في مداخلة له الدكتور محمود قطاط يؤكد: آلة العود ستظل دوما المرجع الأساسي للموسيقى

أكد الدكتور محمود قطاط على أن آلة العود ستظل المرجع الأساسي للموسيقى ماضيا وحاضرا، معتبرا أنه لا يمكن لأي موسيقي

عربي « محترم » أن يتجاهل هذه الآلة مهما كان اختصاصه الموسيقي على مستوى التدريس أوالتلحين أو التنظير.

بيّن د. محمود قطاط في مداخلة له بعنوان « حول آلة العود والموسيقى العربية »، قدّمها صباح الخميس بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية « النجمة الزهراء » بسيدي بوسعيد، في افتتاح الندوة العلمية لملتقى العود الدولي بتونس الذي يقام في إطار الدورة الخامسة لأيام قرطاج الموسيقية على امتداد أيام 4 و5 و6 أكتوبر الحالي، أن هذه الآلة الموسيقية كانت ولا تزال مخبرا للتجارب والبحوث في الموسيقى العربية، مبرزا أن العود احتل مكانة بارزة في عديد الحضارات، واتُخذ دون سواه مرجعا رئيسيا للصناعة الموسيقية عمليا وعلميا.

وقال إن العود يعتبر من أرقى الآلات في البحث الموسيقي، ويعدّ أيضا من الآلات الأكثر انتشارا في العالم. كما استعرض مختلف المراحل التي مرّت بها هذه الآلة الموسيقية، وكذلك الأساطير والروايات التي قيلت في شأنها، فتعدّدت أصول العود وتضاربت الأقوال حوله.

واستعرض مجموعة من الصور التي تعود إلى استخدام العود في الحضارات القديمة في آسيا الشرقية وبلاد الفرس وبابل وشمال إفريقيا والجزيرة العربية حيث أطلق عرب الجاهلية على العود تسميات عديدة ذكر منها « الموتّر » و »المستجيب » و »المرطبة » و »المربع »، مؤكدا أن مصطلح « العود » ظهر في العهد الأموي ثم انتشر في العصر العباسي.

وتحدّث أيضا عن أصناف العود، ذاكرا من بينها « العود الكامل » وهو خماسي الأوتار وهو الأوسع انتشارا، وتسمّى أوتاره « الزير » و«المثنى» و«المثلث» و«البم» و «وتر زرياب»، نسبة إلى الموسيقي والملحن أبو الحسن علي بن نافع الموصلي الملقّب بزرياب، وهو الذي أضاف الوتر الخامس إلى العود. هذا الوتر جاء لونه أحمر داكنا، في رمزية إلى الحياة والروح فيما ترمز بقية الأوتار إلى العناصر المكونة للكون وهي النار والهواء والماء والتراب. ولاحظ أن العود كلّما خفّ وزنه كان صوته أكثر رنينا.

وإلى جانب مداخلة الدكتور محمود قطاط، تتضمّن الندوة العلمية لملتقى العود الأول بتونس، مجموعة من المداخلات الأخرى لكلّ من الأساتذة أحمد فتحي من اليمن (آلة العود اليمني التقليدي) وبشير الغربي (أسلوب أحمد القلعي) وعمر بشير من العراق (آلة العود والأسلوب العراقي).

ويلقي الأستاذ كمال الفرجاني مداخلة بعنوان « دراسة مميزات تقنيات العزف على آلة العود ومختلف تطوراتها في العالم العربي »، تليها مداخلة الأستاذ طارق عبد الله من مصر حول « فن التقسيم في المدرسة المصرية بين سنتي 1904 و1937.

وتنتظم بفضاء النجمة الزهراء، المسابقة الدولية الخاصة بآلة العود، التي تجمع 10 متسابقين هم ندى محمود ومروى التايب (تونس) ورياض بوعلام من الجزائر وإبراهيم كونتش من تركيا، والإيرانية ياسمين شاه حسيني وعمار ملحم وكنان إدناوي ومالك وهب من سوريا، إلى جانب العراقي عمر موفق واليوناني « تاكسياغيس غيوركوليس ». كما تقام على مدى يومي الجمعة والسبت ورشات في صناعة العود وفي العزف على العود. ومن المنتظر أن يقع الكشف عن الفائزين في مسابقة العود مساء السبت حيث سيقع منح 3 آلات عود، كلفتها 15 الف دولار وهي من صنع التركي الشهير فاروق تورونز إلى أفضل ثلاثة عازفين في هذه المسابقة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115