عرض «طارق العربي طرقان» ضمن أيام قرطاج الموسيقية: كلما حافظت على طفولتك كنت إنسانا

عالم الاطفال عالم حلو جميل، عالم الاطفال مبهر والى عالم الخيال المطرّز بأجمل الحكايا و القيم والمبادئ

يحملنا طارق العربي طرقان وابناؤه في رحلة خيالية الى الطفولة الى عوالمها وسحرها وحكاياها.

إلى اعماق الروح وغياهب القلب تكون رحلة طارق العربي طرقان وابنائه مع اغاني الكرتون التي تشحن النفس حبّا واملا وغيرة على الوطن وتزرع في الروح نشوة الجمال التي لا تنطفئ.

طارق طرقان ملهم الاطفال والدهم الروحي وعرّاب كل محبي الخيال والحالمين بعالم الاطفال، طارق طرقان صديق جيل التسعينات غنى في قاعة الاوبرا حلم وحمل معه محبيه ومريديه الى عالم ملون بالوان قوس قزح عالم بهيّ وساحر لأنّه بصوته يكتب سحرا ممتعا سحر تتمنى لو يطول تاثيره وتنسى امر الترياق.

اليك أيها الانسان... تعلم من «سينما» الحب ومن «فلة» الصدق لتشعر بجمال الحياة.

الى كلّ انسان بداخله طفل لا يكبر، الى جيل التسعينات و اوائل الالفية، الى من كانوا اوفياء الى «قناة21» ينتظرون بفارغ الصبر الساعة الثانية ظهرا وانطلاق برمجة الصور المتحركة قبل وصول «البارابول» و «سبايس تون»، الى من كانت اقصى احلامهم ايجاد «المحقق كونان» للقاتل، الى من كانوا يلهثون بعد انتهاء الدرس ليتابعوا اخر اهداف «الكابتن ماجد»، الى من احبوا «الكابتن ماجد» وكانوا قساة على «الكابتن بسام» ونعتوه بالغرور و الضيم، الى من اضحكهم «لاحق» وهو يشاكس شقيقه «سابق»، الى من اتعبوا عقولهم بالسؤال عن القاتل وعن «كونان» وكيف سيجد المجرم حدّ تعلم مهارات البحث البوليسي.

الى اطفال لعبوا الغميضة نهارا وهم ينتظرون مغامرات «فلة والاقزام السبعة» ليعرفوا ما الذي سيحلّ بتلك الطفلة الجميلة ورفاقها «القط جوجو» والكلب «ميمو» والحمامة «كوكو»، الى من عشقوا الوطن وغنوا منذ الطفولة « شرف الوطن اغلى منا ومن ما قد يجول بفكرنا في أي زمن، شرف الوطن هو ارضي شرف الوطن قبلي وبعدي ، شرف الوطن مرآة مجدي، سيفي ورمحي في وجه المحن، تعاهدا معا على الاخلاص والإخاء سنعلي راية البناء عهدا لان نكون اقوى من الخصوم ارواحنا فداء الوطن رخيصة الثمن» كما يغنون في «صقور الارض».

الى كلّ من ابكته «ريمي» واوهنه الظلم واليتم الذي عاشته وأحبوا تعلقها ببقرتها «لوسات» وحفظوا «ريمي قلب زاهر، ريمي بالفرح كبير» الى من احبوا «الاكشن» من خلال « الحارس الذي لا يهادن الشر، من كهفه انطلق مثل بارق مر ، عبر الطريق نحو الحقيقة فلا مكن للشرّ، لبطلنا روح امينة تكتشف اليقين» «باتمان» صديق كلّ طفل محبّ للخير، الى كلّ طفل كره الدرس فقط لانّهم يريدون معرفة ما سيحلّ بطفل الانسان «ماوكلي» الرضيع وسط لغابة وبين الذئاب، الى من غنوا بكل براءة وصدق « هل شاهدتم ذئبا في البراري يأكل أخاه، هل شاهدتم يوما كلبا عض يدا ترعاه، هل شاهدتم فيلا يكذب يسرق يشهد زورا، ينكر حقا يفشي سرا يمشي مغرورا باذاه» الى من احبوا الدب «باولو» و الذئبة «لوري» وحكمة الذئب «السكندر» في «ماوكلي فتى الادغال».

الى كل ثلاثينيّ مازال يحتفظ في ذاكرته ببعض من الجمال ولايزال يحفظ كلمات اغان كرتونية عاش معها طفولته كلمات تعيدة الى الطفولة الى الخيال وتكتب معه اجمل الاوقات بعبق ياسمين ينبض في القلب الي من جاؤوا وفودا منذ المساء وانتظروا لساعات غنى طارق العربي طرقان صحبة ابنائه تالة وديما ومحمد مجموعة من اغاني الكرتون اغاني الذاكرة و الخيال اغان تحملك الى عالم الاطفال المليء الوانا.

عالم الاطفال ممتع وعالم طارق العربي طرقان اكثر من ممتع، في جعبته الكثير من الحكايا في حكاياه امل ينثره اينما حلّ لأغانيه وقع الطفولة، في لقاء ليس ككل اللقاءات لقاء الحلم لقاء الى الخيال لقاء اطفال كبرت اعمارهم ولاتزال قلوبهم تنبض طفولة.

منذ السابعة مساءا و الصف طويل، منذ السابعة وجمهور يغني وردد كلمات حفظها منذ الصغرويردد شعارات بريئة تقول « بالأخلاق الفاضلة بالمحبة بالأمل، نسمو ننتصر على المصاعب بالعمل وتقول: «لا تنسى أخاك ترعاه يداك» و تقول «شرف الوطن أغلى منا» وتقول «ساعد غيرك لو تدري ما معنى حب الغير» تقول «لن يهزم أبدا من سعى نحو الانتصار» شعارات عنوان للأمل تربى على وقعها جيل كامل» حلمنا نهار نهارنا العمل، نملك الخيار وخيارنا لأمل، وتهدينا الحياة اضواء في اخر النفق، تدعونا كي ننسى الما عشناه ، نستسلم لكن لا مادمنا احياء نرزق مادام الامل طريقا فسنحياه» كما تقول اغنية «عهد الاصدقاء».

امل تلوّنه حكايا طارق العربي طرقان، امل رسم فينا ورسخ في الذاكرة من خلال اغانيه، امل في حياة اجمل وواقع افضل امل يكبر ليزهر في قلب الطفل ليصبح انسانا سويا، امل عايشناه من صوته واغانيه دون معرفة وجهه او اصل الكرتون وحكايته فأغانيه كانت شمعة ملتهبة للحب الازلي لصوته حب للكابتن ماجد ولريمي و سابق ولاحق و الفيل بابار و الرمية الملتهبة وسيمبا وماوكلي و الماسة الزرقاء ورامي الصياد الصغير، اغان كلها تزرع الامل في الطفل امل في الخير وانتصاره الابدي على الشر « الخير اقوى في كل المواقف» كما تغني سلاحف النينجا و « الخير شمس لا تغيب تظل في الدنيا تنير والشر يبقى في المغيب» كما يغنون في «حكايات ما أحلاها وفي داخل قاعة الاوبرا تمسك الجمهور بحقّه في الامل وغنى قبل العرض وبعده ورفعوا اصواتهم عاليا باسم الامل.

طارق طرقان اول من علم الصغار الحب
غنى كما الاطفال الصغار تلك النبرة في الصوت لم تتغير يمكنك اغماض عينيك للرحيل بعيدا جدا الى داخلك الى طفولتك الى اعماق روحك الى الحنين الذي تتركه اغاني طارق العربي طرقان في داخلك.
هو طفل بامتياز لسحر صوته ولابّهة حضوره على الركح بريق خاص، هو من علّم الاطفال حبّ العلم حين غنى « الارض وما فيها بالعلم نحميها وخير بني الانسان بالعلم يحميها» في الماسة الزرقاء، هو من علم الصغير ان يكون حنونا مع اخوته حين غنى «انا واخي قلب يدفعني لاراها امي ذكرى لا انساها» و هو من زرع في الاطفال حب التنافس النبيل حين غنىّ « سجل اهدافا لا تيأس لا تخشى المرمى كن حسن الخلق مع الحسم فاهدافك اسمى» وزرع فيه السعي الى المنافسة «سابق لا تتردد لاحق الفوز مؤكد» .

طارق طرقان اول من زرع في الطفل بذور حب الوطن والدفاع عنه والانتماء حين غنى «هزيم الرعد ابرقي ارعدي ابطالا وعدوك بأنبل وعد، جاؤوك بصوت الحق الهادر كهزيم الرعد ، ماعاش الظالم يسبيك وفينا نفس بعد، بحنيني بدمي افديكي وروحي تنبت مجدا» .

في قاعة الاوبرا بمدينة الثقافة وأمام جمهور متعطّش للحب للكلمة الحلوة والممتعة، لموسيقى تحدث فيها الكمنجات صورة حقيقية غنّى لساعتين تقريبا مجموعة من اغاني الكرتون التي يحفظها جمهوره جيدا، في قاعة الاوبرا كانت الرحلة الى عوالم القلب الى الخيال و المتعة، رحلة امحت فيها كلّ العقد المجتمعية والفوارق الاجتماعية و الانتماءات الحزبية امحت فيها كل فوارق اللون والانتماء فطارق العربي طرقان يصوب سهام امله الى قلبك مباشرة لتكون اغانيه ترياق يحمي البشر من اضرار الاخر «مرة في حينا زارنا فيل لطيف وقال لنا ليس هنالك ما يخيف، لا يحيا بيننا الا الانسان الشريف» ويعطيه قدرة على المقاومة كتلك الطاقة العجيبة التي يقاتل بها «داي الشجاع».

لساعتين من الحلم لساعتين من الصفاء جاب طارق طرقان وأبناؤه محمد وتلة وديما كلّ الحكايا سافروا بالجمهور الى كلّ الشعوب و كل آفاق الجمال مسحوا عن الروح حزنها فجمال الروح يغني عن التفكير ويبعد الأحزان وأغاني طارق العربي طرقان ترياق ضدّ كل الاحزان وبلسم للروح والعقل معا من خلال الحكايات التي يحكيها وتموج بالألوان عن عالم فتان عالم الخيال المليء بالجمال عالم الاطفال.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115