التلفزة الوطنية: «جنون القايلة» مشوّق و «لافاج» يشدّ الانتباه

فقدت التلفزة الوطنية نسبا هامة من المشاهدين في الأعوام الفارطة لتحاول هذه السنة ارجاع كفة المشاهدة لصالحها وتدخل السباق الرمضاني

بمجموعة من «السيتكومات» ومسلسل «جنون القايلة».

على الوطنية يكون الموعد مع سيتكوم «لافاج» بعد اذان الافطار مباشرة اي وقت الذروة (كما يسمى) بالإضافة الى الجزء الثاني من «جنون القايلة» بعد الاخبار مباشرة.

«جنون القايلة» في جزئه الثاني عمل مشوق وممتع يحدوه الغموض، عمل تكون الكلمة فيه للمبدعين الاطفال، اما لافاج فجمع ثلاثة ممثلات هنّ سوسن معالج وريم بن مسعود و مرام بن عزيزة في سيتكوم لافاج من تاليف: سيف الدين الظريف و(سيناريو وحوار) لمريم بن جميع واخراج سيف الظريف.

«جنون القايلة» رحلة الزمن والغموض
تدخل التلفزة الوطنية السباق الرمضاني بالجزء الثاني من «جنون القايلة» و يتواصل التشويق والغموض وتتواصل رحلة الاطفال في أزقة المدينة العتيقة لاكتشاف سحرها وأسرارها وكل ما تخبئه عن الزائر، في المدينة العتيقة تدور احداث المسلسل «جنون القايلة» في الجزء الثاني ، عمل للمخرج امين شيبوب و فكرة لأمينة ميمون وسيناريو عزّة السعيدي وتمثبل كل من سامية رحيم و عبد اللطيف خير الدين ومحمد علي بن جمعة و اميرة الدرويش (ممثلين في الجزء الثاني) و ايمان بدرجح و كالعادة البطولة المطلقة ومحركي الاحداث في «جنون القايلة» هم الاطفال الخمسة محمد عزيز خلف الله و يوسف السوسي وحمد عزيز القابسي ورنيم عوسجي وزينب فخفاخ.

آخر حلقات الجزء الاول كانت اجتماع الاطفال في دار بقلب المدينة وايجادهم للخاتم الخامس لناس الديوان، وناس الديوان هم خمسة رجال تشاركوا في حب المدينة والدفاع عنها وورثوا الخواتم لابنائهم لحدّ أن وصلت الى الياس وياسمين ووليد وسامي وايناس ليرثوا خواتم الشجاعة والمعرفة والطيبة والاحساس والمثابرة ويخلفون «ناس الديوان» الذين سيدافعون عن المدينة. الخواتم العجيبة لها قدرة على نقل الاطفال الى اماكن اخرى وما حدث في الحلقة الاخيرة من الجزء الاول ان الاطفال اجتمعوا في شكل حلقة و ردّدوا الكلمة السرية «يا مدينتي نحميك بروحي وقلبي» ليتنقلوا ويكتشف المتفرج انهم تنقلوا في الزمن الى العام 1951.

منذ الحلقة الاولى و المسلسل مليء بالأحداث والتشويق فكيف لأطفال 2018 ان يعيشوا في العام 1951، أطفال «الفايسبوك» و«الانستغـرام» و«السنـابشـات» يجدون انفسهم في زمن «الكاليس» و»السفساري»و «البنوار» وعوض «الهامبورغ» و«الفاست فود» ينتاولون «العصيدة» و «البسيسة».

في الحلقتين الاولى والثانية كثير من التشويق وغموض، دهشة الاطفال لعودتهم في الزمن يلاحظها المشاهد من خلال اختلاف الدرجات اللونية في اللباس ففي المشهد الواحد يكون لباس «سي رؤوف» (محمد علي بن جمعة) اقل حدّة من لباس اطفال 2018 ، عبر الدرجات اللونية قدموا اختلافا زمنيا اللأحداث.

بالإضافة الى اللباس فاطفال 2018 يلبسون «الدجين» و «القمصان» بينما اطفال 1951 يلبسون الشاشية و البلوزة و البلغة، اللهجة ايضا تختلف من حيث المنطوق في كلمات «الشريف» (اسكندر الطرودي) طفل 1951 لا وجود للغة الفرنسية في كلامه بينما اطفال الحاضر يتحدثون الكثير من الفرنسية.

في «جنون القايلة» لم تترك كاتبة السيناريو الفرصة للصدفة، اللباس بين العصري والقديم حسب الاحداث، الكاليس والنسوة يلبسن السفساري في الشوارع والحديث عن tgm في الخمسينات مع معلومات تاريخية قدمت بطريقة سلسة وبسيطة على لسان الاطفال جميعها اثرت المسلسل.

لازالت أحداث المسلسل متواصلة، لازال الاطفال في العام 1951 يحاولون فهم سر ناس الديوان وتعلم البعض من مهاراتهم وقدراتهم لإنقاذ المدينة من الخطر القادم، في جنون القايلة ركزوا على قدرة الاطفال على الإقناع السيناريو يجمع بين الطرافة والتشويق خاصة الرحلة عبر الزمن ومحاولة اطفال 2018 فهم كيف عاش اجدادهم اولا ومحاولة تطبيق تقنيات حديثة وافكار متجددة على طفل بمثل عمرهم من عصر اخر.

ولضمان المتعة وسحر الفرجة، تم العمل بتقنيات عالية الجودة في التصوير و اعتماد مؤثرات بصرية لخلق انطباع حسي يشكل عالما بروح « Disney»، كما تضفي هذه المؤثرات على المشاهد بصمة من الخيال و الغموض لتساعد المتفرج على النفاذ الى عالم المغامرة والخرافات.

سيتكوم «لافاج» نقد للواقع
ثلاثتهنّ مبدعات اجتمعنا في سلسة كوميدية ترّكز خاصة على المرأة التونسية وقدرتها على اقتحام جميع الميادين بما في ذلك المهن الرجالية، سوسن معالج (وجيهة) وريم بن مسعود (لبنى) و مرام بن عزيزة (رشا) يجتمعن في «لافاج» ، سلسلة كوميدية تقوم على السخرية السوداء من الواقع و ما قد تتعرض له المرأة العاملة.

و يتناول المسلسل قصة ثلاث فتيات (لبنى، رشا و وجيهة ) جمعتهن الصُدفة من خلال الحصول على دعم من إدارة التشغيل والعمل المستقل وقرض بنكي لبعث مشروع يتمثل في محطة لغسيل السيارات ،ورغم عدم معرفة أي منهنّ بالأخرى وافتقار الاختصاص لأي منهنّ في هذا المجال إلاّ أنهن تقرّرن خوض غمار التجربة بكل ما فيها.

سلسلة «لافاج» ترصد الوضعيات الطريفة التي تتعرض لها الفتيات في المهنة الجديدة و خاصة مع الحرفاء. و يطرح عدة مواضيع هي محل نقاش داخل مجتمعنا على غرار معضلة البطالة وحرية المرأة والتفاوت الطبقي.

منذ الحلقة الاولى هناك نقد للعديد من الظواهر الاجتماعية المنتشرة ومنها «الطبال والزكار» الذي يستقبل به كل وزير وفي تدشين «لافاج» تسمع الطبال يرحب بالوزير مع ظاهرة ثانية وهي التسليم الاعمى بما يقوله المسؤول (انت تعرف خير من الوزير) وغيرها من المواقف المضحكة التي تحمل معها رسائل نقدية للمجتمع.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115