في عيد ميلاد «مسرح الفلاّقــة» بجبل سمامة: أنا مصمم على بلوغ الهدف..فإمّا أن أنجح.. وإمّا أن أنجح

«الأمل هي تلك النافذة الصغيرة، التي مهما صغر حجمها، إلا أنها تفتح آفاقاً واسعة في الحياة ،وهناك يسكنهم امل متجدد في الانسان وقدرته

على الحفر في صخور التهميش حد الوصول الى مياه الامل و الحياة، هناك في سفح جبل سمامة يكون الاحتفال بعيد ميلاد ليس كأعياد الميلاد، عيد ميلاد مسرح الفلاقة، احتفال عنوانه ارادة حياة متجددة وحب ابدي للأرض ولرائحتها ومسرح ليس ككل المسارح، مسرح حفر في اعلى هضبة مسرح حفره مواطنو الجهة وسكانها لإيمانهم ان الفن حياة وهم الذين يرفعون اهازيج الجبل ويحرسون مابقي منه بحب الفن والتاسيس لحركة ثقافية جد استثنائية.

في سفح سمامة تستيقظ الخلايا النائمة، تنهض لتصنع مجد اناس بسطاء ولكنهم مشبعون بحب الحياة، الخلايا النائمة تنهض لتسمع الحضور ازيز رصاص الحب و ترسل اناشيد الحياة و تقاوم بالفنون، هم احفاد «الفلاقة» هم حراس الجبل وخلاياه النائمة خلايا مسرحية تؤمن بالحياة وتؤمن بالنضال وتؤمن ان الانسان قادر على التغيير وان تجاهلته الدولة ، كما الزهرة التي تتبع الشمس تفعل ذلك حتى في اليوم المليء بالغيوم. قولة لروبرت ليجتون يعمل بها سكان وفنانو جبل سمامة.

خلايا مسرحية...استيقظ أيها الجبل وأشهد على ابداع أبنائك
سمامة عاصمة كونية للثقافة الجبلية، سمامة موطن للإبداع والفعل المسرحي والثقافي، سمامة تعيش على وقع ثقافة الحياة، سمّامة فضاء للإبداع وولادة مواهب مميزة، كلمات ليست بشعارات وانما حقيقة تسجلها المؤسسة الثقافية حقيقة كان الاعلام التونسي والعالمي شاهدا عليها، سمّامة ارض حياة وسفح الجبل ارض لولادة فعل مسرحي مقاوم ، سمامة تحتفي بخلاياها المسرحية ويكون غدا الجمعة 29ديسمبر موعد لحصاد ما انتجته هذه الخلايا، في مدارس القسـاسميّة، وادي معيو، الشرايع، الذواودة، هنـــشـير بوفروة، الوسّاعية.

هناك في سفح جبل سمامة تحديدا منطقة الوساعية تحولت منازل المواطنين الى فضاءات ثقافية تاوي الفنانين الذين تسلّحوا بالحلم وتنقلوا الى سمامة للاشراف على ورشات للاطفال يزرعون فيهم حب التمرد والحياة، غير بعيد عن المركز الثقافي الجبلي الذي لم تكتمل اشغاله بعد المدرسة الابتدائية هي فضاء لاحتضان مواهب الصغار واحلام المؤطرين.
خلايا مسرحية تكريم للفنانة رجاء بن عمار التي امنت بمشروع سمامة ومن مدار قرطاج بالعاصمة انطلق عمل “الطبة” و لروحها سيهدون “طبة ترابية” أي قطعة ارض تحمل اسم رجاء بن عمار ستزرع بورود الامل و الجبل وتكون حاضنة لتظاهرات فنية وثقافية.

وتتمثّل التظاهرة حسب تصريح عدنان الهلالي في عدد هامّ من الورشات في مختلف الاختصاصات المسرحية تحت إشراف مجموعة هامّة من الفنّـانين والمسرحيّين التونـسـيّــين وهم : نسـرين مولهي، عادل بـوعـلاّق، منى بلحـاج زكـري، نسـرين شـعـبـوني، منعم شـويّات، كـريم تـوايـمة، الطـاهر الرضواني، آسيا الجعايبي، أيّوب جوادي، خولة لوحيشي.
وتشارك في التظاهرة جمعية الأولياء و التلاميذ بسوســة من خلال رحلة منظـمة يوم امس و يوم تنشيطي متكامل يشتمل على ورشة مسرح تحت إشراف شبكة مسرح الكل للكلّ بحمّام سوسة و وورشة رسم ينشطها طلبة المعـهد العالي للفنون الجميلة بسوسة وورشة سينما لنادي سينما بوبـينا، وتعدّ هذه الرحلة الثانية لجمعـية الأوليـاء و التلاميذ بسـوسة إلى جبل سمّامة بعد مشاركتها في حملة «باقة خريف» لتكوين نواتات مكتبات ريفية الشهر الفارط وحضورها معرض «ورد وكرتوش في الجبال» لهدى غربال ووديع مهيري..
سيتمّ تخصيص كل صباح من الأيام الأربعة للتربّصات الفنّية ومساء يشتغل كل فنّان مع مدرسة من المدارس المشاركة على مشروع مسرحيّ على أن يحتضن مسرح الفــلاّڤْــة الاحـتـفالية الخـتـامية صـبيـحة الجمـعة على السّـاعة العـاشرة، والمدارس المشاركة والتي ستبعث فيها ورشات مسرحية قارّة هي القسـاسميّة، وادي معيو، الشرايع، الذواودة، هنـــشـير

بوفروة، الوسّاعية.

كما سيتمّ الاحتفاء بالفنّان عبد المنعم شويّات الحائز على جائزة أفضل ممثّل في الدّورة الأخيرة لايّام قرطــاج السّـينمائية تحت عنوان «جبل سمّــامة يحتفي بابن جبـال خـمير» و ستنتظم مسامرات مسائية حول النّـيـران و مائدة مستـديرة حول «مسرحة طاقات الجبل» كما سيقدّم المركز الوطني لفنّ العرائس عمله «حدّث الثعلب» اليوم الخميس 28 ديسمبر..
تتخلّل «خلايا مسرحية» مسامرة أدبية مع الباحثة الدكتورة إيناس بن دريدي المختصّة في تراث سكّان جبال الاكواتور وذلك تحت عنوان «حكايات جبال وسط الاكواتور» ، خلايا مسرحية التي انطلقت منذ يوم الثلاثاء وتختم اشغالها الجمعة هي عنوان لفعل ثقافي بديل فعل ثقافي انطلق من حب المواطنين لجبلهم، خلايا تكرم روح هلالية وكل جامعات الاكليل، خلايا تزرع في اطفال سمامة والوساعية نبض أمل متجدد لا يهاب من استوطنوا الجبل ظلما.
«ولن يقتصر العمل على الورشات وانما ستقدم نتيجة الورشات في مدار قرطاج ايضا بمناسبة عيد المسرح.

مسرح الفلاقة...المركز الثقافي الجبلي...ارضنا ليست بعاقر
«ارضنا ليست بعاقر يا صديقي، ارضنا ولادة، ارضنا رض حب وفن وحياة، ارضنا ليست ارض ارهاب هنا نحلم ونحول احلامنا مسرحا وموسيقى، هنا نرضع صغارنا محبة التراب ومحبة الجبل وان قسا» هكذا تقرأ في عيني كل من تشاهده في سمامة، هناك بعيدا جدا حفروا مسرحهم، لم ينتظروا منة الدولة ولا رجال الاعمال ليحقوا حلم ان يكون لهم مسرح، فوق هضبة حفروا مسرحهم و زينوه باشجار الجبل، الاكليل والغار والعرعار وكل النباتات البرية باتت ركحا ومجلسا للجمهور، هناك تعايشوا مع قساوة المكان ومازالوا متمسكين بحقهم في جبلهم كما يقول امل دنقل:
«لا تصالح على الدم.. حتى بدم، لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ، أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟، أقلب الغريب كقلب أخيك؟، أعيناه عينا أخيك؟، وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك، بيدٍ سيفها أثْكَلك؟»
هناك من سفح جبل سمامة انطلق الحلم ومن ربوعه الجميلة والساحرة تشبع الفنان عدنان الهلالي ومن معه من مبدعين بعشقهم الأزلي للأرض ليتحول الحلم إلى مشروع حقيقي يتمثل في إنشاء «مسرح الجبل» تحت شعار « الفن الرابع لتنمية الأرياف» ليروي للعالم قصة انتماء و تاريخ مقاومة قد ساهم في صنعه الأهالي ليصدحوا بأصواتهم الشجاعة والثابتة بأنه لا مكان لمن يغتصب الأرض ولا حياة لمن يذبح الرعاة ويزرع الألغام .

« مسرح الفلاقة « هكذا سمي من طرف هؤلاء المبدعين الذين آمنوا بقوة الفن كسلاح يضاهي صوت المدافع والألغام ليتجسد في مسرح ركحه التراب وستائره الجبال قد حفرت مقاعده الجميلة في عمق الأرض لتجول أصداه القمم المكابرة وأقنعته الرهيبة التي نحتت من نبات الصبار الشائك ... مسرح جميل ليس ككل المسارح احتاج القليل من الدعم المادي ولكنه احتوى الكثير من الحب والحميمية لتتخلله العروض الفنية و الموسيقية بحضور فنانين دعموا الثقافة وآمنوا بالجهة، ومنذ حفره الى اليوم كان مسرح الفلاقة شاهدا على التظاهرات الثقافية العديدة التي احتضنها الجبل من عيد الرعاة الى الاحتفاء بانجاز المركز الثقافي الجبلي الى كل «افراح» اطفال الجبل .
عام مضى على حفر المسرح، عام مضى على انطلاق شرارة امل ليكون لابناء الوساعية مسرح يحفرونه بانفسهم، عام مضى ليولد معه عرض «وقت الجبال تغني» الذي انطلق من حناجر مواطنين عاديين وفلاحين بسطاء غنوا للجبل ورفعوا صوت الحية عاليا فاستجابت لهم كبرى التظاهرات ليحدثوا الجمهور عن جبلهم، اليوم يحتفل مسرح الفلاقة بعيد ميلاده الاول ويصرخ أبناؤه عاليا « أنا مصمم على بلوغ الهدف، فإما أن أنجح ... و إما ... أن أنجح».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115