فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «أعمار أمّتي ما بين السّتّين والسّبعين وأقلّهم من يجوز ذلك»
إذا فكيف يحصل لهم الأجر والثواب الكبير حتّى يستحقّوا أن يكونوا أوّل الأمم دخولا إلى الجنّة يوم القيامة، فعن ابن عبّاس رضي الله عنهما، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال:( نحن آخر الأمم وأوّل الأمم من يحاسب، يقال:أين الأمّة الأمّيّة ونبيّها، فنحن الآخرون الأوّلون ) رواه ابن ماجة
فلا بدّ في هذه الحالة من أن تكون لأمّة الإسلام مزيّة ثوابها عظيم جدّا، يكون لها ثقلها في ميزان حسناتهم يوم لقاء الله تعالى، ففرض الله الصيام عليهم شهرا كاملا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:قال رسّول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيم، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ» رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني في صحيح النسائي.
إنّه لا يغيب عن البال والذهن بأنّ الشّياطين تصفّد وتمنع عن المخلوقات طيلة شهر رمضان الكريم، لذا تجد العوائق والعراقيل والقواطع عن عبادة الله في قلوب النّاس بهذا الشّهر بسيطة، فترى أنّ همّة النّاس ونشاطهم في العبادة ملفت للنظر ويختلف عن بقيّة أيّام السنة، ففيه يجد الصائم في قلبه حلاوة الإيمان، كيف لا وأوّل هذا الشهر رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النّار، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السّماء، وأغلقت أبواب جهنّم، وسلسلت الشّياطين» رواه البخاري
إنّ في هذا كلّه تخفيفا من الله على عباده حتّى يدركوا رحمته ومغفرته بكل يسر في هذا الشهر الكريم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كان يقول «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفّرات لما بينهنّ إذا اجتنبت الكبائر» رواه مسلم .
لا بدّ للإنسان في هذا الموقف من التأمّل طويلا لاستنباط الكثير من فضائل الصيام على أمّة الإسلام، لكي تكون بمثابة دروس استمراريّة وحكم عطائيّة لهم ما دامت السّماوات والأرض، حيث لانهاية ولا عدّ ولا حصر لهذه الفضائل المستنبطة من الصيام.