ريبورتاج : الفبريكا Coworking studio سأحيا كما تشتهي لغتي أن أكون... سأحيا بقوة هذا التحدي ...

ستتحقق كل أحلامك إذا كنت تملك الشجاعة لمطاردتها، ستتحقق كل آمالك اذا كنت تملك الجرأة للسعي خلفها،

ستحقق كل طموحاتك اذا كنت تملك عزيمة للمقاومة والتمسك حتى بشظايا الامل وبقايا الحلم، ومن بقايا حلم ولد «الفبريكا» اول فضاء لاجتماع كل الموسيقيين والمبدعين، فضاء للانتاج و لتطوير المشاريع الموسيقية الحديثة، فضاء يرسم احلام الشباب ويعمل على تجسيدها.

الفبريكا فضاء الحلم والعمل، فضاء للاجتماع والنقاش والموسيقى، فضاء للحياة ولصناعة مسار للموسيقيين الشباب والتعريف بهم في الخارج وتقديم الموسيقى التونسية فضاء يعمل على بعث الثقة في الموسيقي الشاب ودفعه لتحقيق حلمه الفني الى مشروع واقعي تماما كمقولة نابليون حيث سٌئل عن كيفية بعث الثقة في افراد جيشه فأجاب

كنت أرد على ثلاث بثلاث ؟؟
من قال لا أقدر ... قلت له ... حاول
من قال لاأعرف ... قلت له ... تعلم
من قال مستحيل ... قلت له ... جرب
الفبريكا...فضاء الحلم

هنا نهج 18جانفي 1952، هنا اول شارع قرطاج، ضوضاء الشارع، الاطفال يمارسون ألعابهم المارة غير عابئين بحركة المرور، بعد «سكة المترو» مباشرة، نهج ام كلثوم، بعده تجدك ايها الزائر امام بناية قديمة تعود الى زمن الاستعمار بابها الازرق اللون يبدو ساكنا صامدا صمود بناية لسنوات، في 18جانفي توجد الفبريكا، فضاء اجتماع الموسيقيين وتطوير مشاريعهم فضاء لجمعية Notre culture d’abord.

درجة اثنتان ثلاثة، الى يسارك باب ابيض اللون هو باب الفبريكاّ، منذ المدخل تعترضك رائحة «البخور» المميزة منذ المدخل تشعر ان الفضاء تونسي الروح، يحييك ظافر يوسف بموسيقاه الانيقة المنبعثة من الفضاء، الى يمينك قاعة للاجتماع، زينتها بسيطة وانيقة بضعة كراسي ويميزها اللون البني، لون مريح وهادئ، لافتة كتب فوقها «زنقة جماعة تحت السور» لافتة ترحل بالذاكرة الى الدّوعاجي والشابي والطاهر الحداد ومن اجتمعوا يوما ليضحوا بحريتهم وصحتهم لأجل الابداع في تونس لافتة وكانها تؤكد ان تونس ولاّدة ولكل عصر مبدعيه وفنانيه الصادقين.

مجموعة من الكتب والتحف في القاعة المتعددة الاختصاصات، هنا يمكنك الجلوس او المطالعة والتمتع بخدمة الانترنت، تمثال صغير لبيتهوفن سيبعث فيك الانشراح ومحبة الموسيقى، والإلهام فالفبريكا «فضاء للحلم والإلهام فضاء للكتابة والإبداع» على حد تعبير الفنان التونسي حليم بن يوسف.

قبالتك ايها الزائر فضاء خارجي، جد انيق تتوسطه طاولة كبيرة لتكون حاضنة احلام الطفولة،زين الحائط برسومات للفنانة «المجنونة» بالفن كما ينعتها اصدقائها ندى زروقي، زينة باللون الأسود ستقف لدقائق وربما ساعات تحاول فهم ما خطته ندى على الحائط، الى جانب كتاباتها الصامتة بعض التحف والرسومات و»البريكولاج» من صنع صغار «الحومة» الذين خلقوا من العدم ابداعا ومن مهملات والنفايات صنعوا لوحات فنية جد انيقة.

كل مقومات الفن اجتمعت، الزينة والألوان المميزة مع الشعارات التي تؤكد ان الثقافة هي الحل وتدعو للتمسك بالإبداع لنحيا، الفضاء الخارجي فضاء للسينما ايضا فضاء لعرض افلام سينمائية لاطفال شارع قرطاج وماجاوره من شوارع هامشية وفرعية، فالفبريكا فضاء للجميع ، فضاء نتقاسم فيه الامل وننسج داخله شبكة احلامنا لنقاوم بالفن فالفن مقاومة وأحلامنا سلاح ندافع به عن تونسنا على حد تعبير الفنان محمد بن سلامة.

في الفبريكا يولد الحلم ليصبح مشروعا موسيقيا

هنا اتحدت كل مقومات الهدوء والجمال، الجولة لم تنته بعد اترك كتابات ندى زروقي وماصنعته ايادي الصغار، دع موسيقى بيتهوفن وواصل الجولة، الحيطان جميعها تتحدث فنا، الصور المعلقة لكل منها حكاية، قبالتك ستجد لافتة «زنقة علي شورب» في اشارة الى ان الفضاء مفتوح للنقاد ايضا وليس حكرا على اصحابه، بالاضافة الى مكتبة ثرية بمجموعة من الكتب والمجلات لتساعد الزوار على استنشاق عبق الابداع في كل اركان الفبريكا، فهنا تتربع الفنون على عرش قلبك، ستجد ان لنبضك صوت الموسيقى ولحركات جسدك وقع المسرح، في هذا الركن الصغير ستشعر انك جزء منه ستجدك عاشقا للمكان منذ الزيارة لاولى.

بعد المكتبة تظل للحلم بقية، ميزة الفبريكا «الاستوديو»، بستائره السوداء ومرآته الكبيرة كامل الحائط و كامل معداته، فالفبريكا كما انف الذكر فضاء لتطوير المشاريع الفنية والموسيقية لذلك تقدم للموسيقيين استوديو مجهز بالكامل وعازل للصوت ليبدعوا اثناء اجتماعاهم الموسيقي وليطوروا أعمالهم «الفضاء فضاء لكل الموسيقيين، هنا يجتمعون ليكتبوا احلامهم ويحولونها إلى نوتة موسيقية نعمل على تطويرها وتحويلها الى مشروع فني» كما صرح محمد بن سلامة.

الفبريكا وذاك الاستوديو كان عنوانا لاجتماع فنانين تونسيين واجانب انبهروا بالفضاء وعن الفبريكا قال حليم بن يوسف «تفاجأت بجمالية الفضاء، «الفبريكا» فضاء للالهام، للابداع والكتابة»، وعن الفبريكا قال «كوكي» العازف التونسي « هنا نجتمع فهذا الفضاء يجمعنا لبلورة مشاريعنا الموسيقية» ولان الموسيقى لا تعترف بالحدود الجغرافية ولا المكانية كان من ضيوف «الفبريكا» المغني الكونغولي Ben sitondo الذي عزف القيثارة وشارك العازفين كتابة نوتة موسيقية انسانية وقال عن الفضاء J’ai troqué à la porte et la fabrique m’a ouvert j’y étais reçu comme il faut et je vous invite à venir tenter votre chance ici».

اصوات العازفين تكتب نوتتها، هنا يجتمعون ليحولوا احلامهم الى حقيقة فالفضاء سيكون وسيطا بين الفنان التونسي والمهرجانات الدولية «رغم جودة ما يقدمه التونسي يظل الفنان التونسي الاقل حضورا في الخارج، والفبريكا ستكون وسيطا بين المهرجانات الدولية والمبدعين الشباب التونسيين» كما قال بن سلامة عن اهداف الفبريكا « الفضاء الذي سيصبح دون شك دينامو الموسيقى البديلة» على حد تعبير الموسيقي حسان مشايخي فالفضاء لكل التونسيين دون شك، فضاء يجمعهم le travail que vous faites est inspirant pour les tunisiens c’est beau j’aime ça كما قال العازف Kerk Madison.

وأنت تغادر الفبريكا سترافقك الموسيقى الهادئة وصوت داخلي يردد في يوم ما، إذا خُلق فنان في بلادنا وعرف معنى القهر والغيض معاً، ولحظة التحدي، فسوف يجسد لحظات لا يمكن أن تتاح لأي فنان آخر في العالم، و«الفبريكا» فضاء لكل الفنانين كشف قوة الفنان والتونسي وصدقه مع الموسيقى ومدى حاجته لتقديم مشاريع فنية عجز عن ايجاد مكان يحتويها فكانت «الفبريكا» فضاء للحلم والولادة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115