مهرجان الجريد الثقافي والسياحي: دورة وليدة وأمل أكبر لإنجاحها

جميل أن نحلم ولكن الأجمل هو تطويع الحلم وتشكيله ليكون حقيقة، هناك في مدينة الجريد حلم ابناء الجمعية التونسية للتنشيط الثقافي والسياحي

ان يكون للقرى الحدودية مهرجانها ويكون لاطفال الهامش نصيبهم من الفنون، حلموا وعملوا لتحقيق الحلم الذي سيتشكل في تظاهرة سموها «مهرجان الجريد الثقافي والسياحي».

المهرجان سينطلق يوم 1فيفري بدعم من وزارة الثقافة قدر ب20 الف دينار كدعم مالي و20 الف دينار في شكل عروض مدعومة وتكفّلت مندوبية الشؤون الثقافية بتوزر باجور الفرق المحلية اما مندوبية الشباب فقدمت دعما لوجيستيا وماديا قدرته بـ 2000 دينار أمام عدم مبالاة وزارة المرأة والطفولة، (المهرجان سينجز رغم العوائق وسننجح لاجل اطفال الهامش) على حد تعبير مدير دورته الاولى محمود الاحمدي.

المهرجان الوليد هو نبراس أمل لأطفال الهامش
الثقافة حياة والفن وسيلة للمقاومة ولرسم ضحكة صادقة على محيا الاطفال الصغار خاصة اطفال المناطق الحدودية، الثقافة ينبوع امل متجدد لا ينضب، هناك في قرية الشبيكة الجبلية و القرى المجاورة لها يعيش الاطفال حالة تصحّر ثقافي بعضهم لا يعرف توزر المدينة وبعضهم لا يعرف معنى المسرح والسينما ووحدها شاشات التلفاز اداة الترفيه عندهم، الى اولئك التونسيين البعيدين جدا عن المدينة، الى المدافعين الاوائل عن الحدود التونسية الجزائرية الى اطفال تعلموا من الجبل وعورته وقساوته تكون الدورة الاولى من مهرجان الجريد السياحي والثقافي.

مهرجان ثقافي وسياحي وليد تكون دورته الاولى ايام 1و2و3فيفري 2018، افتتاح سيكون في قرية الشبيكة الجبلية مع مشهدية «سبيكيلوم زمان» وهي مشهدية احتفالية تجسّد نماذج من الحياة اليومية ومظاهر الفرحة بالواحات الجبلية وتقدم الفرق بين الواحة الجبلية والصحرواية، العروض التي ستكون في الشبيكة ستتوزع على القرى والارياف المجاورة ومنها الشبيكة والظافرية وفم الخنقة وسندس، الى اطفال هذه المناطق البعيدة ستتنقل قوافل ثقافية محملة بكل الوان الفنون منها المسرح والسينما والموسيقى و التنشيط وسيشرف عليها ابناء دور الشباب المتنقلة.

الثقافة في خدمة السياحة
الى قرية الشبيكة الحدودية تكون الرحلة الثقافية، الى قرية جبلية هجرها بعض اهلها وتمسك اخرون بحجارتها تكون الجولة الفنية، هناك في الشبيكة يكون الموعد مع كل الفنون علها تزيد من نبض القرية وتخرجها من صمتها، الى لأطفال تقدم العروض التنشيطية والى الكهول العروض الموسيقية والمسرحية.
مهرجان من بين اهدافه الترويج للمنتوج الثري خاصة الحرفي الذي تتميز به تلك الجهة، الى القرى التي يشكل سكانها سدا منيعا ضد الارهاب تكون قبلة عشاق الفنون ليعرفوا بالشبيكة سياحيا ويحاولوا تأسيس ثقافة «سياحة الإقامة من خلال حث الاهالي على فتح منازلهم لضيوف الشبيكة وضيوف المهرجان ومحاولة التأسيس لثقافة سياحية جديدة ليستمتع الزائر اكثر بسحر الشلال الكبير و جمال القرية، لثلاثة ايام سيكون الهدف من العروض المسرحية والتنشيطية هو المساهمة في الحركة الاقتصادية من خلال تقديم الحرفة اليدوية والتعريف بها وتشجيع المواطنين على انجاح المشروع السياحي «دار الضيافة» والاستثمار في هذا المجال في غياب النزل والاقامات الخاصة بالشبيكة والاهم هو التأكيد على سلامة الاوضاع الاأمنية في تلك الربوع وقدرتها على استقبال الوفود السياحية التونسية والأجنبية وبذلك يكون للسياحة والثقافة وجهان لعملة واحدة هي تونس ارض للسلام والجمال وليست موطئ إرهاب.

مهرجان متعدد الفقرات
ينطلق مهرجان الجريد الثقافي والسياحي يوم 1فيفري بقرية الشبيكة وتكون البداية مع مشهدية «سبيكيلوم زمان» لتقديم الموروث الحضاري والتاريخي لتلك القرية الجبلية، ثم عرض فرجوي تنشيطي بالشلال الكبير للجارة تمغزة اما في توزر المدينة فيكون الموعد مع عروض تنشيطية وسينمائية بدار الشباب طريق الحامة، ولأطفال الارياف حظهم مع عروض سينمائية في الظافرية وفم الخنقة والرميثة.

وفي الثالثة مساء يكون التنافس على الكلمة مع عكاظية الشعر الشعبي والغناء البدوي ثم نهاية اليوم الاول مع عرض مجموعة حافظ القصاب وامير المباركي.

لتشرق شمس اليوم الثاني في الشبيكة مع العروض التنشيطية للاطفال خاصة الرسم فللطفل الوانه واحلامه التي سيشكلها على ورقة بيضاء، فمعرض للاكلة الشعبية وعرض لمجموعة قصابة الرديف، اما في توزر المدينة فيكون الموعد بداية من الرابعة بعد الزوال في ساحة الفنون مع الفنان معز الطرودي وفي السهرة لقاء مع الموسيقى الالكترونية
وتتواصل فعاليات المهرجان في يومه الثالث انطلاقا من سوق الربع في اطار سياسة التعريف بكل ربوع الجهة و خصوصياتها والأماكن التاريخية فيها، فموعد مع كرنفال الجريد، عرض موسيقي سياحي يعايش الحياة اليومية للفلاحين في الواحات عرض تشارك به 20 عربة مجرورة وكوكبة من الفرسان والفرق الموسيقية لصناعة فرجة متفردةّ، اما الاختتام فتقدمه الفنانة الفة بن رمضان.

هل ستحقق وزارة السياحة وعدها؟
مهرجان الجريد الثقافي والسياحي له وجهان الأول ثقافي وهو التعريف بالموروث الشفوي والتراث المادي واللامادي للقرى الجبلية والمناطفق الحدودية، والثاني سياحي يتمثل في التعريف بالمخزون السياحي لتلك المناطق، ومحاولة التاسيس لثقافة «سياحة اقامة» وعدم الاكتفاء بسياحة العبور، وفي ندوة صحفية عقدت وسط الاسبوع اكد مدير مهرجان الجريد الثقافي والسياحي انهم تحصلوا على وعود من وزارة السياحة لدعم التظاهرة ماليا ويكون الاجتماع يوم غد الجمعة، فهل ستستجيب وزارة السياحة لمطلبهم؟ وتنفّذ وعودها ام ستقتصر على الوعود فقط؟.

وزارة المرأة لا مجيب
ككل مرة يفاجأ المسؤولون عن التظاهرات بصمت وزارة المرأة والطفولة أمام مطالب الدعم المتتالية التي يرسلونها، وككل مرة تجيب وزارة المرأة بالصمت وعدم الرد بالرفض أو الموافقة على كل تظاهرة موجهة للطفل أو تهمّ الطفل في تونس فهل الجانب الثقافي لا يهمّ وزارة تٌعنى بالطفولة الطفولة؟ أم أنها تعمل بشعار «ناديت لو خاطبت حيا ولكن...».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115