ولعلنا كذلك لا نغالي إذا قلنا إن الأدب التمثيلي هو أكثر آدابنا حاجة إلى الرعاية وبذل الجهد والتماس النضج والأصالة، والتطلع إلى النهوض. نهضة تكفل لشعبنا ماهو أهل له، وعلى الأخص في هذا الوقت الذي نخطط فيه لمستقبلنا وندعم فيه البناء لغد آمن مستقر «هكذا يقول محمد زكي العشماوي».
والفعل المسرحي فعل متمرد فعل مقاومة مستمرة وعملية ولادة متجددة، المسرح ولادة للافكار والاحلام و الأحلام العظيمة و الأعمال الراقية ..لا يمكن أبدا أن نجدها لقيطة على أرصفة الشوارع ..و لا تكون أبدا مقلدة و تافهة..إنها تسكن أبراجا...وتحتاج إلى رؤية و جهد كبير ... تحتاج إلى عقل فنان و نظرة مبدع..وفي تطاوين تلاقحت الافكار وتوالدت لتبدع وتحلق متجاوزة الابراج عالية وتصنع للمدينة عرسها المسرحي والفني وتقدم للمشهد الفني بالجهة تظاهرات خاصة ومميزة موجهة لمختلف الشرائح العمرية بالجهة
وفي هذا السياق تنظم جمعيّة مدى للمسرح بداية من يوم 8 و إلى غاية يوم 15 أفريل الجاري النسخة الثانية من ملتقى التدريب والتكوين المسرحي «تياتروين».
تياتروين؟ التاسيس لفعل مسرحي بديل
المسرح قناة من القنوات التربوية الهامة في مجال تكوين وبلورة شخصية الناشئة نفسيا واجتماعيا و وجدانيا علاوة على ما يحققه من إشباع لرغباته في اللعب و التقليد والمحاكاة والتعبير و صقل الموهبة وفي هذا الاطار يندرج ملتقى تياتروين، ملتقى مختلف من حيث الشكل والمضمون عن غيره فأساسه التكوين قبل العروض، ملتقى تنظمه جمعية مدى للمسرح وتعود فكرة الملتقى الى رغبة الجمعية في البحث عن سبل تطوير وتكريس تقاليد ونواميس الفعل المسرحي بشكل خاص بالجهات الداخليّة للبلاد التونسية وتحديدا بمدينة وولاية تطاوين.
كما يهدف الملتقى على المدى البعيد إلى تحقيق توازن جغرافي للفعـــل والتكويـــن المسرحـي الميداني والأكاديمـــي خاصة على الصعيد الجهوي والوطني والإقليمي، المشروع هو نواة لملتقى إقليمي مسرحي/ تدريبي سنوي يهتم أساسا بالتدريب والتكوين المسرحي كعمود فقري لهذا الملتقى إلى جانب العروض والأنشطة المسرحيّة الأخرى التي دأبت عليها المهرجانات المسرحيّة في شكلها الطبيعي .
والتصوّر العام للملتقى يتخذ من الورشة وحلقة التدريب والتكوين محورا رئيسيا يصبح معها العرض المسرحي المفتوح للعموم هامشا ومكملا وعنصرا تطبيقيا ، عدد من حلقات التكوين لفائدة عدد من المهتمين والممارسين للفعل المسرحي من الهواة والمحترفين بإشراف وتأطير أساتذة ومسرحيين ومختصّين .
مشروع فني متكامل
وفي تطاوين يقدم الملتقى للمهتمين بالفن الرابع ورشتبن الاولى في السينوغرافيا يقدمها الاستاذ مفتاح بوكريع من 10 الى 13 أفريل بدار الثقافة البئر الاحمر، والورشة الثانية في «الممثل بين النص والحركة» يشرف عليها المبدع خالد اللملومي بالمركب الثقافي تطاوين، ورشة «التصور الإبداع والدراماتورجيا « بدار الثقافة الصمار التي ستم تخصيصها كفضاء لفنون الفرجة المعاصرة .
فالملتقى في نسخته الثانية تمت حياكة تفاصيله ليكون رافد من روافد مشروع فني متكامل لجمعيّة مدى للمسرح بتطاوين يسعى إلى ربط شراكات وتعاون دولي مع وجهات وتجارب مسرحية أخرى من شأنها المساهمة في تطوير تجربة الفعل المسرحي بتطاوين، حيث تمت برمجة ثلاث عروض للرقص المسرحي من إيطاليا من تقديم المجموعة الفنّية CAB 008 كما ستقوم هذه المجموعة بتامين ورشة تكوين في الرقص المسرحي بإشراف الفنانة Cristina Kristal Rizzo ، كما سيؤطّر الإسباني Andres Motres Teres ورشة تكوين بعنوان « التصوّر الإبداع والدراماتورجيا» لفائدة مجموعات مهتمة بفنون الفرجة والعروض الفنية المبتكرة .
جلّ الفضاءات تعيش العرس
تتوزع العروض المسرحية في اكثر من فضاء، لأبناء تطاوين المدينة والمدن المجاورة فرصة للمتعة وتذوق اعمال مسرحية تختلف مواضيعها اختلاف ممثليها وعناصرها الفرجوية، اول العروض سيكون مع «عرائس الشارع» انتاج شركة عشتار، يوم 8 أفريل، في اليوم الثاني يكون اللقاء مع مسرحية «برزخ» انتاج جمعية مدى، عمل يحمل المتفرج الى العالم الاخر وحديث عن اجتماع الشخصيات العظيمة التي ساهمت في ترسيخ فكرة الحرية جميعها تسال عن الوضع فوق الارض وهل ما ناضلوا من اجله تحقق؟؟اسئالة وجودية يؤديها ثلة من امهر ممثلي تطاوين ويكون العرض في المركب الثقافي بتطاوين .
وتتواصل العروض المسرحية ويكون الموعد يوم 9افريل مع عرضين الاول «تجليات مسرحية» لجمعية عابر سبيل والثاني «نوارة الجرذون» ثم عرض ايطالي cab 088.
يتغير الفضاء وتتغير معه البرمجة من المركب الثقافي الى الفضاء الوليد «داموس ارس» فضاء ثقافي خاص سيكون من ركائز «ملتقى تياتروين» وفيه يلتقي الجمهور مع مسرحية «مدينة العجائب» يوم 11افريل و«آخر نفس» لخالد الجويني يوم 12 افريل وفي اليوم ذاته يكون لجمهور المركب موعد مع مسرحية «القاراج» لشركة جوكر للانتاج بصفاقس.
كما ينفتح الملتقى على الفضاءات الخارجية غير الثقافية وفي مقهى الموناليزا تقدم اسماء حمزة عرض «الحفلة» بالاضافة الى العروض التنشيطية في المقاهي ةاساخحات العامة فقط لنشر فرحة المسرح وبريقه في كامل شوارع تطاوين ليكون للجمهور نصيب أكبر من الفرحة.