مسرحية «الزهرة العنيدة» للمخرج محمد نوير ضمن أيام قرطاج لمسرح العرائس: واستمتع بتفاصيل حلمك أحلم

هلاّ وقفت امام مرأتك وتساءلت عن شكلك ورغبت بتغيير وجهك أو عينيك، هل حلمت أن تكون طائرا حرا طليقا

تتجول من مكان الى اخر او تمنيت ان تكون نجمة قطبية تضيء السماء ومن العلياء تنظر الى الارض وتنير المكان اسئلة قد يواجهها كلّ طفل ورغبات وامنيات وحده المسرح قادر على الاجابة عن الاسئلة وتحقيق هذه الاماني.
في قاعة صوفية القلي بمدينة الثقافة كان الموعد مع عرض ممتع اسمه الزهرة العنيدة للمخرج محمد نوير.

أحلم دون تهوّر
موسيقى مرحة تبعث في نفس الطفل البهجة والحبور، ينفتح الستار تدريجيا ليجد الطفل نفسه امام مشهد تلميذين في المدرسة يضحكان ويمرحان فرحا باليوم الدراسي أمامهما معلم يكتب احرفا على السبورة ويطلب منهما الصمت، حوار المعلم «الدمية» يوجه الى الجمهور في اطار مسرح تفاعلي بين العرائسي والطفل المتفرج ليستمتع الطفل بالعرض ويشعر انه جزء منه وليس مجرد متلق.

المعلم يطلب من تلاميذه الصمت ويجازيهم بحكاية ممتعة، حينها يتغير المشهد ويكون المتفرج امام مشهد لطقس ربيعي ممتع نهر يمتعك بخرير مياهه، خرفان تصدر ثغاءها موسيقى زهرة بيضاء تتجول وتتباهى ببياضها وجمالها، وفجأة تتغير الموسيقى ويصبح لصفير الرياح وقعه وتتغير حالة الطقس من الربيع الى الخريف الطقس الذي تسقط فيه الاوراق و يصبح خرير المياه قويا ومخيفا، حينها تغضب الوردة اليضاء وتطلب المساعدة لانها «لا ريد الموت لا اريد النهاية لا اريد ان اكون حطاما في مياه النهر» تطلب المساعدة من النهر و الرياح والصياد لانها تتمنى ان تكون نجمة في السماء بعيدا عن تعب الارض وصخبها ، وحده الراعي يستطيع مساعدتها ويقدم لها كلمة سحرية تكررها حينها تصبح نجمة في السماء وبمجرد وصولها تعبر عن سعادتها لانها اصبحت نجمة جميلة تشعر بالارهاق تحاول النوم فيخبرها المنبه ان النوم ممنوع في قانون النجوم، حينها تحلم باصدقائها في الارض وترغب في العودة ويساعدها الاطفال لتعود زهرة بيضاء جميلة.
والعبرة من المسرحية هي غرس القناعة في الاطفال وتعليمهم الحلم دون تهوّر والرضا عن النفس بالعمل وتلك مهمة مسرح العرائس تثقيف الطفل وتعليمه فالمسرحية باللغة العربية الفصحى منها يتعلم الطفل اسماء اصوات الحيوانات واسماء النباتات ويتعلم التمييز بين الفصول ومميزات كل فصل فالعمل تربوي ممتع.

سحر الموسيقى والضوء
السينوغرافيا جزء اساسي في العملية الابداعية المسرحية خاصة مسرح لطفل، فالطفل ينشٌد الموسيقى والصورة والضوء وفي مسرحية الزهرة العنيدة اهتم المخرج بالسينوغرافيا فكانت العرائس اولا جميلة وتكاد تنطق حياة وثانيا الموسيقى الجميلة التي تشد انتباه الطفل ليسمعها ويحاول حفظ الاناشيد والضوء بالوانه لزاهية يبعث في الصغير الامل والحب، السينوغرافيا في «الزهرة العنيدة» نقطة قوة العمل.

في المسرحية يقدمون لمحة عن اهمية مسرح العرائس وكيفية تأثيره في الطفل وكيف تكون العروسة مطية للتعليم ولتسلية الطفل لأجل تغيير سلوكه نحو الأفضل والدليل (بعد نهاية العرض احدى الصغيرات بادرت بتنظيف ما خلفه اترابها خلفهم أثنـــاء تنــاول الذرة) وحسب الباحث المغربي سالم كويندي «يمكن للأطفال ممارسة اللعـب التمثيلي بالعرائس، وهذا راجع إلى حبهم للدمى، كما أن مســرح الدمى يعتبر من أقدم الأنواع المسرحية والتـي كانــت تستهوي الكبار والصغار على حدّ السواء، إلا أن التوجه الحالي لها يكاد يجعلها مقتصرة على الأطفال، وذلك لتعلق الأطفال بها لما تقدمه لهم من متعة وتسلية وكذا تربوية وتعليمية» والزهرة العنيدة عمل تعليمي اساسه فكرة بسيطة عن الرغبة في الانعتاق من الموجود.

محمد نوير عاشق ابدي للماريونات
فنان هادئ الطباع عاشق لما يقدمه من الابداع لا ينضب، نجم في سماء مسرح العرائس لا يافل، هادئ متواضع وعاشق لتلك الدمية الصغيرة، الفنان محمد نوير مخرج مسرحية الزهرة العنيدة اكد بالعمل ان مسرح العرائس عالمه الاول وبامتياز في ربوع الدمى يصنع لنفسه عالما من الجمال والاعتراف والتقدير فالعروسة «لقشة مني»، ومحمد نوير عرائسي ومخرج ومصمم ديكور..

بدايته المسرحية كانت في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات ضمن الفرق والجمعيات المسرحية الهاوية المنتصبة بالعاصمة مثل فرقة النهوض المسرحي وجمعية المسرح الشعبي.
لتكون سنة 1970 : الانطلاقة الحقيقية في مجال مسرح الدمى والعرائس بعد الاستفادة من تكوين ميداني على يد العرائسي المغربي الجنسية «حسني العلوي بن عيسى» محمد نوير اشرف على ورشة ضمن ايم قرطاج لفن العرائس ورفقة محبي الماريونت صنعوا شعار المهرجان ومجموعة اخرى من الدمى.

سرور نوير.. مبدعة متعددة المواهب
ممثلة متخرجة من المعهد العالي للفن المسرحي عرائسية وتعشق الرقص وتمارسه ايضا، الفنانة سرور نوير المبدعة المتعددة الاختصاصات تالقت في عرض «الزهرة العنيدة» في تحريك الدمى تميزت وكشفت انها مبدعة حقيقية تمتع الجمهور بعد العرض بعرض آخر اسمه «التائه» في ساحة المسارح، سرور نوير الفنانة العاشقة للمسرح والحالمة بالنجاح اثبت مقولة «هذا الشبل من ذاك الأسد كيف لا وهي ابنة المبدع دائما محمد نوير.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115