وإقبالا متزايدا من الكتاب ومن القراء ولذلك اختار الملتقى العربي لأدب الطفل الذي ينظمه سنويا بمعية الجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل كل من البنك العربي لتونس دورة هذا العام (الدورة التاسعة / تونس 2018) حيث شارك عدة مختصين من تونس والجزائر والمغرب ومصر في تأثيث فعاليات هذا المتقى من خلال دراسات عدة صدرت مؤخرا في هذا الكتاب ( القصة التاريخية الموجهة الى اليافعين ) والذي جاء في 256 صفحة وقد تولى كتابة المقدمة لهذا الاصدار الدكتور محمد ايت ميهوب تحت عنوان «لماذا نكتب القصة التاريخية الى اليافعين» مبرزا أنها فرع من فروع الرواية التاريخية التي ظهرت في الغرب في مطلع القرن التاسع عشر ومبرزا ان أشكال تبين العلاقة بيت التاريخي والتخييلي يظل قائما إلى اليوم ومن صالح الكاتب لهذا الصنف من الرواية أن يبحث في العلاقة الواجب قيامها بين الروائي والتاريخي كما أشار ايت ميهوب إلى خصائص القصة التاريخية وخصائص الشخصيات في القصة التاريخية وانواع هذه القصة وغيرها من المسائل المهمة ذات العلاقة .
ومن المداخلات العلمية المدرجة في هذا الكتاب والتي شارك بها أصحابها في الملتقى دراسة للمصري احمد سويلم بعنوان (القصة التاريخية لليافعين بين الشرق والغرب) فيما كتب الأستاذ العيد جلولي (من الجزائر ) عن القصة التاريخية الموجهة للطفل الجزائري مبرزا أنها قليلة مقارنة بالقصص ذات المنحى الاجتماعي والديني وهي قصص مستمدة من تاريخ الجزائر قديمه وحديثه وخاصة تاريخ المقاومة الشعبية ومن ابرز كتّابها محمد صالح الصدّيق ورايس حميدو ومصطفى رمضان واحمد الطيب معاش والجيلاني عوامر وغيرهم مبرزا أن هذه القصة التاريخية تلعب دورا تربويا في تنشئة الأطفال وتعزيز انتمائهم الوطني والقومي والإنساني .
أما الدكتور حسن لشكر (من المغرب) في دراسته (طبيعة الرواية التاريخية الموجهة لليافعين) فقد أشار إلى أن الهدف من هذه القصة هو التعريف بتراث السلف وشرح الماضي شرجا مشحونا بالمتعة والتشويق والقيم الإنسانية النبيلة وزرع الأمل في نفوس اليافعين وكل ذلك في قالب أدبي فني وجمالي يراوح بين التخييلي والتاريخي وهي ذات بعد تربوي وتعليمي.
الدكتورة جليلة الطريطر كانت دراستها بعنوان «علي الحوسي كاتبا للقصص التاريخية» حيث توصلت إلى أنه كان يمزج في قصصه التاريخية بين الواقعي والأسطوري لإكساب نصه القصصي حياة أشبه ما تكون بالحلم الذي يطلق العنان للخيال حتى لا تفقد القصة جاذبيتها وسحرها وجوانبها المشوقة.
وفي كتاب «القصة التاريخية الموجهة إلى اليافعين» دراسات أخرى لكل من الأستاذ إسماعيل الشعيبي والدكتور لطفي عيسى والأستاذ شفيق الجندوبي وفيها تأكيد على أهمية ما كتبه المبدعون التونسيون في مجال القصة التاريخية سواء الموجهة إلى الأطفال أو إلى اليافعين مع التأكيد على تزايد الاهتمام العالمي بالأطفال خصوصا في القرن العشرين الذي عرف بالعصر الذهبي للطفل من خلال المواثيق الدولية والإعلان العالمي لحقوق الطفل الصادر عن الأمم المتحدة سنة 1959 والإعلان العربي حول الطفولة والتنمية وقد صدر في نوفمبر 1986.
باختصار في هذا الكتاب دراسات قيمة وشيقة لموضوع أدبي يهم الطفل واليافع عامة.