافيا؟ هل تضطلع مكوّنات المجتمع المدني بمهام التعريف بالمخاطر البيئيّة؟

متى ستعتمد الحكومات على استراتيجيات وقائيّة لمجابهة الكوارث الطبيعيّة؟ كيف نميّز بين الطبيعي القاهر والإهمال البشري؟

تلك هي أبرز الأسئلة التي طرحها روّاد بيت الحكمة خلال أمسيّة علميّة، نظّمها قسم العلوم الإنسانية والاجتماعية بمجمع بيت الحكمة يوم 25 أكتوبر2018، إذ قدّم خلالها الأستاذ منجي بورقو محاضرة متسائلا : الفيضانات بالبلاد التونسيّة، هل هي من قضاء الطبيعة أم من فعل الإنسان؟

لم ينف المحاضر قهريّة الطبيعة وقوانين الكوسموس حيث يظل الإنسان «نقطة ضعف في قلب الكوسموس» بلغة «موريس مرلو-بونتي»، وفي هذا السياق قدّم أستاذ الجغرافيا بالجامعة التونسيّة أرقاما وإحصائيات الأمطار الطوفانيّة الشاملة لكل أقاليم الجغرافيا التونسيّة لأنّ «المعطيات التاريخيّة تؤكّد ذلك»، وعليه أضحت الكوارث الطبيعيّة مصدر توتّر لنسيج اجتماعي أو ما عبّرعنهالأستاذ بورقو بفوبيا الفيضانات نظرا لحجم خسائرها بشريا وماديا، ألم تبلغ الخسائر الماديّة لأمطار نابل خلال شهر سبتمبر الماضي 100 مليار إلى جانب ضحاياها البشريّة، مما يبرّر حتميّة الوعي بمسؤوليّة كل المتدخلين للحد من هذه الفوبيا كي لا نسلّم بقضاء الطبيعة ونغيّب فعل الإنسان . وفي إطار تشخيص الأسباب المتعلّقة بما هو بشري، عدّد

المحاضر الكثير من الأخطاء تلك التي يمكن اختزالها في بنية تحتيّة تترجم إفلاس خطط واستراتيجيات لم تأخذ بعين الاعتبار المخاطر الطبيعيّة، مثل البنايات المحاذيّة لأوديّة، والجسور والسدود والطرقات غيرالمطابقة للضوابط والأسس المعمول بها ، فالبناء الفوضوي وصفقات انجاز البنى التحتيّة من جسور وطرقات الخ . . لا يمكن إلاّ أن تكون آليات مساهمة في هذه الكوارث، وبالتالي تكون فوبيا الفيضانات صناعة بشريّة تتداخل فيها الاعتبارات السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة قبل أن تكون من قضاء الطبيعة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115