شظايا: بمناسبة عيد الحب الى «الام» الفنانة كل الحب لانك قبس الحب وشرارته الاولى

«الحب» تلك الكلمة المقدسة، روح ديوزينوس العظيم وبعض من شبق منيرفا الساحرة، ربما هي تفصيلة من تفاصيل «انزار»

الاه المطر او نظرة من فينوس الهة الجمال، الحب تلك الشرارة المقدسة التي تدفع المرء ليحيا ويقبل على الامل ويهفو كما الوليد على حب الحياة، من نبض القلب وشغف الروح تولد مشاعر الجمال و الامل، من نداء القلب تستجيب الروح والعقل ليكون الانسان انسانا عاشقا كعشق ڤايا أم الأرض.
اليوم 14 فيفري ، يوم الحب، يوم للهدايا ويوم للتحابب، يوم يحتفل به التونسيون كغيرهم من شعوب العالم، اليوم تشرق الشمس هادئة وكأنها تنبعث من روح زيوس، اليوم ستكون رياح العشق هادئة وكانها لحظات اعتراف هيرا بعشقها للارض، اليوم سيكون كما يقول الشاعر العراقي حسن علي الهارف :

سماءٌ ملبّدةٌ بطيور الحب 
وهي تظللُ على أقرانها البشرية 
على سطح الارض 
الشمسُ قد لا تغيب
عن من يستنيرُ بها
و القمرُ قد يظهرُ للعشّاقِ 
نهاراً قبل أوانه

اليوم هي فرصة للإفصاح عن مشاعر الحب بين المحبين والعشاق والأصدقاء، اليوم سيكون يوما مميزا في الشارع التونسي، اليوم ستهدى الورود الحمراء كلون دم العشاق.

اليوم قد يراه المغالون من كارهي عيد الحب بدعة غربية وكل بدعة حرام، قد تثور ثائرتهم لأنهم يعتقدون أن الحب حرام والعشق منكر والتهادي بدعة سيتناحرون وهم يغلقون الأقفال على قلوبهم كي لا تدق، ولكننا سنحب وسنهدي ورودا حمراء وسنحاول أن نرسم البسمة على محيانا لأننا شعب نعشق الحياة، اليوم ستكون الورود الحمراء عنوانا للحب.
اليوم يوم الحب وهل هناك اصدق من حب الام الفنانة لفنها ولأبنائها؟ هل هناك اكثر تضحية من امرأة تعشق فنها وتتعب لتحقق نجاحا وفي الحين ذاته مسؤولة عن طفل صغير وأبناء يحتاجون الرعاية والاهتمام؟ الى الام الفنانة التي تقول عن الفن والابناء « لو ان الحب كلمات تكتب لانتهت اقلامي، لكل الحب ارواح توهب، فهل تكفيك روحي؟» فكيف تقسم روحها نصفين بين فنها وابنائها؟.

الام الفنانة عنوان للتضحية فالمسرح يتطلب الكثير من الوقت المسرح يستنزف الجهد الذهني والعقلي، المسرح لوحده كطفل صغير كلما قدمت طلب المزيد من مشاعر الحب والتضحية والارداة والحرص فكيف بأم ترعى وليدين احدهما من لحم ودم وآخر صنع من روحها القدسيىة.
الموسيقى هي عشق اخر، الموسيقى والغناء شدو الملائكة ولغة الروح العاشقة ولكنها الاخرى بكل تطلب تضحية ووقت وعروض في كل مكان، كيف بتلك الام التي تقوم بـ»البرايف» والتمارين المتواصلة كيف لها ان تقسّم وقتها بين موسيقاها وابنائها؟ كيف لها ان تجمع نوتاتها وتوزعها بالعدل بينهما، كيف للفنانة المنهكة التي تقدم عروضا في كل الربوع وتعاني الارق ان تجد مسحة جمال وأمل تزرعها في أبنائها؟

للفن التشكيلي نوامسيه ايضا هو عملية تزيين ورقة بيضاء وتحويلها الى لوحة هي جزء من روح الفنانة ونبضها، تلك اللوحة ايا كان موضوعها وضعت فيها الرسامة خلجات روحها وهوسها بالحياة، اللوحة تستزف العقل والوقت والمال والجهد، لوحة وحيدة قد تأخذ من صاحبتها اشهرا لإنجازها فكيف بالأم ان توزع الوقت بين لوحة تشكيلية ولوحة انسانية فالابن كما الورقة البيضاء وللام كل المجال لترسم ما تشاء، الام الرسامة بدورها تحتاج الرعاية والاهتمام فكيف لها ان تقدم ما تحتاجه من حب؟.

اليوم عيد الحب، عيد للاعتراف بالمشاعر النبيلة، اليوم في عيد الحب نهدي بعض كلمات الحب الى الام الفنانة، الى تلك التي تضحي بالكثير لتوفّق بيع عشق الفن وعشق الأبناء الى من تسهر لرعاية فنها وابنائها ، الى من تنسى وجيعة الفن وتقبل ضاحكة الى ابنائها كل كلمات الحب، الى الصحفيات ايضا كلمات حب فهنّ ايضا جزء من منظومة التضحية فالعمل عندهنّ مقدّس وله نواميسه فما بالك بالابناء.

الى الام الفنانة الى من عشقن الركح الى نصاف بن حفصية ومنيرة الزكراوي ونهى المكشر و ثروة ميلاد و صابرة الهميسي وامال الكراي ووفاء الطبوبي وسميرة بوعمود وزينة مساهلي كل الحبّ، الى الفنانات الى من يكتبن نوتة للجمهور وأخرى للابناء الى ولبنى نعمان كل التحايا الى راسمات البسمة وباعثات الحياة في الورق لابيض الى منى فرجاني و منية الشاهد كل عبارات الجمال كما لوحاتكنّ الى الثريا رمضان وآمنة الرميلي ورود بسحر النيروز ، الى الصحفيات الامهات، الى زمردة الدلهومي وكريمة الماجري وروعة قاسم و وفاء همامي كل التحايا، اليكنّ جميعا كل عبارات الحب في عيد الحب، فأنتنّ الحب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115