حفل لبنى نعمان بمدينة الثقافة: أحبك يا موسيقى أنت الحياة ...

الموسيقى حديث الروح، شجن القلب وصرخة ابدية للحياة وللحرية،

الموسيقى عنوان للتمرد والثورة الداخلية ، الموسيقى عنوان لارادة لا تكسر وقيود تفتتها النوتة واللحن، الموسيقى صرخة في وجه الموت والنسيان لانها عنوان للخلود ولان العظماء خالدون ابدا وذكراهم تظل راسخة في الذاكرة كان اللقاء مساء الثلاثاء في مسرح الجهات بمدينة الثقافة مع سهرة تكريم الراحلين خميس العرفاوي وريم البنا.
سهرة موسيقية قدمتها لبنى نعمان ومجموعة حس التي احدثت «برشة حس» «برشة موزيكا» و غنت بروحها الى الحلم والحرية والخلود.

الكلمة تونسية واللحن كذلك
للحب تغني للحياة تنسج اجمل الكلمات لعشقها الابدي للموسيقى تكتب نوتات متمردة حينا هادئة احيانا اخرى، في مسرح الجهات بمدينة الثقافة تلك القاعة زرقاء اللون و سقفها موشى بأجمل النقوشات بعضها يشبه الرموز التي نجدها في «الكليم» و «الزربية التونسية» غنت لبنى نعمان، مثل حمامة سلام كانت بالأبيض لتحمل جمهورها الى عالمها الموسيقي الخاص.
اللمسة التراثية لم تغب عن لبنى نعمان المعروفة بشكلها الخاص والمميز في الكوستيم، لبنى غنّت لصديقتها ريم البنا والعبرات تخنقها، تحدثت عن الشجن ووجيعة الفقدان، بكت وضحكت لان «ريم البنا تحب الضحك والموسيقى» كما قاومت ريم السرطان قاومت لبنى عبراتها التي سبقتها الى مقلتيها لتزيدها بهاء.

لان اللهجة التونسية لها حلاوتها وميزتها ولان للتراث بريقه وسحره حملتنا لبنى نعمان الى الجنوب التونسي، وغنت «غريب وجالي» بتوزيع موسيقي جديد، حديث الطبلة والقيثارة كان له سحره الة غربية تخاطب الالة الاخرى وتصنعان معا سحر الأغنية لكلمات الاغنية الحزينة وقعها على الروح، حزن بدا على محيا لبنى نعمان وكأنها تستحضر زمن كتابة الاغنية و تستحضر وجع ذاك العاشق الذي فقد حبيبته فقط بسبب العادات والتقاليد المجتمعية، للحب الذي لا يهزم غنت، عن الغريب وجالي الي عمر وكر الناس» ارسلت شيفرات عشق لا يموت.

للبنى نعمان ومهدي شقرون طريقة خاصة في نسج شيفرات الحب، لهما منهجهما الخاص في حياكة تفاصيل الجمال ونحت تعاليم الحلم رغم الحزن المخيم على الاغاني ووجيعة فقدان ريم البنا وخميس العرفاوي غنت لبنى وصدحت بصوتها عاليا، كالعادة للفولارة حضورها، غنت بكل وجيعة «لان فولارة تحبها ريم البنا برشة وعندها وقعها الخاص» ، غنت فانسجمت مع موسيقى القيثارة وسحر نغمات بيانو وجدي الرياحي انسجمت مع النغم حد التماهي فكانت المتعة لجمهور يعشق الكلمة البديلة.

لبنى غنّت فامتعت، صدحت باغان الحرية و الثورة والحقوق والكرامة فامتعت جمهورها اينما كان نبشت في التراث المنسي وجعلت من «كبي الفولارة» المدخل للعديد من الفننانين ليحفروا في الذاكرة المنسية ويزيحوا الركام عن تراث شفوي منسي، تراث اصبح اليوم قبلة الفنانين ووجهة المبدعين كانت لبنى السباقة في أحيائه وهي تعمل منذ اعوام على مشروعها الفني الخاص الذي يتغنى بالمرأة مشروع غنت منه «غريب وجالي» و «فولارة» و «ريت النجمة» لتكون لبنى نعمان نجمة للفن البديل نجمة لا تأفل وان قست الظروف والمها الواقع تظل برّاقة دوما.

ريم وخميس...الصادقون لا يموتون
الصادقون لا يموتون، اصحاب الكلمة الحرة و الموقف الصادق لا يموتون وان اختفت اجسادهم تظل كلماتهم رنانة تصدح بالحق، الى خميس العرفاوي وريم البنا اهديت الحفلة، الى روحيهما غنت لبنى وعزف مهدي شفرون، اليهما كانت كل كلمات القوة والحب، الى ذكراهما قالت لبنى «احنا البركان لا يغرك سكاتنا، احنا النيران لا يغرك رمادنا» مشيرة ان الموقف لا يموت وان مات صاحبه.

الى تلك الثائرة المتمرد الفنانة التي واجهت السرطان وتغلبت عليه لسنوات، الى ريم البنا التي تقول : سألوني من اين انت؟
فقلت فقلت : آلآ يوحي لكم كبريائي بآني ( فلسطينية)
وعزّتي باني تونسية
قالوا: عجبا الك وطنان كغير بني الانسان
فضحكت وقلت: لا انه وطن واحد

ولان الوطن واحد والصدق واحد وحب الحياة اوحد غنت لبنى لريم ولخميس غنت وأهدتهما كل كلمات القوة والإرادة.

عن الحرية غنت عن صمود شعب تحدثت وقالت «حكايتنا غير كل حكاية ابعد من كل بلاد، رومان طمروا حصتنا ،حصتنا عند الرومان ويا روح اصبر ساعات، جرحونا داي وبايات ولا طبيب وصفلنا دواء غير كلمة من قالوا لا اذا الشعب يوما اراد الحياة احبك يا شعب أنت الحياة».
نادرون هم الذين يمتعونك بصدق احساسهم ولبنى نعمان احداهنّ فنانة تؤمن أنها لاتزال في أول المشوار ولكن يسكنها حب النجاح وتقديم مشروعها الفني الحالم والبديل مشروع يؤمن بالفنان وقدرته على التغيير.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115