والمثقفين العرب في هذا الكتاب الذي نشر رؤاهم وتحاليلهم ومواقفهم هم خمسة وعشرون مساهما في تأثيث محتوى كتاب صدر مؤخرا بعنوان « القضية الفلسطينية في مائويتها الثانية : من سايكس بيكو الى الربيع العربي «ومن بين المساهمين في هذا الكتاب الكاتب والمحامي والاعلامي والناشط في المجال الجمعياتي ماجد البرهومي وقد جاء نصه تحت عنوان «الربيع العربي وتفكيك محور المقاومة اللبناني السوري الفلسطيني»:
لقد مرت مائة عام على وعد بلفور بمنح اليهود وطنا ،وعد مشؤوم مزق مشرق الوطن العربي حيث نجحت بريطانيا وفرنسا وروسيا وامريكيا في انشاء كيان صهيوني لكنهم فشلوا في اخضاع عرب فلسطين فكانت المقاومة الى اليوم وعلى امتداد المائة عام الماضية هي الابرز اذ بالمقاومة بقيت فلسطين عربية .
ويجيب هذا الكتاب عن اسئلة وهاجس المائوية الثانية للقضية الفلسطينية من خلال قراءة جدية لمسارات النضال الفلسطيني والعربي في القرن العشرين ومطلع الالفية الثالثة .
يقول ماجد البرهومي ان الربيع العربي ما هو الا ربيع عبري زاد من قوة الاحتلال الصهيوني ومن تشرذم العرب على يد جماعات كانت تعيب على بعض القيادات والحكومات تمسكها بالسلطة وعندما وصلت هي الى السلطة عملت على تسخير الدين والفتاوى لتحريم وتجريم الخروج عليها .. ولم يعد خافيا بعد مرور 7 سنوات في تونس على انطلاق شرارة «الفوضى الخلاقة «( باعتبارها المنطلق ) ان نتائجها في مجملها هي الاهداف المعلنة من اصحاب مشروع الشرق الاوسط الجديد التي بشرت به الخارجية الامريكية وبالتالي فان تسمية الربيع العربي ليست إلا عنوانا برّاقا وجذابا للنخب والجماهير العربية لاستساغة المشروع واعتمدت الجهات صاحبة هذا المشروع على حركات الاخوان في مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا لتنفيذ مشروعها واشترطت على الاسلاميين التخلي عن مقولاتهم السابقة والظهور بمظهر حداثي يزعم تبني الخيار الديمقراطي – وهذا ما تقوم به حركة النهضة اليوم في تونس – واشار البرهومي في نصه المدرج في هذا الكتاب الى ان من اهداف الربيع العبري المزكى من طرف حركة النهضة في تونس والاخوان المسلمين في مصر القضاء نهائيا على القضية الفلسطينية حيث انصرف العرب للاهتمام بشؤونهم المحلية وبات كل بلد عربي شمله ربيع الخراب قضية في حد ذاته ولم يعد بعينه ما يحصل في فلسطين بل حتى المتابعة الاعلامية لذلك قلت في هذه البلدان وبذلك ازداد تراجع اهتمام العرب بما يحدث في فلسطين بعد هذا الربيع المشؤوم.
باختصار لقد غدت فلسطين عرضة للاستهداف الصهيوني وفي هذا الخضم سارع الاخوان باعتبارهم من أدوات تنفيذ مشروع هذا الربيع الزفت الى محاولة اختطاف حماس بمساعدة من تركيا ومن اطراف خليجية بعد ان استتب لهم الأمر في تونس ومصر إلى النأي بحماس عن محور الممانعة لذلك تم استقبال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية استقبال الابطال من طرف انصار حركة النهضة في تونس وتحادث مطولا مع راشد الغنوشي الذي عمل كل ما في وسعه لعزل النظام السوري وغادر خالد مشعل دمشق طوعا باتجاه الدوحة واعلنت حماس مساندتها لاخوان سوريا (خصوم الأسد) في تماه تام مع الخط الاخواني المساند للربيع العبري .. ولكن لما بدا واضحا وجليا ان العلاقات التركية متينة مع الكيان الصهيوني الاسرائيلي حيث تم ابرام اتفاقيات تعاون جديدة في مختلف المجالات ولما قلب الصمود السوري بمعية حزب الله اللبناني وإيران كل المعادلات من المتوقع ان تعود حماس الى محور الممانعة لانها أدركت انه لا يمكنها المراهنة على الاخوان وعلى الاطراف الخليجية ولكن كيف ستعود ومتى ذلك هو الذي ستكشفه الايام المقبلة .
باختصار هذا الكتاب فيه تحاليل مهمة وقراءات في الواقع السياسي العربي المتعفن .. قراءات في العمق تشد القارئ وتكشف عن حقائق صادمة .