بيبو دال بونو، بعنوان «لاجويا» (الفرحة).
هو عمل مسرحي متكامل ،يجمع بين النص ،الموسيقى،الرقص و الصور الركحية المشعة. شد انتباه الجمهور، الذي جاء باحثا عن لذة الاكتشاف ،متعطشا للقاء مع واحد من أهم المسرحيين عالميا.
عرف دال بونو ببحثه الفني المتواصل، بعمق أفكاره و بتنكره للسائد و المعتاد. فبيبو دال بونو مخرج و ممثل و باحث قدم للمسرح و السينما أعمالا عدة تميزت بثرائها الجمالي و الفكري و الفني، و جعلت منه أيقونة و رمزا من رموز المسرح المعاصر في ايطاليا و العالم.
الفرحة، لا جويا،هي مسافات القراءات المختلفة بين النص المنطوق و الكتابة الركحية. عندما يلتقي المخرج بشخوصه الساكنة فيه، يستحضرها ويدعوها على الركح، فتتجلى حاملة ما تيسر من الذكريات والأحلام والالام ، من السعادة والوجع. هو عملاوتوبيوغرافي، موغل في الذاتية والتجربة الشخصية... ينهل مما عاشه المخرج، رحلاته و لقاءاته كذلك لحظاته الحميمية، كرم فيها دال بونو اصدقاء دربه، ممن قاسموه رحلة البحث المضنية عن السعادة وعن المعنى، من تساءلوا معه عن كنه الاشياء.
العرض عبارة عن سرد لذكريات ابت إلا أن تخلد على الركح، بصوته المميز و طريقته الرائعة في القراءة و السرد، يسترسل دال بونو في طرح الأسئلة حينا أو استرجاع الذكريات حينا اخر، داعيا المتفرج أن يتمعن في صمته و أن يرافقه في رحلة بحثه. فقد اختار في مرات عدة ،كسر الجدار الرابع للركح و تقاسم المدرجات مع الجمهور، حدثهم وكان كما «صرح» يبحث عن ذاته في كل واحد من الحضور، يبحث عن انعكاس صورته».
من لوحة الى اخرى، حملنا دال بونو و شخصياته في رحلة عجائبيةجميلة، حيث الالوان والاضواء والصور الشعرية.
دال بونو، رسام على الركح، يستعمل مفردات الجسد و الحركة، اللون و الضوء و الفضاء والموسيقى، ليشكل لوحاته على الركح و يترك العنان للصورة تعبر في رمزية وبلاغة.
تفاعل الجمهور كثيرا مع العرض، و صفق طويلا، لفنان و مجموعة اجادت التعامل مع خصوصيات الركح وفتحت قوسين من الجمال .
البحث عن السعادة رحلة مضنية، تختلف فيها الوجهات والطرق و لكنها تلتقي في بساطة التفاصيل الصغيرة، في الإنساني فينا، كانت هذه رسالة دال بونو، المجنون العاشق للحياة.