حول تغييب الناشرين من صالون جينيف الدولي للكتاب: 11 دار نشر توجّه رسالة إلى وزيرة الثقافة

دار سيراس، دار الجنوب، دار محمد علي الحامي، دار آليف، دار آشراف، دار آبولونيا، دار اليزاد، دار نقوش عربية، دار كتابي دار ر/م/ر، دار عليسة، 11 دار نشر وجّهت رسالة إلى وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث، محاطة بالعديد من الأسئلة والاستفهات والاستفسارات، والاستنكارات..

«المغرب» تنشر نص الرسالة كاملا.

تونس في 22 أفريل 2016
رسالة مفتوحة
إلى عناية السيدة وزيرة الثقافة والمحافظة على التّراث
إنّنا إذ نتوجه إلى سيادتكم بهذا الخطاب، نحن الناشرون الموقعون أدناه، فإنما نفعل ذلك وكلنا أمل أن يكون صالون «جنيف الدولي للكتاب» وما حفّ به مناسبة للفت انتباه جنابكم إلى جملة من النقاط والتفاصيل المهمّة حسب تقديرنا والمتعلقة بقطاع النشر في تونس.
إن تونس هي ضيف شرف الصالون المذكور في دورته المزمع انعقادها من 27 أفريل إلى 1 ماي، استضافة أختير لها موضوعا «مكتشفات الثورة» وخُصّص لها جناح مساحته 650 متر مربع مهداة من المنظّمين. وهي فرصة استثنائية لعرض المنشورات التونسية الخاصة بالخمس سنوات الأخيرة وباكتشافات ما بعد 14 جانفي 2011 والوقوف على تطور المضامين وسياسات النشر في بلادنا، وفتح باب الحوار والتعاون مع الناشرين في العالم.

وصالون الكتاب بجنيف (كغيره من الصالونات) مداره الأصلي هو الكتب، وأساسا تلك المنشورة من دور النشر الخاصّة بحكم حرصها على استنفار التأليف والابداع وتجسيم حرية القول ، مثلما هو الحال في كل الديمقراطيّات. ولدى الناشر بتونس الكثير مما يُروى ويُعرض على جمهور القرّاء كما على المشتغلين في حقل الكتاب في سويسرا.

للأسف لن يتسنّى لهم الإصغاء إلينا. فقد علمنا -عن طريق الصحافة- أن الجناح التونسي سيتكوّن أساسا من المؤسسات الرسميّة وأنّ وفدا كبيرا من العاملين بالوزارة سيشدّ الرحال إلى هناك.

فمؤسسات مثل المكتبة الوطنية والمركز الوطني للترجمة والمعهد الوطني للتراث ومركز الموسيقى العربية والمتوسطية ووكالة إحياء التراث ...على ما لها من كفاءة ومقام مرموق، ليس هذا هو مجالها الأنسب، فهي لا تمثل قطاع النشر بأي حال من الأحوال بل ليس من المغالاة القول أن طريقة النشر في البعض منها هي في حد ذاتها إحدى مشكلات القطاع الرئيسية لما يشوبها من ثقل على موازنة الدولة ومزاحمة غير متكافئة وعدم الالتزام بضوابط المهنة.

وان كنّا لا نشك في أن الدعوة قد وُجّهت أيضا لبعض الزملاء فإننا نسأل عن المعايير المُعتمدة. بل أن الصحافة الأجنبية بصدد الإعلان عن كتب بعينها ستكون متوفّرة من دون أي علم لناشريها بذلك. فمن الذي سيُقدّمها ووفق أي معطيات؟ وماذا عن الكتّاب والناشرين التونسيين المتوّجين في جوائز عالمية ومحلية وفي معرض تونس الدولي للكتاب، هل سيقع إشراكهم؟ هل ستتم برمجتهم ضمن الفعاليات؟

أما عن موضوع المشاركة «مكتشفات الثورة» فإنّنا نعتقد أن الأمر يهم الكتاب والنشر ولذلك نتساءل عن علاقته بالمداخلات المدرجة مثل «مائوية الطاهر الحداد» أو «التناوب الثلاثي الزراعي أو «إلغاء الرّق» أو بالمحاضرات حول الدستور وجائزة نوبل للسلام أو بـ «السينما التونسية عبر الزمن» و«تونس بول كلي عبر المنسوجات» أو بورشة لصناعة الخزف موجهة للأطفال؟ وكيف نُوائم بين مشروع «صفاقس عاصمة الثقافة العربية» ومحور «مكتشفات الثورة»؟

إن هذا الغياب للناشرين التونسيين سيوحي للجميع بأنْ ليس لتونس جديد على قدر من الطرافة والتميز يمكن أن تُقدّمه في المجال الذي دُعيت لأجله ونقصد به مجال الكتاب. بل يمكن أن يوحي بغياب حركة نشر خاصة ومواطنة وهو ما يعطي لتونس صورة الدولة المهيمنة والمحتكرة لانتاج المعنى وامكانيات التعبير.

ان في الموقف الرسمي للمشاركة التونسية ما يفيد الاستجابة لرغبة تونس «في القطع مع النظرة الفلكلورية الملتبسة التي رسختها الدعاية السياحية، فبلادنا تأبى أن تبقى مختزلة في فتنة بحرها واعتدال طقسها وجمال مواقعها، لرسوخ اعتقادها أنّها أكبر بكثير من مثل هذه الصور النمطيّة» وهو ما نحن منخرطون فيه برمّتنا وليس لنا إلا أن نُذكّر أننّا لسنا إزاء معرض للترويج السياحي بل للإخبار عن تونس الأخرى في سياق نظنّه موكل إلينا بالأساس.
سيّدتي الوزيرة، لسنا نستسيغ أن تشارك تونس في صالون جنيف الدولي للكتاب بوجه عماده مؤسسات تابعة للوزارة لا نظنها مخوّلة للاضطلاع بمهمّة تمثيل النشر التونسي في محفل دولي كهذا.

كما أننا غير راضين عن عدم اطلاع الناشرين ولا اتحادهم مسبقا على برنامج المشاركة التونسية في الصالون المذكور إعدادا وتصوّرا وتنفيذا بل إنهم اكتشفوه على الموقع الرسمي للصالون مثلهم مثل عموم الناس! وإننا لممتعضون من اعتباطية اختيار الضيوف والفقرات المقترحة إذ لا نرى من وثيقِ صلة بينها وبين الكتاب من جهة والموضوع محور المشاركة من جهة أخرى.

أمّا أشدّ ما يزعجنا فهو أن يجرى التحضير لمثل هذا الموعد المهّم دون فتح أبواب التشاور الجدّي على أوسع نطاق مع أصحاب الشأن، فوقع الاقتصار على جملة المقترحات الصادرة عن الهياكل الداخلية الراجعة لكم بالنظر، ناهيك وأن من سيشارك سيحمل على عاتقه مسؤولية تمثيل قطاع النشر بتونس.

سيدتي الوزيرة، لا شك أن مثل هذه الدعوة لصالون جنيف الدولي إنما هي فرصة حقيقية للتعريف بقطاع النشر في تونس ما بعد الثورة على نطاق دولي واسع نحن في أمس الحاجة إلى إعطائه فكرة عن قيمة ما أنجز من عمل على امتداد الخمس سنوات الأخيرة كما هي فرصة للتعاون والاشعاع ، لكنّها فاتتْ. ولا نظن ذلك إلا شاهدا آخر على الخلل القائم في علاقة وزارة الإشراف بباقي مكونات قطاع النشر. ولسنا نحّمل جنابكم مسؤولية ما آلت إليه الأمور فإنما ذلك من مخلفات عقود خلت، ولكننا نتمسك بكل الحاح بفتح ملف النشر ومن أهم أبوابه: تحديد موقع الناشر في بلادنا والدور المنوط به ، ومن ثمّة ضبط حدود التشارك والتنافس بين قطاعي النشر العام والخاص في كنف الشفافية والوضوح والمنافسة النزيهة والبناءة.
لقد حان الوقت لإعادة الاعتبار لمهنتنا كجزء لا يتجزأ من النسيج الثقافي العام ولتحديد سياسة نشر جديدة تليق بالكتاب كمكوّن حضاري لا غنى عنه. وتثمّن الناشر فاعلا مستثمرا ثقافيا مسؤولا.
في النهاية تقبلوا منّا فائق الاحترام والتقدير وكلنا أمل في تفاعلكم الايجابي مع ما تقدمنا بذكره.

• دار سيراس للنشر، كريم بن اسماعيل
• دار الجنوب للنشر، منية المصمودي

• دار محمد علي الحامي للنشر، النوري عبيد
• دار آليف للنشر، محمد صالح بالطيب

• دار آشراف للنشر، آشراف عزوز
• دار آبولونيا للنشر، عبد العزيز بالخوجة
a• دار نقوش عربية للنشر، المنصف الشابي

• دار كتابي للنشر، بلقاسم بالقروي
• دار ر/م/ر، رؤوف الرايس
• دار عليسة للنشر، رياض بن عبد الرزاق

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115