افتتاح تظاهرة كلمات: بيت الشعر بيت الشعراء ونداءاتهم الدائمة للحرية

ربع قرن من الابداع، ربع قرن من الكلمة الصادقة والصادحة بالحب والحرية

ربع قرن من التميز و الاختلاف ربع قرن من الحلم وكتابة تباشير الامل بالكلمة، ربع قرن من التغيير في القصيدة وتركيبتها ربع قرن من الاختلاف ربع قرن هو عمر بيت الشعر التونسي.
البيت الاول المختص في الشعر، بيت الشعراء و محبي الكلمة وعاشقي اللفظ بيت الحالمين باجمل الكلمات والقصائد بيت من يرهق النفس ليكتب ويتعب الذاكرة ليختلف ويصنع الياذة تنطلق من اناه لتفوح كما الرياحين في كامل الفضاء.

أولاد أحمد الجذوة الملتهبة للحرية دوما
شاعر وان غاب جسده لاتزال روحه هنا ترفرف في بيته بيت الشعر الذي ولد من رحم افكاره التواقة الى لمّ شمل الشعراء، الصغير اولاد احمد أول مدير لبيت الشعر التونسي، الصغير اولاد احمد الذي وبعد جولة في أوروبا قرر حين عاد الى وطنه انجاز بيت يضم الشعراء ويحمي افكارهم ويأوي كلماتهم التواقة الى الحرية، هو اول من انجز «مجلة البيت» عام 1997 واثناء فترة ادارته زار «دار الجزيري» كبار الشعراء على غرار محمود درويش وسميح القاسم و عبد الرزاق عبد الواحد وادونيس ،الصغير اولاد احمد غاب جسده ولكن كلماته لن تغيب مطلقا، الشاعر المتمرّد الثائر الرافض للموجود والساخط على السلطة « كتب الصبيّ إلى أبيه يقول يا أبتِ: بلادي لستُ أعرفها، ويعجبني مزاجي» كما كتب في نشيد الايام الستّة، أولاد أحمد الشاعر التونسي الذي احب الشعر والبلاد صباحا مساء ويوم الاحد كرّمت روحه في الاحتفال بربع قرن من انجاز البيت الذي كان أول من يشرف على إدارته، اولاد احمد وكلماته ظلت حاضرة عند محبيه ومحبي كلماته المتقدة المنحازة للبسطاء:
«أبيت وفي رأسي، جوع اليتامى، ويتم الجياع، وغبن التي ، ربّت رجالاً، بدون جياد ، أضاعوا العتاد، وزانوا العدد، وأخرى أعدّت، جنوداً، لم تلدهن، فكانوا الزناد وكانوا السند».

في رحاب الشعر تتماهى الفنون
ابدعوا، كتبوا للحرية للحب للحياة نقشوا تفاصيل الالم وحاكوا بقايا الامل ليصنعوا منه سترة للشعر وقصيدة صامدة ومؤثرة، شاعر مختلف ومميز، كتب الشعر والقصة والمسرح والنقد من روحه انبثق العمل ومن افكاره الفلسفية كان اللقاء مع «اسطورة الوردة».
لكلّ حكايته مع الكلمات، لكل قصته مع الكلمة، قصة قال عنها منور صمادح:
هي لحـن بشـريّ ردّدتـه الكلمات
نغـم وقعــه الإلهـــــام يرجو الكلمات
ورؤى سكرى تهادت في رياض الكلمات
هي روح الكون زخــار بفيــض الكلمات
تتـراءى حلمــا يقظـان عبـــر الكلمات
ومن رحم الكلمة الفلسفية والفكرة الهلامية

ولدت كتابات حسين القهواجي، في القيروان نشا وفيها تعلّم عشق الكلمة وتفاصيل القصيد في ربوعها حلم وكتب وابدع، حسين القهواجي كان حاضرا بروحه في احتفالية بيت الشعر و كرّم عبر «اسطورة الوردة» وهو عرض جمع كلّ الفنون انطلاقا من الشعر من خلال القاء شعري لسنية السعيدي وسالم وريثة الذي غازل الآلات الموسيقية مع زيد قلوز ومهدي الراقوبي وايمن البليبلي ومالك المهدواني وغناء لليندا الجلاصي وزينب القضامي وفادي الماجري وعلاء الغربي لتصنع اجمل النوتات فيفوح شذاها في القاعة ويتشكل في لوحة تشكيلية جميلة من صناعة وليد الهلالي ونجيبة عبان ابهرت عشاق الفن الرابع ليكتبوا باجسادهم كلماتهم الخاصة ولينحت مروان الشهيبي تفاصيل اسطورة الوردة بحركات جسده ولغته الصامتة، عمل من اخراج المبدع ابن القيروان مهار المحضي.

«اسطورة الوردة» عمل يكرم الراحل حسين القهواجي من تاليف كمال القهواجي عن نص لجلجامش، عمل يحدث الجمهور عن القوة عن الحب عن الصدق وعن اسطورة الكرسي وكيفية تمسّك الانسان بكرسي السيادة قبالة التخلي عن جميع مبادئه.

في العمل الكثير من الترميز فهو يجمع الخيال بالواقع تماما كملحمة جلجامش، صوت الناي الحزين يرافقه صوت الممثل يصرخ ويتساءل عن سبب قتل انكيدو وما مقتل انكيدو الا اشارة الى مقتل الأخير وانتهاك الطيبة و الصدق قبالة تغطرس النظام وسخريته من البساطة وفرض المدنية على جميع ابنائه، من ملحمة سومرية انطلقت فكرة نصّ عصري ينقد فيه كاتبه تسلط النظام وغطرسة الحكام قبالة تمسك المواطنين بحقهم في الحلم تماما كالوردة المتمسكة بحقها في البقاء وسط الرياح الخريفية القاتلة.

«اسطورة الوردة» عرض لامست فيه موسيقى الناي الوجدان اما حركات الممثل فكانت ترمز الى الرفض الذي يسكن كل شاعر، موسيقى الكمنجات تعبيرة عن كتابتهم الازلية للحلم وما ألوان اللوحة التشكيلية إلا نداء للبناء المتواصل والتمسك بالحق وان تجبّر الحكام وظلموا..

إدارة شابة تسكنها روح التجديد
يشرف على بيت الشعر التونسي الشاعر احمد شاكر بن ضية، شاب يؤمن بقيمة الثقافة في التغيير، ثائر كلماته متمردة ومواقفه كذلك، الشاعر الانيق وصاحب الكلمات الرافضة لكل الانظمة التعسفية والمؤمن بقيمة الكلمة ودورها في التغيير يشرف منذ عام على بيت الشعر التونسي، شاب ادخل ثورة فكرية على بيت الشعر من خلال البرمجة الثرية والموجهة لكل الشرائح مع محاولة تقريب الشعر والكلمة للتونسي وللجميع بعد ان ظلّ بيت الشعر معزولا عن الجمهور لسنوات، ادارة شابة بتفكير عصري ومختلف اثبت قدرة الشباب على النجاح في مسؤوليات ادارية.

• برنامج اليوم السبت
تتواصل فعاليات تظاهرة كلمات ويكون الموعد مساء اليوم السبت مع «ورشة الشاعر»، قبل أن تنطلق أمسية «الشعر التونسي بلغات العالم»، بمشاركة غنائية للسوبرانو يسرى عبيد والتينور حاتم نصري، والشاعرَين ألفة دريد التي تقرأ بالإنكليزية، وأحمد كريستو بالفرنسية. كما تُقرَأ نصوص للشاعرة والمترجمة الراحلة انتظار الشريف بالإيطالية، وسعاد الحجري بالفرنسية، وهالة قريشي بالألمانية والإنكليزية، والهادي جاد بالله بالعربيّة.

اعتراف بفضل السابقين
ربع قرن من التميز ربع قرن من النضال لاجل حرية الكلمة وجرأتها وقداستها، لانّ الشعر ابداع واختلاف ومنه تولد الروح وتتشكل معابد الحياة كرّم بيت الشعر التونسي في افتتاح تظاهرة كلمات كلّا من الشاعر المنصف المزغني المدير الثاني لبيت الشعر الذي أشرف على ادارته لأكثر من 14 عاما وكان أول من أنجز تظاهرة «الشعر والشاعر والسينما» عام 1998 بالاشتراك مع معهد «ثرفانتس» الاسباني والنادي الثقافي الطاهر الحداد.
كرموا ايضا المدير الثالث للبيت محمد الخالدي المؤمن بتماهي الفنون مع الشعر والحريص على حضور كلّ الفنون في بيت الشعر واول من انجز نادي «مقام القصيد الغنائي» المهتم بالشعر الملحون.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115