! قالَ : يا رَبِّ ، مَنِ المُشتاقونَ إلَيكَ ؟ قالَ : إنَّ الُمشتاقينَ إلَيَّ الَّذينَ صَفَّيتُهُم مِن كُلِّ كَدَرٍ ، وأنبَهتُهُم بِالحَذَرِ ، وخَرَقتُ مِن قُلوبِهِم إلَيَّ خَرقاً يَنظُرونَ إلَيَّ
يا داودُ ، إنّي خَلَقتُ قُلوبَ المُشتاقينَ مِن رِضواني ، ونَعَّمتُها بِنورِ وَجهي ، وَاتَّخَذتُهُم لِنَفسي مُحَدَّثينَ ، وجَعَلتُ أبدانَهُم مَوضِعَ نَظَري إلَى الأَرضِ ، وقَطَعتُ مِن قلُوبِهِم طَريقاً يَنظُرونَ بِهِ إلَيَّ ، يَزدادونَ في كُلِّ يَومٍ شَوقاً
يا داود قُل لِعِبادِيَ المُتَوَجِّهينَ إلَيَّ بَمَحَبَّتي : ما ضَرَّكُم إذَا احتَجَبتُم عَن خَلقي ؛ إذ رَفَعتُ الحِجابَ فيما بَيني وبَينَكُم حَتّى تَنظُروا إلَيَّ بِعُيونِ قُلوبِكُم ؟! ما ضَرَّكُم ما زَوَيتُ عَنكُم مِنَ الدُّنيا ؛ إذ بَسَطتُ ديني لَكُم ؟! وما ضَرَّكُم مَسخَطَةُ الخَلقِ إذَا التَمَستُم رِضايَ ؟
يا داودُ ، اِسمَع مِنّي ما أقولُ وَالحَقَّ أقولُ : مَن أتاني وهُوَ يُحِبُّني أدخَلتُهُ الجَنَّةَ..