ومقتبس عن نص اصلي لاريال دورفمان.
«بين حياة و موت» هي رواية لذكريات استرجعت من بين دهاليز الموت وغرف التعذيب . تاريخ بين ماض مؤلم مخيف، حاضر باهت وغد غير معلوم الملامح.
ثلاث شخصيات على الركح، الزوجة ( نور)، الزوج و الطبيب الضيف. تمارس الصدفة لعبتها السادية حتى يكون اللقاء ذات ليلة في نفس البيت .هي ، تعتقد انه جلادها. صوته، رائحته.. كل التفاصيل تشي به.تحاصرها الذكريات الموجعة فتقرر الانتقام و تطلب من زوجها المساعدة. غير أن الاحداث تجري في بلد يعيش مرحلة انتقال ديموقراطي، يشغل فيه زوجها منصبا سياسيا مهما في هذه الفترة الانتقالية فجاة يقع الزوجان اللذان لم يتخلصا بعد من أشباح الماضي في أزمة لا ينفذان منها الا بما يحملانه من حب. على أرجوحة الذكريات يسترسل السرد مؤلما موجعا: تستحضر الشخصيات تفاصيل حصص التعذيب والانتهاكات، كل من زاوية نظره.
تنقلب الموازين فتنعكس الادوار؛ تتحول الضحية إلى جلاد ومن رحم المتناقضات تنبثق التساؤلات :عن واجب حفظ الذاكرة و عن القدرة على التعايش... عن تجاوز الماضي لتشارك الوطن و... تشارك العالم.... المصالحة والعدالة الانتقالية فكرة محورية في هذا العمل الذي يحاول الغوص في سؤال ظل مفتوحا في مجتمعنا بعد الثورة :كيف نتصالح؟ هل بمحو الصفحات المظلمة و نسيانها ام بتسليط الضوء عليها ،بالمساءلة والمحاسبة؟
قدم العرض في حديقة المركز الثقافي الدولي بالحمامات، كان الجمهور متفاعلا مع أدق التفاصيل في النص و الأداء و الإخراج والمؤثرات الركحية من موسيقي وأضواء و فيديو ، جعلت الشحنة العاطفية تتجلى على الخشبة. بين «حياة و موت» هي التجربة الأولى لهالة عياد في الإخراج و لم يمنعها هذا من تقاسم الركح مع عبد الحميد بوشناق و محمد زرامي. تجربة متعبة ، مخيفة و شيقة كما وصفتها المخرجة في اللقاء والحوار الذي جمع فريق العمل بالجمهور اثر العرض.
الجذاذة التقنية للعرض:
• العنوان: بين حياة و موت (عن نص الفتاة والموت لاريال دروفمان)
• اخراج: هالة عياد
• مساعد الاخراج: عزيز الجبالي،ياسمين الديماسي
• سينوغرافيا و إضاءة : صبري عتروس
• صوت و فيديو : وليد حصير
• تمثيل: عبد الحميد بوشناق –محمد زرامي– هالة عياد.