ورئيس مركز الحرس بمطماطة المهدي حداد وذلك امس اﻻول الجمعة 22 ديسمبر الجاري بدار الثقافة بالجهة.
افتتاح التظاهرة كان بآيات بينات من القرآن الكريم والنشيد الوطني، علما وأن علم فلسطين كان حاضرا والعلم التونسي، لما تعيشه القضية الفلسطينية بعد قرار الرئيس اﻻمريكي «ترامب» بنقل السفارة اﻻمريكية الى القدس الشريف..مثل وزير الشؤون الثقافية في هذه الفعاليات مدير الشؤون الجهوية اﻻستاذ خالد عازق الذي أكد فيها خاصة على ما حمله رحيل الفقيدين من معاني وقيم الوطنية والعطاء والحس العالي بالواجب ..هي قيم نحن في أشد الحاجة اليها اليوم ودونها لن نسطيع البناء والتاسيس.
كما أن احياء مثل هذه التظاهرات واشراف الوزارة ينبع من ايمان باهمية ثقافة اﻻعتراف التي تسعى الوزارة الى المساهمة في تثبيتها.. أما كلمة والي قابس المنجي ثامر فغاصت في مناقب الشهيدين والمد التضامني اﻻستثنائي الذي شهدته مطماطة ووﻻية قابس عمومما والتي اعادت اﻻعتبار لثقافة التطوع .. كلمات عديدة ايضا لممثلي المجتمع المدني والمهتمين بالثقافة وتم طرح اقامة ملتقى ثقافي باسم المعتمد الشهيد، لكن تبقى الأهم مداخلتان الأولى لأخ الشهيد وفيها شدد على أن محسن بنعاسي سار على خطى أجداده وأنهم ليسوا طلاب تمجيد مزيف والثانية لزوجة الشهيد حيث أشارت إلى ايمانه برسالته.. مثمنة خاصة حركة تلاميذ المدرسة اﻻعدادية (اﻻفام) الذين هبوا الى توديع الراحل وهو ما يبشر بجيل واعي منسجم منفتح على باقي الثقافات..
سيدي المعتمد يا شهيد البلد
الموسيقى كانت حاضرة في هذه الفعاليات من خلال أغنية للفنان رياض بوراوي وكلمات الشاعر رابح مجبري ..اغنية ولدت فكرة عند البحث عن جثة الشهيد محسن بنعاسي لتصبح كلاما ولحنا في 11 نوفمبر المنقضي ..»سيدي المعتمد ياشهيد البلد//أي الصفات تليق بكم وأنت النقي الذي نفتقد// وأنت الذي آثر أن يكون فداء لهم فلذات الكبد // فماذا اقول وانت هناك توارى الثّرى سيدي المعتمد»..أغنية تفاعل معها كثيرا الجمهور المكثف المتابع باﻻعادات والتصفيق خاصة مع تأثر كبير للفنان بوراوي، كما كان الموعد مع عرض لفرقة اﻻوركستر السنفوني بالحامة تحت قيادة الفنان عبد الكريم الثليبي بمشاركة العشرات من الشباب التلمذي من المعهد الجهوي للموسيقى بقابس والحامة الذين ابدعوا في تقديم معزوفات خالدة ثمنها
المندوب الجهوي للشؤون الثقافية اﻻستاذ محمد الدغسني كتجربة ابداعية جديدة تثري المشهد الثقافي بالجهة وتحية لهذع الفرقة السنفونية قدم والي الجهة المنجي ثامر دعما ماليا بقيمة ثلاثة آﻻف دينار ..هذا وحضر الشعر ايضا في التظاهرة من خلال قصائد تغنت بصفات الشهيدين أثثها خاصة سعد ثابت ومقطع من ملحمة مطماطة كذلك عبد الرزاق بوشنيبة ..
أهمية مثل هذه التظاهرات باعتبارها تاتي في ظل ما نعيشه اليوم في تونس وحتى مجتمعاتنا العربية من شبه غياب ثقافة الاعتراف ..ثقافة تنطلق من اعترافنا بالآخر أو الاعتراف بثقافته واضافاته وإن كانت محدودة ..نحن فعلا في أشد الحاجة الى اﻻعتراف لخلق أفقا حقيقيا من التسامح والتواصل والتعقل للأجيال المقبلة داخل ، المنزل والمدرسة والمجتمع، وتشجيع الفرد على هذا السلوك، وتعميق هذه القيمة في المناهج التعليمية والسلوكيات والتواصل بين الافراد ... وان كان الدور الاكبر يقع على عاتق صناع الرأي العام ورجال السياسة والاحزاب وجمعيات المجتمع المدني ذات العلاقة ، فان الدور المحوري يبقى على عاتق المثقفين والمبدعين..