أيام قرطاج لفن العرائس: مسرحية «كاراكوز كسلان» لفؤاد عوض من فلسطين

يقاومون بالفنون، يقاومون ليثبتوا انهم جديرون بالحياة والامل، في اطفالهم يزرعون ثقافة الحياة

و المقاومة المستمرة مقاومة الكسل ومقاومة الظلم ومقاومة الوجيعة ليبدعوا ويتميزوا، ربما لانّ الظرف العام لأطفالهم يختلف عن ظرف بقية أطفال العالم، من فلسطين كان اللقاء مع عرض «كاراكوز كسلان» للمخرج فؤاد عوض.
عرض مسرحي للأطفال يقدم نظرة تربوية ويشجع على حسّ الابداع لدى الطفل ، عمل للطفل جمع كل اشكال الدمى والحكواتي ليقدم للاطفال ساعة من الخلق والابداع.

كاراكوز كسلان درس تربوي للأطفال يعلمهم العمل
عنوان المسرحية كاراكوز كسلان، ولان العنوان مفتاح المسرحية ومدخلها يفهم المتلقي انهم سيحدثونه عن «كاراكوز» كسلان ونائم دوما، وكاراكوز هي احد اسماء مسرح العرائس وهي الدمية العملاقة عادة.
من داخل قاعة محمود المسعدي ينطلق العرض الحكواتي بلباسه الفلسطيني التقليدي يحمل طبلته ويصيح «قرّب قرّب» تماما كما الحكواتي في كل مكان يريد من الجمهور الانصات اليه والى حكاياه، بطريقة مضحكة ومسلية يحمل الاطفال معه الى الركح ليكونوا الجزء الفاعل في الحكاية ومعهم يحاول ايقاظ كاراكوز النائم دوما ليخبرهم على حكاية ما.
على الركح ديكور ميزته الالوان الزاهية التي تمتع عين الطفل وتصل مباشرة الى قلبه، ركح بستائر حمراء، الحكواتي وطفلان يمسكان الدمى، كل تقنيات مسرح العرائس جمعها المخرج في عرض واحد ليقدم رسالة ابداع الى جمهوره من الاطفال.
في «كاراكوز كسلان» هناك حكاية داخل الحكاية مسرحية تولبد من رحم مسرحية اخرى تحديدا من رحم الحكاية، فكاراكوز الحكواتي المعروف بحكاويه المبهرة نائم وكسول يستغرق ايقاظه اكثر من 15دقيقة يكون فيها للأطفال الحاضرين دور في ايقاظه وكتابة الجزء الاول من الحكاية، وعن الكسل يحدّث كاراكوز الاطفال.
يتغير الديكور حسب متطلبات الحكاية، يخرج كاراكوز بلباسه الاحمر وللأحمر دلالة الانتباه لون يشد انتباه الطفل حتّى يتبع تفاصيل الحكاية، عن «نبهان» الكسول يحدث الاطفال الصغار ويخبرهم ان هناك رجلا يحب النوم اسمه نبهان، هنا احالة على اختلاف الاسم و المعنى ليسال الاطفال»اسمو نبهان وهو دائم النوم كيف؟» وتلك الرسالة الاولى لمسرح الطفل اي

دعوة إلى اثارة السؤال والحيرة داخل عقولهم الصغيرة.

نبهان الكسول شيخ بلباس بالوان باهتة تريح البصر وكأنها تدعوك إلى النوم تخبره زوجته أنه عليه الذهاب لحكيم الزمان للبحث عن دواء يعالج مشكلة النوم، ينطلق في رحلته، رحلة مثيرة من خلال سينوغرافيا مبهرة وموسيقى مميزة موسيقى تنقل اصوات عواء الذئاب وخرير المياه واصوات الرياح وحفيف الاشجار وفحيح الافاعي، في بداية الرحلة داخل الغابة العجيبة يعترضه ذئب مصاب بمرض ما، فشجرة تعاني الجفاف فسمكة شيء ما علق بحنجرتها يعيق تنفسها، يصل «نبهان» الى الحكيم ويطلب منه ان يصبح غنيا فيخبره الحكيم ان عليه العمل ثمّ العمل، بعدها يخبره عن الشجرة فيقول تحت جذوعها جرة مدفونة لو ازيحت ن مكانها تعود اليها الحياة اما السمكة فجوهرة عالقة بحنجرتها والذئب دواء لكل إنسان كسول.
يعود نبهان ادراجه، يريد النوم يخبر الشجرة بماقاله الحكيم تترجاه باخذ الجرة فيرفض «ابحثي عن انسان اخر انا ساصبح غنيا» كذلك السمكة وحين يقابله الذئب يخبره بقول الحكيم فيجيبه «إنسان كسول وهل هناك اكثر منك كسلا» ويحاول التهامه، حينها يهرب الى الغابة ويساعد الشجرة والسمكة ويعود محمّلا بالذهب، فالمسرحية محمّلة برسائل تدين الكسل وتدعو الى العمل والابداع.

السينوغرافيا في خدمة مسرح الطفل
موسيقى فلسطينية تقليدية، مع كلمات عصرية عن الحلم والابداع، الوان مبهرة، ديكور يختلف حسب الحكاية والألوان كذلك، دمى بأحجام مختلفة تكون عنوان للحكاية ومدخلا إلى عالم الأطفال الصغار، من الدمية العملاقة الى الماسكوت الى عروسة الخيط و الدمى الصغيرة، جميعها تبهر الطفل وتشاركه الحكاية وتشركه في الفعل المسرحي والعملية الابداعية.
مخرج عرض «كاراكوز كسلان» من امهر مخرجي المسرح في فلسطين ومتحصّل على جائزة افضل اخراج للعام 2018 فنان يؤمن ان للطفل قدرة على التحليل والفهم فأبدع في السينوغرافيا بتماهي اللون مع الضوء وحركات الدمية، في عمل مسرحي موجه إلى الطفل احترمت المجموعة الفلسطينية عقل الجمهور فقدمت عرضا متكاملا من حيث النص و طريقة الالقاء والأداء والموسيقى والسينوغرافيا عرض ممتع يشد الانتباه وحكاية جد قريبة الى الاطفال توجههم وتصلح البعض من الافكار الخاطئة، رسالة الى العمل والإبداع قدمتها المجموعة بطريقة سلسلة اساسها التسلية والإبهار وهو امر مألوف عند القيدوم فؤاد عوض المعروف بدوره في تأسيس هوية المسرح الفلسطيني.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115