عرض «اصوات وايقاعات» لمجموعة بانوراما مدنين في المسابقة الرسمية لايام قرطاج الموسيقية: الصحراء مولد أزلي للحب، للفن ولتباشير الجمال

ممتع صوتك سيدتي، جميلة هي الكلمات ورائع هو الايقاع، حالمة انت وشامخة شموخ هذا الوطن، معتزة بانتمائك الى الهناك وتحلمين

ان يعرف الجميع ذاكرتك تراثك وخصوصيات جهتك، الى الهناك تحديدا الجنوب الشرقي الى تطاوين ومدنين الى ورغمّة بكل جزئياتها تحملك «اصوات وايقاعات» الى الجنوب.

رحلة موسيقية ممتعة تقدم خصوصيات ايقاعات الجنوب التقليدية واهازيج الحياة هناك رحلة هي فكرة لزياد منيفي الباحث في اصوات الجنوب وايقاعاته، رحلة قدمتها خمسة فنانات كنّ كما شموع الحب الملتهبة وهنّ فاطمة سلطان وهالة اسماعيل ومنية عبد العالي وعزة العقربي واسماء بوقارص.

اصوات وإيقاعات تختزل الفرح في الجنوب الشرقي
الصحراء موطن للحب من قساوتها تولد اجمل الأغنيات الصحراء متى تماهت مع الجبل قدمت الياذة للحب لعشق ازلي للأرض عشق للتراب لا يعرف سره إلا ابن الجنوب، في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج الموسيقية تحملك مجموعة «بانوراما» إلى تطاوين ومدنين الى قراها وجبالها موسيقى تكتب اهازيج الحياة وعلى ركح مسرح الجهات قدموا القليل من جو العرس التقليدي وأغانيه وإيقاعاته.

صوت لامرأة تهتز له عروش القلب صوت نقي صاف صفاء رمال الصحراء، تتغنى بأغنية دينية وهي فاتحة الاعراس عادة، ثم صوت للإيقاعات التقليدية التي تصاحب الاصوات النسائية.

إسم العرض «اصوات وإيقاعات» وهو رحلة تغوص في النصوص الشفوية القديمة، رحلة بحث في نصوص لم تغنّ من قبل لتقديمها الى المتفرج بحث في خامات الصوت والايقاعات الاصلية وتقديمها دون اضافات دون بهرج تقديم الايقاع كما ولد اول مرة في اطار تعريف الاخر بتراث الجنوب الشرقي واهازيج الفرح هناك ، على الركح نقلوا جزءا من العرس فالفنانات لبسن اجمل الحلي والحولي الاحمر اللون الذي تلبسه المرأة في العرس، غنوا ورفعوا صوت الحياة عاليا، تناسق عجيب بين اصوات الفنانات و الايقاعات لا وجود للنشاز ولا الارتجال وكأنهم يقدمون عرض بـ«صفر أخطاء».

الرحلة الصوتية كانت الى الجنوب جولة في صحرائها لقاء مع شيوخها «النصوص نتحصل عليها من كبار السن عادة، الشيوخ ذاكرة المكان ومنهم ننهل نصوصنا» على حد تعبير زياد منيفي صاحب العرض، بالأغنية التي تشبه الهدهدة صاحبوا الجمهور في جولة في الصحراء في بهاء رمالها وقساوة صخورها و عشق اهلها للغناء للحياة للفن ولكل اهازيج الإبداع.

«أصوات وايقاعات» جزء من عرض كبير، لبنة من حلم اكبر للتعريف بالموروث الغنائي للجنوب الشرقي لقاء ممتع مع اغاني العرس من لحظة تزيين العروس الى خروجها و«الجحفة» وكل تفاصيل العرس نقلوها بالاغنية، هدهدات تشبه هدهدات الجدات وهنّ يحكين ذكرى حادثة ما. في اصوات وايقاعات يكون اللقاء تلقائيا وبسيطا لقاء ميزته الموسيقى وعنوانه سعي المجموعة لاقناع المتفرج بصدقهم وتلقائيتهم في التعامل مع موسيقاهم وفخرهم باغاني الجدات وحكاياهم، فخر كان واضح المعالم في لباس الفرقة الموسيقية و الفنانات اللواتي لبسن الحولي التقليدي بكل تفاصيله، من لباسهم كتبوا تمسكهم بهويتهم بقراهم بقصورهم وجبلهم وصحرائهم.

غنّي وعلّي الصوت فصوتك ترياق
هنّ الحياة، هنّ الاصل هنّ الصحراء في امتدادها والجنوب في سحره و الرمال في صفائها وزهور برية في تمرّدها، هنّ عنوان للتميز والسّحر، اصواتهنّ كانت ترياقا ينقذ النفس من كلّ شرور الحياة، بسيطات كنّ دون بهرج ولا «ماكياج» مقلق لبسن لباس الجهة التقليدي، تزينّ فبدون كما العرائس ، التحفن بجمال اصواتهنّ وغنين فارتعدت لاصواتهنّ الفرائص واهتزّت عروش القلب وتدفقت الدماء والحنين الى الهناك الى اعماق القلب وغياهب الذاكرة الى اهازيج الجدات وحكايات الطفولة.

في اصوات وإيقاعات كان اللقاء مع خمسة اصوات نسائية مبهرة اولها للفنانة المميزة فاطمة سلطان التي غنت دون ايقاعات دون مصاحبة موسيقية غنت لتحمل المتفرج الى اغاني الجدات دون موسيقي فقط صوتها يكون عنوانا للرحلة ومطية للمتعة، خمستهنّ ابدعن وتميزن وابهرن الحضور بأصواتهنّ مع فاطمة سلطان غنت هالة اسماعيل وأسماء بوقارص ومنية عبد العالي وعزة العقربي باصواتهنّ كتبن قصة حب لاهازيج العرس في الجنوب رغم صعوبة اللهجة و صعوبة فهم معنى الكلمة ولكن اصواتهنّ كانت خير عنوان لتقديم الموروث دون تزيين وتعريف جمهور العاصمة باغاني الجنوب الشرقي اغان بعضها منسي وبعضها يقدم للمرة الأولى نصوص غنائية نادرة وحكايات ممتعة تقدمها مجموعة بانوراما منذ 2014 وهي مجموعة تكونت اساسا في المعهد العالي للفنون والحرف بقابس ومنذ تأسيسها الى اليوم تعمل على الموروث و الابتكار وتقديم ذاكرة الجنوب الشرقي الى المتفرج، ذاكرة لفّها النسيان يحاولون اعادة احيائها بالأغنية.

زياد منيفي:
الجنوب بحر من الأصوات والايقاعات
زياد منيف صاحب العرض ينجز مرحلة الدكتوراه في دراسة مقارنة لالتي القصبة والزكرة وفي آداء بعض النصوص الشعبية بنجع ورغمة، اشار انهم يعملون في البحث عن النصوص المنسية لاحياء الذاكرة وتقديم الموروث المحلي لجهة الجنوب الشرقي الى المتفرج واكد ان «أصوات وإيقاعات» عرض انطلق من درس الابتكار الموسيقي للأستاذ محمد قوجة ، رحلة بحث ممتعة «نحوموا في النصوص المنسية واغنيات غير معروفة لتذكير الجيل الحاضر بتاريخه» على حدّ تعبيره، واكد ان رحلة المجموعة المشوقة لاتزال تتحفه باصوات ممتعة تؤكد ان الجنوب بحر من الاصوات والايقاعات المخفية ومن واجبهم حمايتها وتطويرها دون المسّ من خصوصياتها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115