الكاتب الصحفي لطفي حجي لـ«المغرب»: كتاب «إسلام السلطة وإسلام الجماعة» خطوة نحو المراجعة

أصدر الكاتب الصحفي «لطفي حجي» كتاب «إسلام السلطة وإسلام الجماعة.. محنة أمّة»

عن الدار المتوسطية للنشر وفي الكتاب دعوة إلى مراجعة القضايا الدينية التي اقترنت بطريقة أو بأخرى بالمزايدات السياسيّة والمسلّمات الأيديولوجيّة مع مؤلف هذا الكتاب لطفي حجي كان لنا الحوار التالي:

• ألم تتردّد في إصدار الكتاب تحت هذا العنوان؟ خاصة لإمكانية أن يكون مستفزّا نوعا ما لأنه يقسم ظاهريّا الإسلام إلى قسمين؟
لا لم أتردّد لأن العنوان ببساطة يعكس أغلب المضامين الموجودة في الكتاب، فهو يتحدّث عن أفهام مختلفة في قراءة وتأويل الإسلام، لذلك أطلقت على الفصل الأول اسم «الإسلام الواحد والأفهام المتعددة» لان واقعنا الإسلامي منذ القرن الأول للهجرة بعد وفاة الرسول صلّ الله عليه وسلّم لا يخلو من الخلافات بين الفرق الإسلامية فيما بينها أو بينها وبين السّلطة.

• اجتاحت موجة الإرهاب والتطرف الديني عديد البلدان العربية ومنها تونس منذ أكثر من ست سنوات، لماذا أصدرت كتابك في هذه الفترة بالذات خصوصا وأن الوضع العام هدأ نسبيا؟
أصدرته الآن لأن هناك نقاشات بدأت بعد الثورة في تونس وتمّت تحت الضغط الذي فرضه الإرهاب أو بطريقة مستفزّة وهذين العاملين (الضغط والاستفزاز) بعيدين كليّا عن الحسم في القضايا كما يجب لأنّ هذه القضايا الدينية لا تهم المجتمع في راهنه فقط بل في مستقبله على حد سواء ولا تهمّ أطرافًا بعينها بل تهم كلّ المجتمع لذلك رأيت أن هذا هو الوقت المناسب لإعادة النظر في أفكارنا.

• بخصوص الحسم، قلت إن البلاد التونسية شهدت بعد الثورة عديد النقاشات حول قضايا دينية لكنها لم تحسم بعد، هل ترى في كتابك الجديد القدرة الكافية على حسم هذه القضايا؟
ليس لدى كتاب واحد -مهما كانت قيمته-القدرة على الحسم في قضايا جديّة كالقضية الدينيّة بل يكتفي بإثارة الإشكاليات ويترك مجال النقاش إلى النخب الفكريّة وخاصّة السياسيّة التي بيدها القرار.
لم تحسم عديد الأمور في تونس لأن هنالك تفاصيل عاجلة ومرتبطة بحياتنا اليوميّة مثل تنظيم الفضاء الديني بما فيه تسيير المساجد وتدريب الأئمة لتتناغم خطبهم مع بعضهم البعض ومع الدستور وفكر الجمهوريّة، كلّها مازالت تتطلّب اهتماما من قبل أصحاب القرار وحوارًا وطنيًّا غير أن مسائل التأويلات والقراءات الذاتية للنص الدّيني هي مسائل طويلة المدى تعالج في خضم نقاشات مفتوحة تنظمها مختلف النّخب.

• هل يمكن أن نعتبر الكتاب بمثابة الوقاية للشباب من الوقوع في فخ الأفكار الظلامية؟
نعم هو كذلك لأنه يحتوي على دعوة ضمنيّة ونقاشات من شأنها أن تجنّب الشباب الوقوع في خضم هذه التيارات التكفيرية التي سمّيتها بالتيارات «الوافدة».
وأقررت بوجود دعوة لأنّني ضربت في الكتاب عدة أمثلة في هذا الصّدد فمثلًا ضمّنت أجوبة علماء تونسيوّن في القرن التاسع عشر على رسالة «محمد بن عبد الوهاب» التي دعاهم فيها إلى مذهبه واعتبر كلّ من حاد عنه كافرًا، فكان ردّهم رفض انتهاج السياسات التكفيريّة ما يجب تطبيقه من طرف الشباب في هذه الفترة.

• تحدثت عن الفرق بين القرن الفارط والقرن الحالي في الفكر والمبادئ والعلم والأسس الدينية، هل في ذلك دعوة ضمنية إلى المراجعة الذاتية الكليّة؟
المواطن يتأثر كثيرا بما تنتجه النخب الفكريّة والنخب الدينيّة، فإذا حضر خطاب ديني مستنير ومعاصر ومعتدل تروّجه النخب وتعكسه وسائل الإعلام سيتأثر المواطن بطبعه إيجابيّا أما إذا كان الخطاب متشنّجا أو غير موجود بالأساس كما كان في عهد بن علي فسيبحث الشباب عن منافذ وملاذات أخرى مثلما حدث مع الشباب التونسي.
أي أنني سعيت لا إلى كشف الفروق فقط بل إلى الإشارة إلى طرق سلك المنهج الإسلامي المعتدل البعيد عن أشكال التطرف والتشنّج.

• قلت في أحد الحوارات الإعلامية إن دور الإعلام هو «نحت الوعي» حسب رأيك هل يقوم الإعلام التونسي بهذا الدّور؟
غالبيّا لا، إذ أن العديد من المنابر الإعلاميّة سقطت مع الأسف في الفخ السّياسي وأصبح هدفها ما يسمّى بـ«الـBuzz » على حساب المنافسة الجديّة لذلك دعيت في حفل توقيع كتابي الجديد بنقابة الصحفيين إلى تجريد القضايا الدينيّة من الطابع السياسي والتجاري لأنها مواضيع يجب أن تناقش من قبل أهل الإختصاص لا غير، ضمن رؤية مستقبليّة متناسقة مع الدستور التونسي.

رحمة. س

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115