في اختتام الدورة الـ24 لمهرجان الفرجاني منجة للمسرح بقابس: مسرحية «صرخة موت» تخطف جائزة العمل المتكامل

احتضن فضاء المركب الثقافي بقابس نهاية الاسبوع المنقضي فعاليات اختتام

الدورة الـ24 لمهرجان الفرجاني منجة للمسرح تحت إدارة الاستاذة بثينة الرويسي ونظمه المركب بالتعاون مع جمعية إبداع للمسرح بشنني، وامتدّ لمدة ثمانية أيّام.

حفل الاختتام كان تحت اشراف والي الجهة المنجي ثامر والمندوب الجهوي للشؤون الثقافية بقابس محمد الدغسني على غرار الافتتاح فقد دار في أجواء احتفالية مع حضور جمهور غفير، كما تنوعت فقراته حيث راوحت بين تقديم إنتاجات الورشات والاعلان عن النتائج وتكريم الُمتوّجين فضلا عن تكريم رموز مسرحية وثلّة ممّن ساهموا في إنجاح مختلف الفعاليات بالاضافة لعرض مسرحي دورة تميزت بعودة فقرة مهمة وهي الندوة الفكرية التي اهتمت بموضوع محوري في المسرح اليوم وهو (مراكز الفنون الدرامية والركحية الواقع والآفاق) حيث تمت صياغة جملة من المقترحات والتوصيات نذكر من بينها: ضرورة حلّ الاشكالات القانونية المنظمة لهذه المراكز في مقدمتها القانون الاساسي لأنه «لا يمكن مع هذه الاشكالات القانونية العالقة بلورة مشروع فني متكامل وامتداد هذه المراكز في محيطها، من المهم أن تتنوع المجالات والانماط المسرحية للمراكز، لكن الأهمّ هو ضرورة العمل على توفر ميزة البحث عن خصوصية بعيدا عن الانغلاق، باعتبارأن الذائقة الفنية تختلف من جهة إلى أخرى» بالاضافة إلى عدم انسجام منظومة الدعم وتوزيع المهرجانات ذات العلاقة من جهة وانتظام عمل وإنتاجات المراكز أي بلورة مشروع متكامل لهذه الأخيرة من جهة ثانية مضاعفة الميزانيات المرصودة للمراكز خاصة المحدثة،التأكيد على أهمية دور سلطة الاشراف مع باقي المتدخلين من جمعيات وفنانين والقطاع الخاص خاصة في مستوى الدعم والرعاية مع ضرورة مراكمة أعمال مراكز الفنون الدرامية وفتح أفاق أكبر للتوزيع، اعتمادا على إستراتيجية التشبيك كمدخل لتفعيل دور مراكز الفنون الدرامية ممّا يسمح بتبادل المعلومات وتدفق المعرفة واقتسام الخبرات، مبادرة المراكز إلى خلق جمهورها خاصة من المؤسسات التربوية والجامعيّة وتفعيل الشراكات مع الوزارات ذات العلاقة و الاسراع في الاجراءات الادارية المتعلقة بانطلاق مركز الفنون الدرامية والركحية بولاية قابس.

جودة وعمق في إنتاجات الورشات
 من الأركان القارة لمهرجان الفرجاني منجة للمسرح الورشات  وهي ثلاث: ورشة الشخصية المسرحية من الفكرة الى التجسيد وأطرها المخرج علي اليحياوي ورشة الممثل المسرحي أمام الكاميرا من تأطير الفنان صالح الجدي والثالثة ورشة الارتجال المسرحي وأطرها المخرج وليد الدغسني وقد سجلت اقبالا كبيرا من التلاميذ والطلبة وقدّمت إنتاجاتها خلال حفل الاختتام وقد لقيت تفاعلا كبيرا من قبل الجمهور المكثف المتابع نظرا لجودة وعمق هذه الانتاجات وإن تمايزت في الجانب الفنّي والابداعي. ليكون الموعد مع تقرير لجنة التحكيم الخاصة بتقييم مسرحيات مسابقة (مسرح الهواة) التي بلغت عشرة أعمال، وإن قدّم التقرير بعض التوصيات الجادّة المتعلقة خاصة بقيمة ومستوى الاعمال المشاركة وتنوعها ، فإنه اهتم ببعض الهوامش حوّل لجنة التحكيم إلى لجنة تقييم للتظاهرة ككلّ .. هذا وأُسندت جوائز هذه الدورة إلى الأعمال التالية:

جائزة أفضل أداء نسائي الى عزة صالح عن دورها خلود في مسرحية «مفتاح سعد الله» لجمعية مسرح الكلمة بتونس، جائزة أفضل أداء رجالي آلت الى  عبد المجيد جمعة عن دوره «ايوب» في مسرحية نوة زاد لجمعية الشباب المسرحي بحمام سوسة جائزة أحسن نص آلت الى الؤلفة كاتبة نص مسرحية «صرخة موت» شيماء الطوجاني، جائزة أحسن اخراج تحصل عليها كمال حمدي مخرج مسرحية «مفتاح ..سعد الله» وآلت جائزة العمل المتكامل الى مسرحية «صرخة موت» لجمعية صدق الاخاء بمنوبة.

في إطار تكريم  رموز المسرح واستذكار من افتقدتهم الساحة المسرحية من أبناء الجهة، تم تكريم المسرحية الراحلة سعيدة السراي التي توفيت الأحد 6 نوفمبر 2016  بعد صراع طويل مع مرض وكانت من أبرز الممثلات التونسيات وشاركت في العديد من الأعمال الدرامية والمسرحية التونسية، كذلك تكريم الممثل عبد المجيد بن عبد الله الذي كانت له بصمة في المشهد المسرحي بالجهة منذ ثمانينات القرن الماضي خاصة في مسرح الهواة وشارك في العمل قبل الأخير لشركة لمة للانتاج المسرحي  بقابس بعنوان «الصحافي»، كما تم تكريم المشاركين في الورشات والمؤطرين.. لتختتم فعاليات اليوم الاخير للتظاهرة مع العمل المسرحي «انتليجنسيا» من انتاج شركة «فنار» للانتاج الفني، للمخرج نزار العيساوي، وكتب نصّها عبد الوهاب الملوح، وقد طرحت المسرحية إشكاليّات راهنة وتعرضت إلى تاريخ النخبة التونسيّة باختلاف مساراتها السياسيّة و الإيديولوجية ومساءلة للمجموعة في اختيارها للنخبة ويغوص في تحليل علاقة النخبة بالفرد وعلاقة الفرد بالنخبة.

تجدر الاشارة إلى أن العروض المحترفة في هذه الدورة كانت ثمانية انتمت إلى مدارس مسرحية مختلفة ،نذكرمن بينها «رايونو سيتي» لمركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين، «مناورة» لشركة لمة للانتاج المسرحي بقابس و«وشياطين أخرى» لشركة كلانديستينو للمسرح. 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115