عرض «الغنايا» لعبد الرحمان الشيخاوي في ليالي العبدلية: دع عقلك جانبا واترك لقلبك عنان المتعة

رحلة موسيقية الى سيكافينيريا، رحلة للحب والجمال واستنشاق عبق الطبيعة هناك، من جبال الكاف واعاليها الى قصر العبدلية جاؤوا محملين

بشحنات الحب وعشق لتراث تلك الجهة، موسيقاهم عنوان للهوية والدفاع عن عشقهم الازلي لسيكافينيريا.
«سيكـــافينــيريا» الحــــب، «سيكافينيريا» الموسيقى الصاخبة والنغمات الممتعة «سيكافينيريا» مدينة الفن والحب والحلم كانت ولا تزال عنوانا للموسيقى وضمن ليالي العبدلية التقى الجمهور بنفحات فينوس الهة الجمال وبعض من سحر زيوس كبير الالهة لامتاع جمهور متعطش الى الحياة مع عرض اسمه الغنّايا.

الطبول تقرع وتعلن عن سهرة للحب
تقرع الطبول للإعلان عن انطلاق الرحلة الموسيقية، تتحد النغمات ويكون للطبلة صوت الجبل وهو يردد اهازيج الحياة.،

فـ«غنايا» عرض موسيقي أعاد للطبلة حضورها وسحرها، لم تكن أداة لتزيين المحفل و للصوت العالي بل الة رقيقة شاركت الشعراء حكاياتهم ونقلت أحاسيسهم، تارة يكون صوتها ضعيفا كهمسات عاشق يهامس حبيبته سرا وطورا تصبح قوية كثورة عشق مشتعلة تسكن نفس المرء حين يفقد من يحب.
اللقاء الأول مع لبنى بوقرة في اغنية «غيم العشوة» مع نغمات حزينة نجد العاشقة تناجي حبيبها وتدعوه الحضور والوصال، ذاك العاشق الذي تهون امامه كل الصعاب ليصل الى امله حد ان يتحوّل «الحصحاص» وهي الحجارة الصغيرة المؤذية الى «جاوي» و هو نوع من انواع البخور « يا غريب الكاف و حصحاصك ولى جاوي حليل المعشوق آش يساوي»
في اشارة الى ان الطريق الوعرة تصبح لينة متى كان الهدف وصال الحبيبة التي تشبه حبيبها بالغزال وتقول»: «يا مشية خالي مشية الغزال فوق الندوة و ما جاش اليوم يرجع غدوة».

والخال في اللهجة التونسية والجزائرية هوالخلّ أي الحبيب.
صوت الطبلة كان عنوانا للوصال الاول بين جمهور العبدلية و اغاني الكاف وصال تقوده الموسيقى تلك النوتات الساحرة الصاخبة التي تدعوك الى الفرح ومعانقة كل تراتيل الجمال و الرقص على ايقاعات الحياة، ذاكرة الكاف منذر الجبابلي غنى في عرض الغنّايا وأمتع الحضور بحضوره الركحي المميز والملفت فنان كلما تقدم في العمر زادت قوة صوته وبهاء حضوره، وفي الغنايا كان اللقاء مع صوته الجبلي الصادح بكل تفاصيل العشق للكاف العالية.

تراث الكاف... أحاجي الحب الأبدية
«الغنّايا» عرض فرجوي مسرحي موسيقي، عرض تتماهى فيه كل النغمات التقليدية مع الالات الغربية فتمتزج القصبة مع القيثارة الالكترونية وتقدم صوتا غريبا يكاد يكون صوت الجبل، الغنّايا ليس مجرد عرض موسيقي يقدم اغاني من تراث الكاف وانما حكاية عاشق يعشق فتاة من عرش اخر فيعبّر عن الشوق ب «غيم العشوة» و «وحش السرى» و يصف جمالها «هزي حرامك» و يصل به الوله حد تجاوز كل العادات و تسمية الحبيبة باسمها ويقول «دليلة يا دليلة دليلة ريش نعام» ، عاشق يتحدى النواميس الاجتماعية والعادات للزواج بفتاة من عرش اخر قدمها الشيخاوي في العرض الموسيقي في تسلسل زمني في الاحداث من خلال الاغاني المقدمة، والرقصات المختارة و الازياء ايضا.
على الركح في القصر الحفصي كان الموعد مع نغمات كافية، نغمات جبلية نبعت من التراث ولدت من رحم جبال تأبى الخنوع و قدمها ابناء الكاف عاشقو الفن والتراث ابدعوا لان الإبداع هو ما يميز الانسان عن غيره من البشر و لأن التراث هو تاريخنا، حديث الماضي و المستقبل على حد تعبير عبد الرحمان الشيخاوي.
لساعتين من الزمن غنى عبد الرحمان و امتعت لبنى الحضور بصوتها وحملهم الجبابلي في جولة الى الكاف، رحلة موسيقية تضعك في الكاف ستجدك هناك او هنا في سيكافينيريا، مدينة الحب والفن والموسيقى، هنا تتجسد فينوس الهة الجمال في كل ربوع المدينة الواقفة فوق جبل الدير شامخة مبتهجة ملتحفة بغطاء الفن تنظر الى سهول «السرس» و «زنفور» و»الاربص» ، هنا اينما وليت وجهك اعترضتك تباشير الحب بموسيقى لها تأثير أقوى من نبيذ مسكر.

منذر الجبالي ذاكرة الكاف
غنى بروح طفل صغير، رقص كما يرقص قلب العاشق لكلمة حلوة من المعشوقة، استمتع بالموسيقى وتماهى معها تماهي نوتات موسيقية طبيععية، انصهر مع كلمات الاغاني وانتشى حدّ الثمالة بالموسيقى، منذر الجبابلي صاحب الصوت «الي يهد الجبال ويتجاوزها» كما ينعته بعض الفنانين، منذر صوت الكاف وذاكرتها، من الدهماني تعلم حبّ الموسيقى حفظ اهازيج الفرح وغنى اغاني العشق، ذاكرة حيّة عاشقة للموسيقى ، الجبابلي تروبادور، حكواتي، حجّاي، مغنّي تراث ومحبّ لمدينته..
انطلق مع فرقة اولاد العيد، انطلقت التجربة مع سماع جيل الجيلانة، انطلقت الرحلة مع «الكلام المرصع» و «الله يا مولانا واغاني «ناس الغيوان» ثم في 1978 غنى للشيخ امام و حفظت ذاكرته كل الاغاني المتمردة، وكما عبد «الودود» في اغنية الشيخ يحرس الحدود صوت الجبالبي يحرس اغاني الكاف.
من مركز الفنون الركحية بالكاف انطلقت الحكاية مع الفداوي ثم المنسيات و الغنّايا و فارس النواثير، الجبابلي لصوته الجبلي القوي وقعه، حين يغني «ريم الشارد» و «ناقوز تكلم» و «غيم العشوة» و «دليلة» و «نار نار ونارين» يشعرك انك هناك تتجول بين الجبال تصاحبه في رعي الاغنام وتستمتع بصوت الطبيعة وموسيقاها ستعاند برد الكاف و تصعد اعلى الجبال وتزور مائدة يوغرطة و تكتشف جمال تاجروين ، الجبابلي فنان هو ذاكرة للمكان و الموسيقى التراثية بالكاف، فنان حالم وبسيط عشق مدينته فدافع عن تراثها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115