افتتح كمال الرياحي مدير بيت الرواية اللقاء الأدبي حول «كرة القدم و الرواية» بحضور الروائي «شكري المبخوت» لتقديم إصداره الجديد «باغندا».
استضاف بيت الرواية بمدينة الثقافة، عشية الأربعاء 20 جوان الأكاديمي والروائي شكري المبخوت للحديث عن تجربته في رواية « باغندا »، من خلال تنظيم جلسة أدبية بعنوان « كرة القدم والرواية » أدارها الروائي الشاب محمد الحباشة، تزامنت مع حدث كروي عالمي هو نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها روسيا من 14 جوان إلى 15 جويلية القادم.
واستهلّ الروائي شكري المبخوت حديثه عن شغفه بكرة القدم منذ صغره، فتحدّث عن اهتمامه وأخويْه بالصفحات الأخيرة لجريدة الصباح المخصّصة للرياضة، لما كان والده يُحضرها معه إلى البيت لمطالعتها. وأقرّ بأنه كان على يقين أن قرّاء « باغندا » سيكون عددهم قليلا مقارنة بـ « الطلياني »»، مرجعا ذلك بالقول إن أغلب الأدباء لا يهتمون بالرياضة.
وتحدّث شكري المبخوت أيضا عن مفارقة عجيبة بين الرواية (أقل شعبية) وكرة القدم (أكثر شعبية) مبرزا أن شغفه بعالم الرياضة قاده إلى الشغف بالأدب. وأضاف أنه لم يتردّد في محاكاة الخطاب الصحفي الرياضي في عدد من فصول « باغندا ».
« باغندا » هي شخصية وهمية اختلقها شكري المبخوت ليحكي عن لاعب كرة قدم أسمر البشرة ملأ الدنيا وشغل الناس في عصره ثم يختفي فجأة، لتتداخل في الرواية عوالم كرة القدم والسياسة والجريمة. ويعتقد الكاتب أن لا قطيعة بين الرواية وكرة القدم، « ففي الرياضة كما في الرواية رهانات سياسية واقتصادية » كما يقول المبخوت.
رواية «باغندا» طفولة الكاتب بين حبه للرياضة وعشقه للأدب وشغفه بالصحافة، ومدى تأثره بإخوته الذين أدمنوا متابعة الأخبار الرياضية عبر الصحف والمباريات مباشرة عبر موجات الأثير وخاصة ركن «مقهى الرياضة» للصحفي «إبراهيم المحواشي» في الصفحة الأخيرة لجريدة الصباح قبل الاطلاع على صفحات المحاكم والأخبار الثقافية.
تتحدث هذه الرواية أيضا عن العنصرية، الفقر وتهميش رياضيين كانوا بالأمس نجوما عالميين ومصدر فرح و فخر لكل التونسيين لكنهم اليوم أصبحوا في طيات النسيان ويعانون الأمرين من الفقر والمرض
ويؤكّد الكاتب أيضا على أن أهمّ ما في « باغندا » هي التحركات السياسية والاجتماعية وليست الشخصية في حدّ ذاتها، وما كرة القدم في الرواية إلا استعارة للتطرّق إلى هذه القضايا، مشيرا إلى أن « باغندا » هي مواصلة لرواية « الطلياني » في الصراعات الاجتماعية والسياسية.
وشدّد شكري المبخوت على أن الكتابة الروائية لاينبغي أن تتعالى عن الواقع، بل « ينبغي أن تكون ملتزمة بقضايا المضطهدين والمعذبين في الأرض ». واعتبر أن « باغندا » رواية توثّق لتاريخ قريب لم يُكتب بعد.
والأكاديمي والـــروائي شكرى المبخوت هو أديب تونسى، ولد عام 1962، حصل على الدكتوراه فى الأدب من كلية الآداب بجامعة منوبة بتونس، وعمل عميداً لكلية الآداب والفنون والإنسانيات فى نفس الجامعة، وقد حصل على الجائزة العالمية للرواية العربية « البوكر » لعام 2015، عن روايته « الطليانى »، وكذلك جائزة « الكومار الذهبي » للرواية التونسية، وجائزة الإبداع الأدبي في معرض الكتاب بتونس في سنة 2015 عن الرواية نفسها.