عشرة لملتقى أريج الشعر بالواحة تحت شعار «زهرة المدائن في الشعر العربي» من تنظيم دار الثقافة بشنني بالشراكة مع جمعية ابداع للمسرح والفنون بشنني وجمعية التراث والسياحة الثقافية.
تظاهرة عريقة شكلت فضاء ثقافيا وأدبيا ونجحت إلى جانب بعض الفعاليات بالجهة في أن تشكل إضافة جديدة للمشهد الأدبي والشعري بالولاية ،لكن بقي للملتقى السـبق خاصة في صقل ومرافقة الشعراء الشبان المشاركين فيه، بالإضافة إلى فتح الخطوط مع العديد من الفنون الأخرى كالموسيقى والسينما والمسرح وذلك ضمن خطة كما بين مدير الدورة الاستاذ زهير مبارك أن الدورة سعت للبحث عن شعرية الفنون وربما شعرية كل شيء واليوم أصبحت القناعة لدينا راسخة أن راية الشعر لا بد من أن تخفق رغم كل ما يجري من دمارممنهج وموت .. وفي هذا الاطار كان شعار الدورة الجديدة «زهرة المدائن في الشعر العربي» وقد احتضن فعالياتها أحد المنتزهات بشنني وتابعها المهتمون بالثقافة وعشاق الكلمة الموزونة وقد انطلقت التظاهرة بمسابقة في الرسم تحت عنوان «من الصورة الشعريّة إلى اللوحة التشكيليّة» و أعمال فنية بشكل مباشر، تضمنت الرسم بمختلف التقنيات والالوان مستوحاة من قصيدة شعرية ثم الافتتاح الرسمي من خلال كلمة المنظمين ليكون الموعد مع مداخلات شعرية جد متنوعة تركت المجال لتدفق الشعر من ينابيعه مع تجارب شعرية مميزة، زاوجت بين الشعبي والفصيح مع مداخلات شعرية للشاعرة السورية/ المصرية عبير العطار التي شنفت آذان الحضور بعدد من قصائدها الوطنية والوجدانية وتغنت خاصّة بالوطن وفلسطين ،كذلك الشاعرة الشابة بسمة المسعي، هذا وأضفى حضور الشاعر الشعبي محمد بن لطيف الملوّح توهجا أكبر للامسية عبر قصائد حماسية تفاعل كثيرا معها
الجمهور المتابع وغاصت في القضايا العربية والربيع العبري، كما تغنت بالوطن وفلسطين والارادة والبقاء والمقاومة ،كذلك كان حضور بهي للشاعر منير بن نصر وقصيدة طويلة عالجت الراهن العربي وتحولاته الكبرى.. كما كانت الفرصة لاكتشاف صوت بدوي نسائي هو صوت ربيعة بن بوزيد في مراوحة شعرية ورغم غياب الالات الموسيقية فقد أمتعت وأقنعت ربيعة في هذا اللون حضورا وأداء ..
مسامرة شعريّة مسرحية
الموسيقى كانت حاضرة أيضا من خلال وصلة موسيقية لروائع الموسيقى العربية للزمن الجميل أثثها العازف محسن التّكوري ، كما قرأ المشاركون في مسابقة الشعراء الشبان قصائدهم المهتمة بمحورهذه الدورة «القدس» نذكر من بينهم سلمان العش، اماني لسود وعبد الحق التواتي ،هذا بالاضافة للوحات راقصة أمنتها فرقة الشهيد فيصل الحشائشي بقابس وفي ختام الامسية تم تتويج الفائزين في مسابقة الرسم من قبل لجنة التحكيم المشكلة من الفنانين التشكيليين العراقي عباس دعير العتابي والتونسي سليم العلمي التي اكدت خاصة على حضور مقومات الابداع اللوني ، اما في مسابقة الشعر فاكدت لجنة التحكيم المشكلة من الاساتذة محسن بن عامر وقابيل المسعدي ومحسن بلحسن ووليد الجليدي على سهولة مهمة تقييم
النصوص نظرا لوحدة الموضوع وقلة عدد المشاركين كما شددت على ضرورة التعمق في الصور الشعرية وتوسيع المشاركات..في السهرة عُقدت مسامرة مسرحية شعرية تحت عنوان «زهرة المدائن في عيون شعراء قابس» أثث مداخلاتها بعض شعراء الجهة ، كما تابع الحضور عملا مسرحيا مخصوصا أمنته إبداعات تلمذية بمعهد حي الأمل قابس وأطرته الأستاذة آمال اليملاحي وكان بعنوان «ح، ل، م» وعالج قضايا عدّة انطلقت من ظاهرة الانتحار بالوسط المدرسي ..عمل شدّ انتباه المتابعين خاصة الفنان التشكيلي العراقي عباس دعير العتابي حيث أكد أن المسرحية متكاملة نصا و إخراجا و أداء حيث بذل كامل الفريق جهدا كبيرا لتقدم في أجمل صورة طُبعت في مخيلة المتلقي..كما عبر العتابي لـ «المغرب» على سعادته بالمشاركة في هذا الملتقى الذي جمع مختلف الفنون ويقام بواحة شنني الفيحاء وهو القادم من مدينة البصرة العراقية الفيحاء وهي شريان العراق الاقتصادي، وثغره الباسم وهي كذلك مدينة النخيل والحناء مثل مدينة شنني التونسية..