و كلمات كتبت وبقيت شعارات ترددها اجيال ماتت الملوك وبقي الشعراء خالدين في الذاكرة ، الى روح شكري بلعيد تهدى تظاهرة الشعر العربي، تظاهرة عمادها الكلمة الصادقة و سلاحها جرأة شعراء اختاروا محاربة كل اشكال العنف والتطرف بالشعر.
لان الشعر فن له جمهوره وله محبيه، لان للكلمة وقع اشد من وقع السيف احيانا ولان شكري بلعيد كان شاعرا بالأساس يكون اللقاء في دار الثقافة جبل الجلوزد مع تظاهرة «ملتقى شكري بلعيد للشعر العربي» لقاء تنظمه دار الثقافة بالمكان تحت اشراف وزارة الشؤون الثقافية وبالاشتراك مع بيت الشعر التونسي ايام 02 و03 و04 فيفري الحالي.
الافتتاح سيكون يوم الجمعة 2 فيفري بكلمة لمديرة دار الثقافة وكلمة لوزير الشؤون الثقافية وكلمة لعائلة شكري بلعيد، ثم اللقاء مع الفنون وعرض بعنوان «كلمات الشهيد» انتاج بيت الشعر واخراج ايهاب العامري، على الركح سيستمع الجمهور الى ما يقوله الشهيد، سيسمعون صراخه الازلي للدفاع عن حضن الوطن، سيستمتعون بكلماته المنمقة وشعاراته الرنانة ووجيعة لا يعرف مصدرها الا من شرب من كأس حب الوطن، وتجرّع وجيعتها.
بعد العرض الفني يكون الموعد مع القراءات الشعرية، لقاء سيستمع فيه الحضور الى كلمات تعبر عن اصحابها ومواقف ينقلونها الى صور شعرية ممتعة وتكون البداية مع الشعراء الهادي دانيال السوري الذي يقدم نفسه بالقول:
« ها أنذا السوريّ
مَن رُفِعَتْ بلاده على صليب الدَّجَلِ الثوريّ
وَسَرْبَلتْها السُّحُبُ السَّوْداء بالردى»
لشكري بلعيد، للشهيد المغدور وللاوطان المسلوبة و اللاجئين الذين هربوا من اوطانهم وتركوا خلفهم احلامهم سيقرأ الهادي دانيال بعضا مما عبرت كلماته، سيستنهض الهمم ويخاطب الشهيد بالقول:
«تعلوا مضاء بنور الضمير الى سدرة المنتهى
وتتركهم في حضيض الرصاص
خفافيش وقت تآكل حتى انتهى
عرشهم يتصدع بين الخناجر فوق مصاحفهم
وخيوط دمائك تنتسج الان في راية للقصاص
ناهضا ناهضا سوف نرفعها
نجمة نجمة وبها سنلاحقهم
في كهوف جهالتهم وزنازينها
الى ان تعود البلاد الى اهلها
ويخرج منها الغزاة الجناة
وهذا المليك الركيك
يشول الى ظهره تاجه وهو يمضي على وجهه تائها
انت تنهض من دمك الان تودعه
قطرة قطرة ارض سورية كلها
ومنه ستنهض نجمتك الان خضراء خضراء تومض فوق الذرى وتجوب الاقاصي».
من سوريا الى تونس، ومن وجيعة من دمر وطنه بسبب الحرب الى وجيعة من دمر وطنه بسبب النخبة، اللقاء الثاني سيكون مع الشاعر جمال الصليعي الذي كلما قرأ الشعر اسمع جمهوره قصيدة ابليس التي يقول فيها:
« ابليس غادر ارضنا متحسرا،
سئم البطالة واكتئب،
ماذا سيفعل في البلاد؟؟
خرابها؟
لم يستطع قدرت على ذلك النخب؟
قد قيل فكّر في التحزب مرة،
رفض الطلب اذ كان منقوص المواهب في الخراب
يحتاج اعواما ليبلغ مرتبة النخب»
بعد الشعر يكون الموعد مع الموسيقى، وهل يحلو اللقاء الفني دون لغة الملائكة وشدوها، لشكري بلعيد ولروحه ستغني سامية الحامي اغان تكون مرفوقة باجمل المعزوفات ففي دار الثقافة شكري بلعيد سينوح ناي احمد ليتيم ليخبر الحضور عن الم الغربة والاغتراب ويحدقهم عن الوطن و الفن، فلقاء مع انامل اميمة الطرودي عازفة العود و وائل الفرشيشي عازف الايقاع.
وللاطفال نصيبهم من الشعر والفن لان كلماته تكون اصدق من اهازيج الكبار، وفي الخامسة يغني كورال السلام بادارة عادل زروق مجموعة من اغاني الحياة والحلم، ويكون الختام مع الموسيقى البديلة، سيرتفع صوت القيثارة عاليا متمردا كما صاحبه، سيغني لشكري و لكل الشهداء سيعزف نوتة الجنون ونوتات التمرد والثورة، ياسر الجرادي سيغني لجمهور ملتقى شكري بلعيد للشعر العربي ويقدم اهازيج الثورة كما يراها الفنان المعروف بتمرده عن السائد.
تتواصل فعاليات اللقاء الشعري السبت 3فيفري وتوزع العروض على فضاءين مختلفين، الاول «فضاء خيمة الشعر» بساحة الاداب والكتاب بجبل الجلود، مع تقديم كتاب «أشعار نقشتها الريح على أبواب تونس السبعة» لشكري بلعيد يقدمه الاديب محمد معالي ثمّ اصبوحة شعرية عنوانها «قصائد الى روح الشهيد» يؤثثها مجموعة من الشعراء وهم صابر بوزيد من الجزائر و احمد العباسي وعادل بوعڤه ومحمد الهادي الوسلاتي و نعيمة الرحيمي و صلاح الخليفي و محمد الغواري ومحمد العربي وتدير الجلسة الشعرية الاولى الشاعرة فاطمة الماكني.
ثم لقاء فكري ومحاضرة للاستاذ علالة حواشي « الشعر العربي بين بحور الخليل وتجاوزها» في الثالثة بعد الزوال.
أما الفضاء الثاني فهو دار الثقافة جبل الجلود، وتتوزع فقرات اليوم الثاني على مجموعة من الورشات وهي ورشة في كتابة الشعر للاطفال ينشطها الاستاذ مصطفى المدايني، فورشة في فنون الخط والالقاء الشعري يشرف عليها صلاح الخليفي.
وفي المساء لقاء مع «قصائد الى روح الشهيد2» ويؤثثها الشعراء، احمد زنبير من المغرب ومن تونس كل من لطفي عبد الواحد و ماجدة الظاهري و عمار العكرمي و جميل عمامي و سعاد حجري والحبيب حاجي وبسمة المرواني ويدير هذه الجلسة الشاعر فريد سعيداني.
الاحد 4 فيفري هو اختتام للملتقى الشعري الفني وتكون جميع الفعاليات في دار الثقافة جبل الجلود، اللقاء الاول يكون مع الاطفال ومسابقة في القراءات الشعرية بحضور لجنة تحكيم تتكون من لطفي عبد الواحد وعبد المجيد فرحات
فانطلاق الاصبوحة الشعرية «قصئد الى روح الشهيد3» ويشارك فيها كل من الثري رمضان وسندس بكار و سمير فرحاني و فاطمة الماكني و فريد السعيداني وخالد الغني جلسة يديرها لطفي عبد الواحد، لتختتم فعاليات الملتقى بالاعلان عن الفائزين في مسابقة الشعر للاطفال وتقدم الجائزة من طرف مؤسسة شكري بلعيد لمناهضة العنف.