بقاعة «احلام شهد» بقعفور: تحيا الطفولة يحيا المسرح: منارة للتربية والفنّ

سلامٌ للذين غضّوا أبصارهم عن فشلنا، وصفّقوا لمحاولاتنا،

وشجّعونا علي الوقوف بلا مقابل،سلام للذين يرسمون في مخيلاتهم حياة لا تطابق حياتهم تماما، سلام للحالمين المؤمنين بوصولهم الى ما يريدون مبتسمين رغم التعب، سلام الى الصادقين عاشقي المسرح و ضحكة الطفل وإبداعه، سلام الى كل الصامدين الناحتين في العدم ليصنعوا طفلا ومواطنا محبا للحياة والفنون.
سلام الى كل الاطار التربوي للمدرسة الابتدائية الطيب المهيري بقعفور سلام الى التلاميذ الحالمين، سلام الى مريم اجاحة و اسراء الجبالي و ايمن بوحجر ومبروك الفرشيشي و ميسر اللموشي و مرام الطرابلسي و الاء العجيلي و رنيم المناعي ومرام الجويني و جيهان الجويني ومحمد امين الوسلاتي وهم نجوم مسرحية « افواه ومناقير» عمل من اخراج علاء الفرشيشي وسينوغرافيا سيف العجيلي و ديكور لزياد الرحالي و سيف العجيلي وماكياج لصالح العبدلي وملابس لمعز الماجري .

في «قاعة احلام» ولد الحلم وأينع برعما جميلا
ولد الحلم وأينع وأزهر فأحلام اطفال تؤمن بالفن وقادرة على افتكاك المراتب الاولى في كل المسابقات الوطنيـــة والجهويـــة المخصصة لمسرح الطفل، في «قاعة احلام شهد» أول قاعة للتربية المسرحية بالمدرسة الابتدائية الطيب المهيري قعفور كان لقاء التلاميذ مع المسرح، في تلك القاعة تعلموا ابجديات الفن الرابع كتبوا النصوص وجسدوا شخصيات يحبونها، حلموا وتوّجت احلامهم بعمل مسرحي «افواه ومناقير» قدم عرضه الاول في القاعة الحلم التي كانت دافعا ليبع الاطفال.

يقول المخرج علاء فرشيشي «لن تشعر بروعة الحياة إلا اذا كنت رائعا في نفسك فنحن من يصنع روعة الحياة حتى لو كانت مؤلمة» ومن الم افتقاد الجهة للحركة المسرحية وألم افتقاد الاطفال لتظاهرات موجهة اليهم ولد عمل « افواه ومناقير»، مسرحية يقدمها اطفال عطشى الى الإبداع تحضيرات لأشهر وآخرها الاستعداد للعمل في حضن الطبيعة تحديدا في «جبل الشهيد» ليلبس الاطفال شخصيات الحيوانات التي يؤدونها ويشعرون بها اكثر على حد تعبير المشرف.

و«افواه ومناقير» هو الإنتاج الفني الثاني لنادي المسرح بمدرسة الطيب لمهيري و قد تم اختياره ليمثل ولاية سليانة في المهرجان الوطني للمسرح المدرسي .

ويضيف علاء فرشيشي «انا جد سعيد وفخور بانجازه لأنه ثمرة عمل عائلة واحدة وكان الاعداد للعمل في غاية الروعة وله نكهة خاصة اذ انه يعمل في نادي المسرح منذ اربعة اعوام في النوادي المسرحية بالمدارس الابتدائية ولكن تجربة العمل في الطيب المهيري اضافت لي الكثير خاصة حين تجد العملة والمربين والمدير جميعهم يلتفون حول المسرح ويريدون انجاح العمل وإنجاح المسرحية والحرص على اداء التلاميذ وتشجيعهم للبروفا وأداء الصغار وهم بذاتهم ينخرطون في اللعبة الدرامية» .

في العمل اتحد الجميع ليبدع الاطفال وتميزوا، كل الاطار التربوي للمدرسة امن بقدرة ابنائهم على النجاح وآمنوا أنه باستطاعة الاطفال التحليق في سماء المسرح، في المدرسة الابتدائية الطيب المهيري من صنع الديكور موظف بالمدرسة ومن انجز الماكياج معلم ومن حرص على التنسيق وتسهيل عمل الاطفال والمخرج واشرف على عملية ولادة المسرحية والديكور مدير المدرسة لسعد الماجري جميعهم امنوا ان للفن نفس القيمة التعليمية وجميعهم يؤمن ان للفن رسالة نبيلة تماما كما الدروس ويعملون لتكون المؤسسة التربوية منارة ثقافية ومنتجة لاشكال فنية مختلفة اولها اب الفنون المسرح.

حين يبدع الاطفال
جميل ان نحلم والأجمل ان نتشارك الحلم، جميل ان نسعى الى تحقيق احلامنا والاجمل ان نتعاضد ليزهر الحلم، وفي المدرسة الابتدائية الطيب المهيري ازهر الحلم حين اصبح جماعيا وقرر علاء الفرشيشي»ّالمبدع الرهيب» كما وصفه مدير المدرسية ان يحقق حلم الاسعد الماجري ومعه حلم تلاميذ قعفور وفي تصريح لـ»المغرب» قال علاء الفرشيشي ّحقا

اشعر بالفخر لان حلمنا اصبح واقعا واطفالنا اصبحوا ينجحون كلما صعدوا على الركح.

فهم اطفال سكنهم حلم النجاح وجدوا في الخشبة متنفسا ليحلموا ليكتبوا احلامهم ويرسمونها في لوحات ونصوص مسرحية، في مدرستهم قاعة احلام شهد متنفسهم اليومي بعيدا عن ضغط الدروس وقساوة الواقع احيانا، صغار يتعلمون حب الفن في المدرسة وللمرة الثانية يتميزوا في الملتقى الوطني للمسرح المدرسي.
وعن المسرحية يقول المخرج «افواه و مناقير» عمل يبين ضرورة الاتحاد لتحقيق الانتصار على الظلم، و ان الخوف مجرد وهم يكبلنا .. وان الاوطان تستحق تضحيتنا لتتقدم، تضحية منا كأفراد و مجموعات وقبل سؤالك «عما قدمته بلادك اليك عليك ان تسال ماذا قدمت لوطنك» ويضيف محدثنا ان العمل عمل يؤكد على ضرورة التسامح و الحكم العادل. عمل يقول بصريح العبارة اعمل بنفسك واسعى لتكون ايجابيا وتغير من المجموعة من بلادك عوض بقائك في ركن تنتظر منقذا للبلاد والعباد «تحرك ما تكونش فرايجي».

وأكد الفرشيشي على تميز أبنائه التلاميذ وقدرتهم على التاثير في الجمهور لحدّ بكاء بعضهم وختم تصريحه بالقول تحيى الطفولة يحيى المسرح منارة للفن والتربية.

منذ عام تقريبا ولدت قاعة احلام شهد اول قاعة للمسرح بمدرسة ابتدائية في قعفور منذ اليوم الاول لافتتاحها كانت حاضنة للإبداع وأصبحت فضاء لاجتماع المربين للنقاش بخصوص الفن وكيفية تعليم الاطفال ابجديات المواطنة من خلال المسرح والموسيقى والرسم وكل الفنون التي تبعث في الطفل رغبة للنجاح والتميز.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115